الحركة الوطنيّة العربيّة عامة والعربيّة الدرزيّة خاصة على المِحك!
"بشّرتنا" بالأمس المواقع الإلكترونيّة أن وزير الداخليّة إيلي يشاي وبواسطة مساعده السيّد سعيد معدي أوصل للشيخ موفق طريف رئيس المجلس الديني موافقته "التاريخيّة" على سفر وفد برئاسته إلى سوريّة ولأول مرّة في تاريخ إسرائيل !
أولا: من يقرأ الخبر وبيان المجلس الديني تعقيبا يحسب أن تاريخ التواصل بدأ بإيلي يشاي وبرده على رسالة الشيخ موفق طريف له من 10/9/21 وبالشكر الجزيل الذي أغدقه الشيخ على الوزير ملازما لشكر للرئيس السوري بشار الأسد والهيئة الروحيّة في سوريّة، ليصير فضل الرئيس السوري وفضل إيلي يشاي سيّان والهيئة الروحيّة لحزبه "شاس" والهيئة الروحيّة في الجبل كذلك!
ثانيا: عشر سنوات من النضال والتحدّي والتعرض للتحقيق والملاحقة والطرد من العمل لبعض أعضاء رئاسة لجنة التواصل والمحاكمات "لا شكر عليها فلا نريد شكرا على واجب"، والشكر للوزير وناقص أن نشكل وفدا "لتقبيل" يديه أو يديّ "رابّه" عوفاديا يوسيف. وهو الذي لم يكن لا هو ولا حكومته بمخابراتها ولا مؤيدو سياساتها ليخضعوا لهذا الحق لولا أن تم تبنيه على يد غالبيّة الناس ولولا التحدّي الذي اجترحته لجنة التواصل مؤخرا في إخراج وفد لبنان معيدة فتح الطريق، بعد أن اطمأنت مخابراتهم أنها انتصرت منذ أن وقف المشروع عام 2007.
ثالثا: مطلب التواصل هو جق وطني-قومي وإنساني ومذهبيّ ولكنه ليس مطيّة لأحد ولن يكون الناس تحت رحمة أحد ولا وصايته، هذا الحق كما مورس سابقا و"غصبا" عن الوزير للكل سيستمر للكل اللهم إلا هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان، ودون وصاية أحد ووطنيّا- قوميّا وإنسانيّا ومذهبيّا شعبيّا وليس مؤسساتيّا.
رابعا: تماما مثلما لا يوجد أوصياء على بقيّة شرائح أبناء شعبنا في التواصل ولو المجزوء، سنستمر في نضالنا لإفشال كل وصاية على المشروع.
خامسا: الأمر الطبيعيّ أن يحدث هذا بعد "اللغوصة" التي طالت المشروع لحسابات حزبيّة وفئويّة داخليّة وخارجيّة لبنانيّة ولا أريد أن اذكّر بالمثل الملائم من ساحات الطواحين، ولكن لعلّ من يرعو في الناصرة وفي الجولان وفي لبنان أولا.
سادسا: أمام كل من له علاقة بالمشروع داخليّا وخارجيّا موضوع على المحك اليوم وعلى ضوء هذا التطور مستقبل الحركة الوطنيّة في الداخل عامة وبين العرب الدروز خاصة، إمّا قتلها وقثل كل ما تحقق في العقد الأخير بالدمع والعرق والدم وإصدار حكم الإعدام عليها شنقا والحبل هذه المرّة من صنع حلفائها المفترضين داخليّا وخارجيّا، أو إنقاذها وإنقاذ كل ما حققت على الأقل بعدم توفير الحبل للمخابرات الإسرائيليّة عمليّا.