إحياءً للذكرى العاشرة لهبّة أكتوبر : المركز القانوني "عدالة" يُقيم مهرجان شعبي في الطيرة

تاريخ النشر 2/10/2010 1:22

موقع سبيل - لمراسلنا حارث عيسى – الطيرة

إحياءً للذكرى العاشرة لهبّة أكتوبر 2000 نظّم المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" مهرجان شعبي في قاعة الاشكول بايس بمدينة الطيرة، وقد حضر المهرجان رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي ونائبا الرئيس المحامي سامح عراقي ود. وليد ناصر والمحامي فؤاد سلطاني عضو إدارة عدالة، وقد شارك أيضاً البروفسور محمد حاج يحيى عضو إدارة عدالة، والسيد إبراهيم أبو صيام "أبو أحمد " والد أحد الشهداء، والمحامية في عدالة عبير بكر، كما حضرت بعض عائلات الشهداء الذين استشهدوا في مواجهات هبة الأقصى.
في بداية الحفل وقف الجميع دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء هبّة الأقصى 2000، ثمّ كانت كلمة لعريف الحفل المحامي فؤاد سلطاني عضو إدارة عدالة رحّب بها بالحضور وتحدث عن زيارة اريئيل شارون المشؤومة يوم 28 أيلول من عام 2000 للحرم القدسي الشريف والذي دفع آلاف المواطنين للخروج بمظاهرات عارمة أسفرت عن استشهاد وجرح الكثيرين، حينها أعلنت لجنة المتابعة العربية في إسرائيل الإضراب العام الذي ترافق مع مظاهرات قوبلت من قبل الشرطة برد عنيف مستخدمة الرصاص الحي والقناصة سقط على إثرها شهدائنا بالإضافة للجرحى ومئات المعتقلين، وأضاف سلطاني أنّ الجرح ما زال إلى الآن ينزف، وعشر سنوات وعائلات الشهداء تنتظر معاقبة المسؤولين بعد أن شُكلت لجنة أور للتحقيق ورفعت توصياتها إلى لجنة "ماحش" التي بدورها قررت عدم تقديم أي لائحة اتهام ضد أحد.
كلمة بلدية الطيرة ألقاها نائب الرئيس المحامي سامح عراقي الذي تحدث فيها عن التزام البلدية في الطيرة بإنجاح الإضراب العام، وقد أكد بأنّ المعركة التي شاركت فيها الجماهير العربي  كانت مواجهة مع السلطة التي أرادت في أعقاب الأحداث أن تفحص ردة فعل العرب، والسلطة كانت ولا زالت تحاول خلق جيل جديد وواقع اجتماعي جديد من أجل إشغال المواطن بقضاياه اليومية حتى اعتقدت بأنها نجحت بذلك، وأضاف عراقي بأنّهم فشلوا وأنّ جماهيرنا العربية نجحت بإفشال مخططاتهم، وأشار إلى أنّ الشرطة التي تتقاعس عن أخذ دورها في العنف المستشري هي نفسها التي قتلت شبابنا، والآن تقوم بدور لقتلنا بطرق عديدة ولذلك يتحتم علينا القيام بمهمة وطنية بالدرجة الأولى للوقوف بصلابة أمام تلك المحاولات.
بعد كلمة البلدية تمّ عرض فلم قصير يستعرض هبّة أكتوبر 2000 منذ انطلاقها وحتى إغلاق ملفات التحقيق ضد رجال الشرطة المتهمين بقتل الشهداء. بعده كانت هناك محاضرة للبروفيسور محمد حاج يحيى عضو إدارة عدالة تناول فيها واقع الفلسطينيين في إسرائيل الذين يتعرضون لعنف الدولة وعن أثاره النفسية التي تتركه عندهم، حيثُ ذكر أنّ الثمن الذي تمّ دفعه كان صعباً جداً، وأننا عرفنا الدولة عبر الدبابة والمدفع والطيارة، وعبر الإقصاء والعنصريّة وعدم الاعتراف بنا في هذه الدولة، وأنها تتفنن في كل يوم في كيفية إبعادنا بخطط وبرامج مختلفة، وتقوم بتذكير المواطن العربي بأن هذه الدولة ليست بدولتكم، ولذلك ما زال الجرح النفسي مستمر عند كل واحد فينا نتيجة تلك العلاقة مع الدولة، وشددّ حاج يحيى على أنّ مواجهة السلطات الإسرائيلية يجب أن يكون من خلال حراك جماهيري قطري، ويجب بناء لجان عليا لتبث روح الآمل عند الشبيبة، وأنّ التضامن يشعرنا بالأمان في كل شيء.
إبراهيم أبو صيام والد الشهيد أحمد أبو صيام ألقى كلمة مؤثرة عن استشهاد أبنه قال فيها أنّ هؤلاء الشهداء سقطوا دفاعاً عن الأقصى عندما دخله شارون، وأنّ هذه المراحل التي مرّت من مُقاضاة المجرمين وحتى يومنا هذا لم تكن إلا تمويه وتمييع للقضية وأنّ المؤسسات الإسرائيلية هي من عملت على ذلك، وتوعد أبو صيام بأنّ تلك الأعمال لن تثني عزيمتنا في ملاحقة قتلة أبنائنا حتى لو امتدت لمائة عام، وخاطب أبو صيام أرواح الشهداء بقوله جرحنا ما زال ينزف وحالنا لم يتغير، وقوافل الشهداء تسير ونحن لن ننسى أبنائنا الثلاثة عشر الذين استشهدوا قبل عشر سنوات.
عبير بكر المحامية في عدالة قامت بقراءة نقدية في قرار إغلاق ملفات التحقيق مع المتهمين بقتل ثلاثة عشر مواطناً في عام 2000، وقد شددت على الخوض في التفاصيل من أجل تبيان كيفية تنصلهم من المسائلات القانونية، فسردت المحامية بكر كيف أصدرت لجنة أور قرارها بأن جميع حالات القتل لم تكن مُبررة وبالتالي وجب تحويل الملفات إلى لجان التحقيق، ولكن "ماحش" لم تحرك ساكناً لعام 2003، حيث ادعت أنها حققت بشكل جدي ولكن بعد الإطلاع على الملفات أتضح لنا بأنّ "ماحش" لم تزد أي شيء على صفحات التحقيق، وفي إحدى القضايا كان يجب أن تفحص وتبحث "ماحش عن مُطلق الرصاصة التي استقرت في عين أحد الشهداء وقد فحصت "ماحش" خمسة بنادق وقالت أنها لم تجد مُطلق النار وعندما وجه سؤال عن البقية أجابوا بأنّ الأسلحة الباقية أُبيدت بالخطأ ..!! وبيّنت المحامية كيف تمّ تجاهل الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم التي تنفي روايات الشرطة الذين أطلقوا النار القاتل، في حين اعتمدت "ماحش" في ملف أحمد أبو صيام على بعض الصحف العربية التي ذكرت بأنّه تمنى الشهادة ولذلك كلجنة لا تستطيع أن تنفي بأنّ أحمد رمى الحجارة..!!

في نهاية الحفل عُرض فيلم قصير من انتاج مركز عدالة بعنوان "مواطن مُستهدف" يتحدث عن العنصرية الاسرائيلية.  

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2388
//echo 111; ?>