بقلم الصَّحفي الشاب وجدي خطار - يركا
بلغت إحداث القتل والعنف بشكل عام وضد النساء العربيات بشكل خاص ذروتها عند مقتل المغدورة منار امين كنعان على يد زوجها في قرية يركا,ومن ثم انفتح المزاج وللأسف الشديد في الوسط العربي بشكلٍ عام وأعلنت في الطائفة الدرزية ثاني حادثة قتل وهي لرانية فارس والتي قُتلت هي الأخرى على يد أخيها في حرفيش,وجريمة نكراء أخرى بحق المغدورة فادية مطر من قرية نحف, بعدها نُظمت مظاهرة ضد قتل النساء استقبلتها مدينة الناصرة شارك بها القائم بإعمال رئيس بلدية الناصرة علي سلام ولكنه استفاق يوم الأحد أي بعد انتهاء المظاهرة ب-12 ساعة ليجد نجله اول من لم يلبي طلب المظاهرة غادراً بزوجته المرحومة هالة فيصل-سلام,ومنذ فترة قصيرة الحق الدور بالمربية هالة بكرية-عاصلة وهي حامل في الشهر السابع وام لأربعة أطفال وهي الأخرى قُتلت على يد زوجها في قرية عرابة,وها نحن اليوم نبدأ بتحطيم الأرقام القياسية بالعنف ضد النساء وتُسجل الجريمة الجديدة على اسم المغدورة نجوى ابراهيم من اصل قرية أبوسنان متزوجة لقرية كفرسميع قُتلت على يد زوجها بعدة طعنات سكين ومن ثم علم الزوج مدى خطأهُ فوضع حداً لحياته إمام أعين الأبناء. وللأسف جرائم قتل النساء خاصة أخذت بالازدياد يوماً بعد يوم فقبل أسبوع قتلت في مدينة اللد الشابة امل الخليلي إمام أعين أباها وأخاها.
هذه من جهة,ومن جهة اخرى تتزايد جرائم القتل ان كان عمدا او في حوادث الطرق والدهس يوميا في الوسط العربي بشكل عام في الجليل والمثلث والنقب ومنطقة الناصرة وخصوصا قبل ايام من انتهاء السنة الدراسية 2009/2010 قتل الشاب البريء سامر خطار خطار الذي لم ينهي سن الثالثة عشرة بدم بارد وفي الأسابيع الأخيرة شهدت مدينة الناصرة مقتل شابين من عائلتي حمودة وشتيوي,وقبل يومين شابين آخرين في قرية قلنسوة,ومقتل امل الخليلي من مدينة اللد امام أعين أباها وأخاها وبعدها بأقل من 48 ساعة وفي مدينة اللد ايضا قتل سامي حجازي "47 عاما" امام ناظري ابنته بعد ان قام الجناة إخراج الطفلة ومن ثم قتل الوالد وجرائم أخرى وكثيرة في فترة قصيرة والعداد مازال يعد بجرائمه كنزيف الدماء دون توقف ولكن سعره أكثر بكثير من سعر المياه والحبل على الجرار والجرائم كثيرة لا نذكر جميعها.
سؤال نتسائله دائما,من المسؤول؟..نسأل القيادات تقول الشرطة..فنلتجئ للشرطة تقول الأهل..نلتجئ للأهل يقفون صامتون فنسأل مكاتب الشؤون الاجتماعية فيجيبون:نحن سنتخذ كل الإجراءات اللازمة.....الى متى؟؟!!!
في كل جريمة نسال نفس السؤال لنفس الأشخاص فنتلقى نفس الإجابة مضيفين,نحن سنعقد جلسات,فإذ بقيتم ايتها القيادات تعقدون جلساتكم مرة تلو الأخرى ربما يأتي الدور علينا نحن وعليكم لا سمح الله,ولكن إخواني القياديين على صعيد الوسط العربي بشكل عام وخصوصا لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقيادة الروحية للطائفة الدرزية والمشايخ الاجلاء,وأئمة المساجد,والإباء الأجلاء والمطارنة,واللجان الشعبية ولجان الصلح,الجرائم في مجتمعنا العربي متفشية بشكل مبالغ فيه بحيث باتت كالتجارة في الجملة وربما ستصل يوماً الى العشوائية,فجريمة تلو الأخرى وجلسة تلو الأخرى والأيادي مازالت مكتوفة والشرطة في غفوتها مستمرة,الى متى؟؟؟؟!!!
حوادث الطرق والدهس مستمرة ايضا فاقدة لفراملها كل يوم يجب علينا سماع او قراءة خبر عن مقتل فلان اثناء حادث طرق او مقتل اخر اثناء حادث دهس,وفي الأيام الأخيرة قُتلت الطفلة شهد نائل حجيرات من قرية بئر المكسور,وذلك إثناء عودتها من المدرسة الى البيت في يوم ميلادها الخامس.
