صحيح أن مدافع الحرب العالمية الأولى صمتت قبل نحو 92 عامًا ، لكن ما لا يعلمه كثيرون هو أن تلك الحرب لم تنته «رسمياً» بعد وأن نهايتها الفعلية ستكون يوم غد الاحد عندما تدفع ألمانيا آخر دفعة من التعويضات التي فرضها عليها الحلفاء كجزء من معاهدة فرساي التي تم ابرامها في العام 1919.
ووفقا لبنود تلك المعاهدة فإنه كان قد تم إرغام ألمانيا على دفع تعويضات مالية ضخمة الى كل من بلجيكا وفرنسا اللتين دمرتهما تلك الحرب بالاضافة الى تعويضات لدول التحالف، ونصت المعاهدة على أن الحرب لن تنتهي رسمياً إلا عند انتهائها ألمانيا من سداد أقساط تلك التعويضات.
ومنذ ذلك الحين واظبت ألمانيا على سداد أقساط التعويضات على الرغم من نشوب الحرب العالمية الثانية لاحقا ، ومن المقرر ان يتم غدا سداد آخر قسط بقيمة 90 مليون دولار أميركي لتنتهي بذلك رسمياً الحرب العالمية الأولى وفقاً لما نصت عليه المعاهدة. وكانت المعاهدة قد نصت في بادئ الأمر على فرض تعويضات بقيمة 226 مليار مارك ألماني، وهو المبلغ الذي تم تخفيضه لاحقاً الى 132 مليار مارك، وهو ما كان يوازي نحو 32 مليار دولار أميركي في ذلك الحين. وتم الاتفاق على أن تقوم ألمانيا بسداد تلك التعويضات على أقساط.
وكان من المفترض ان تنتهي ألمانيا من سداد اقساط تلك التعويضات منذ سنوات طويلة لولا أن الزعيم النازي أدولف هتلر قرر لاحقاً أن يتوقف عن سدادها لدى توليه السلطة. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وانتهاءها تم ارغام ألمانيا مرة ثانية على استئناف سداد تلك التعويضات مع اعادة التأكيد على أن الحرب العالمية الأولى لن تنتهي رسمياً الا مع الانتهاء من سداد جميع الاقساط المقررة.
وتعليقا على اقتراب موعد سداد آخر قسط من التعويضات قالت صحيفة «بيلد» الألمانية «يوم الأحد سيتم سداد آخر فاتورة من فواتير تعويضات الحرب العالمية الأولى، وعندها فقط ستكون تلك الحرب قد انتهت رسميا بالنسبة لألمانيا ولو من الناحية المالية على الاقل».