بقلم كمال ابراهيم
من المواضيع المطروحة على الساحة الدرزية والتي أصبح يتداولها كل فرد من أبناء الطائفة المعروفية من رجال دين وسواهم ، موضوع التواصل الذي اختلفت حوله الجهات المطالبة بشرعيته وانقسمت فيما بينها فتعددت اللجان والشخصيات التي تنادي بالتواصل والتي تقوم بتنظيم الوفود لزيارة الأماكن المقدسة للطائفة الدرزية إن كان في سوريا أو في لبنان .
وبغض النظر عن الخلاف القائم والاجتهادات المتعددة في هذا الموضوع فالحق يقال أن جميع المجتهدين والمختلفين يتفقون في نهاية المطاف على حق أبناء الطائفة الدرزية الإنساني والشرعي في التواصل بزيارة الأماكن المقدسة والأهل في الدول المجاورة ، ولا يجرؤ أحد على رفض هذا الحق حتى إن كان من رجالات السياسة من أبناء الطائفة الدرزية المقربين من السلطة ، وهؤلاء أيضًا يعجزون في تنكرهم لهذا الحق الانساني والشرعي .
وللتذكير فقط أصبح مشروع التواصل اليوم هدفـًا تسعى اليه ثلاث فئات داخل الطائفة وهي : لجنة التواصل الوطنية برئاسة الشيخ عوني خنيفس ولجنة التواصل الدرزية عرب 48 برئاسة الشيخ علي معدي وثالثـًا المجلس الديني الدرزي الأعلى برئاسة الشيخ موفق طريف وهو الوحيد الذي حظي حتى الآن بموافقة حكومة اسرائيل بتشكيل وفد لزيارة سوريا الأمر الذي لم يرق للجهات الأخرى والتي سبق لها أن تقدمت بطلبات للحكومة الإسرائيلية بهدف الحصول على موافقتها وذهبت الى أبعد من ذلك اذ طرحت هذا الطلب على الكنيست لمناقشته .
في خضمِّ هذه الاجتهادات والخلافات يظل الهدف واحدًا وهو حق هذه الطائفة في تطبيق المشروع . وما دام هذا الهدف مشتركـًا فإننا ندعو هذه اللجان والفئات على اختلافها الى الوحدة ورص الصفوف وعدم التنازع والتقاذف فيما بينها بالبيانات المنددة أو توجيه اللوم من طرف ضد طرف . وأستشهد بقوله تعالى ( إعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءً فألـَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) وقوله تعالى : ( إنما المؤمنون اخوة ٌ فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) .
وفي هذا السياق نحذر من أن الخلافات القائمة حول المشروع والإتهامات المتبادلة فيها ما يهدد مشروع التواصل برمته ومن شأنها أن تودي به الى الفشل فتذكروا قوله تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا ) ففي ذلك نهي جازم وسنة ثابتة يدل على أن الفشل والتراجع – على مستوى الأمة والأفراد والطوائف – إنما مرجعه الى التنازع والاختلاف .