فالجرائم والعنف والهلاك والانفلات على شتى مجالاته في شوارعنا مستمرا في الهبوط محطما كل من يأتي إمامه فقد قامت بعض القرى والمدن العربية في البلاد بتنظيم دوريات للأهالي ولكن السكان لا يزالون يشتكون من مضايقات ليلية على الشوارع رغم الاتصال عدة مرات بالشرطة والأنظمة الأمنية المسؤولة.
الشوارع العربية بشكل عام تشهد كل ليلة حركة نشطة جدا من شباب وصبايا الليل التي تجوب في كل حدب وصوب وكان ساعات الليل والشوارع مسجلة بأسمائهم/ن دون أي تحرك رغم كل الفعاليات التي تقام ليلياً,أصوات المسجلات العالية تطرب السكان في ساعات الليل المتأخرة فيستريحون كثيرا في النوم!!!...سباقات بين سيارات قديمة وجديدة تخلف حوادث طرق دامية على الطرقات...الشباب يقودون سياراتهم وهم بحالة ثمول ونتيجة هذا قُتل إثناء حادث دهس في الفترة الأخيرة الدكتور نزار توما وعقيلته جوزفين والقاضية نسرين كريني من قرية كفرياسيف بعدها بيومين توفي الشاب اركان جمال من يركا متأثرا بجراحه وكل هذا نتيجة خطأ فادح لا يمكن تصحيحه بعد اللحظة فنقول قضاء وقدر.
صحيح,نحن نؤمن بالقضاء والقدر ولكننا لا نؤمن وللأسف الشديد ان تقوم المدارس والمجالس والقيادات الدينية والشرطة والوزارات والسلطات المختصة بتوعية شبابنا أكثر وأكثر لأنهم هم المسؤلون عن أفعالهم,ولكن ثم الف لكن....اللوم الأول والأخير هو على الأهل,فأيها الأهل أصابع الاتهام موجهة دائما وابدأ إليكم فانتم متحملي الأخطاء في الجرائم والحوادث العديدة لان ما يحدث من انفلات هو نتيجة التربية في فترة الطفولة وليس في كل مرة نتهم القيادات في هذه الجرائم والحوادث فما للقيادات ان تتحمل..فلو ربيتم الأبناء منذ الصغر على التصرف بحكمة وصبر لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم,فهل القيادات ستهتم بان الأبناء يعودون الى البيوت في أوقات ملائمة وليست متأخرة؟..هل على القيادات ان تجوب الشوارع ليلياً لمنع هؤلاء من السهر ليلاً رغم وجود دوريات أهالي؟
فكيف لأب وأم ان يستطيعون وضع رؤوسهم على وسادة النوم دون معرفة أين أبنائهم وفي أي ارض يقطنون,كيف لأب وأم ان يتحملوا لوعة الفراق عند مقتل ابنتهم على يد زوجها,او ابنهم على يد آخرين,فكيف للأبناء ان يتحملون فراق الوالدين بعد مفارقة الأول الى جوار ربه والثاني يتقاضى في المحاكم؟...الأسئلة كثيرة دون نهاية فحجم الخطاب مثل قلته.
فعلى القيادات ان تهتم لتوعية الأهالي قبل ان تهتم لتوعية الشباب,وعلى الأهالي الاهتمام أكثر بأبنائكم لعدم حدوث حوادث غير مرغوبة,وعلى الشباب جميعا التصرف بحكمة وعقلانية ومسؤولية لان في أوقات الجد لا فرق بين متعلم ومتدين وجاهل العلم والدين,فنطالب ايضاً الشرطة بتكثيف دورياتها ليلياً والعمل بجدية أكثر على منع حدوث أية جرائم لان معظم الجرائم التي تحصل, الشرطة تكون على علم اليقين قبل حدوثها.
فانا مازالت صغير السن وقلبي يحترق لوعةً على هذا المجتمع الحزين يتيم الأبوين والأجداد ما عليه ان يتحمل ليتحمل أكثر من هذه المصائب,فباسمي وباسم كل ضمير حي أناشد كل الجهات المختصة والأهالي والشباب العمل أكثر على عدم ظهور عورات جديدة,وللقيادات النائمة أقول استفيقوا من هذه الغفوة واتركوا مشاكلكم وتوحدوا,لان الحركة الإسلامية الشمالية والجنوبية على خلاف تم إغلاقه بصورة نهائية محظورة,ونزاع الزعامات في الطائفة الدرزية مستمرا,وخلافات أبناء الطائفة المسيحية على شتى مرافئها الدينية يزداد أكثر فأكثر,فهذه احد الأسباب لتجاهل ما يحدث في المجتمع والاهتمام بالنزاعات الداخلية كل الاهتمام فلكم ولنا الفرصة الأخيرة لإثبات أنفسنا على الساحة الاجتماعية, ان فشلنا فلنا الف يا ويلاه وان نجحنا لكم ولنا طول العمر بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والله ولي التوفيق.
وجدي خطار