عن صوت اسرائيل
القى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل قليل كلمة في ملعب بلدة بنت جبيل بجنوب لبنان امام الالاف من السكان اللبنانيين الذين رفعوا اعلام ايران ولبنان وحزب الله.
وواصل احمدي نجاد في هذه الكلمة ايضا هجماته على اسرائيل فقال: ليعلم العالم برمته ان الصهاينة الى الزوال, ولا خيار امامهم الا الاستلام للامر الواقع والعودة الى منازلهم واوطانهم الاصلية. واشاد الرئيس الايراني بمقاومة اهل جنوب لبنان وصمودهم البطولي في اشارة الى حرب لبنان الثانية, معتبرا ان المقاومة هي رمز انتصار الشعب اللبناني وكل شعوب المنطقة.
وشوهدت مروحيات اسرائيلية وهي تحلق فوق خط الحدود الاسرائيلية اللبنانية خلال قيام احمدي نجاد بالقاء كلمته في بنت جبيل.
وقد احتشد جمع غفير من انصار منظمة حزب الله في الملعب البلدي بالبلدة حيث نظم حزب الله وحركة أمل احتفالا شعبيا لاستقبال الرئيس الايراني. وحث افراد حزب الله السكان اللبنانيين على المشاركة في حفل استقبال نجاد, من خلال نداءات وجهوها عبر مكبرات الصوت لمساجد القرى في الجنوب.
وقد اغلق سكان جنوب لبنان ذات الغالبية المسلمة الشيعية محالهم التجارية ومدارسهم ومكاتبهم اليوم للترحيب بالرئيس الإيراني قرب الحدود مع إسرائيل.
ورفعت الاعلام الإيرانية والملصقات على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجنوب حيث كتب على لافتة عملاقة عند مدخل بنت جبيل عبارة "اهلا وسهلا" باللغتين العربية والفارسية.
كما كتب على احدى اللافتات عبارة "الجنوب يرحب بحامي المقاومة".
واقلت الحافلات المئات من اللبنانيين من منطقة سهل البقاع وغيرها من قرى الجنوب إلى ملعب بنت جبيل .
وذكر المسؤول الإعلامي لحزب الله في الجنوب، حيدر دقماق، أن الاستعدادات لاستقبال نجاد شملت كل الطرق العامة المؤدية إلى بنت جبيل وقانا «والتي تبدأ من بوابة الجنوب في صيدا»، مشيراً إلى أن بنت جبيل ستكون المحطة الأولى لنجاد، ثم قانا حيث يضع الزائر إكليلاً من الزهور على أضرحة الشهداء.
وافادت صحيفة (الأخبار) اللبنانية المحسوبة على حزب الله وصحيفة (السفير) ان الهيئة الإيرانية للمساعدة في إعمار لبنان وضعت امس اللمسات الأخيرة على حديقة بوابة فاطمة التجميلية، ورفعت لوحة تذكارية تؤرّخ لزيارة نجاد ولتدشين طريق مرجعيون ـــــ الناقورة (80 كلم)، إضافة إلى وضع مسلّة في وسط ساحة بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الاسرائيليةقرب المطلة وعلّقت صورة لنجاد رافعاً قبضته كُتب تحتها «قادرون»، فضلاً عن أعلام لبنانية وإيرانية وأقواس زينة ولافتات ترحيب، مما يوحي باحتمال توقّف نجاد في المكان لإزاحة الستارة عن اللوحة - بحسب صحيفتي (الأخبار) و(السفير).
وتمهيدا لهذه الزيارة, كثفت قوات اليونيفيل الدولية والجيش اللبناني من دورياتها على امتداد الحدود الإسرائيلية. وتحدثت مصادر لبنانية عن رفع القوات الإسرائيلية أيضاً مستوى تاهبها إلا أن جيش الدفاع لم يؤكد هذا النبأ .
وفي باريس ادانت اليوم الحكومة الفرنسية التصريحات المناوئة لاسرائيل التي اطلقها الرئيس الايراني في بيروت امس واكدت انها غير مقبولة.
واعربت الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية عن قلقها من جولة الرئيس الايراني احمدي نجاد في جنوب لبنان التي ستتم بعد ظهر اليوم. وقال النائب في البرلمان اللبناني عن القوات اللبنانية انطوان زهرا في حديث لراديو (سوا)الامريكي : ما نخشاه من زيارتة نجاد الرمزية لجنوب لبنان ان يكرس بهذه الزيارة وبخطابه السياسي المتوقع هناك موضوع اعتبار لبنان خط دفاع متقدم عن ايران في وجه اسرائيل والغرب عموما.
هذا وأكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث الى محطة "OTV"، أن وجودنا أمس في بعبدا كان وجودا بروتوكوليا وسياسيا .
وأشار فتفت الى أن "لدينا هاجس من أن يتحول لبنان الى قاعدة إيرانية على البحر المتوسط وذلك من خلال حصر علاقة طهران بـ"حزب الله".
وفي قرية افيفيم الزراعية المحاذية للحدود اللبنانية اقيم بعد ظهر اليوم مهرجان احتجاجي ضد زيارة احمدي نجاد للبنان حيث قام المشاركون فيه باطلاق مئات البالونات التي تحمل لوني العلم الاسرائيلي الى الهواء. وقال نائب الوزير ايوب قرا من الليكود الذي بادر الى هذا المهرجان انه من الاهمية بمكان ان نوضح للعالم ان الرئيس الايراني جاء لاغتصاب لبنان على حد تعبيره.
وفي بيروت عقد لقاء رباعي في مقر رئاسة الحكومة اللبنانية ضم الرئيسين اللبناني والايراني ميشيل سليمان واحمدي نجاد ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري/ وجاء هذا اللقاء عقب محادثات ثنائية بين احمدي نجاد وسعد الحريري واقام الحريري مادبة غذاء للرئيس الايراني حضرها الى جانب الاربعة شخصيات سياسية ودبلوماسية منها لسفير المصري في لبنان احمد البدوي.
وذكرت قناة (العربية) ان الرئيس الإيراني كان عقد خلوة مع رئيس الوزراء اللبناني بعيدا عن الأضواء لطرح مبادرة إيرانية حول المحكمة الدولية لحل الأزمة السياسية في لبنان والحؤول دون التدهور الى فتنة .
ونقلت (العربية) عن مصادر سياسية قولها أن فى حال موافقة الحريري على هذه المبادرة سيمدد الرئيس نجاد زيارته لبيروت إلى يوم غد الجمعة لعقد قمة رباعية تضم الرئيسين الايراني و السوري ورئيس الوزراء التركي ، ورئيس الوزراء اللبناني ، في بيروت.
واضافت الاوساط ان نجاد الذي اجرى اتصالا هاتفيا مع كل من العاهلين السعودي والاردني قبل وصوله الى لبنان هدف الى احاطة مبادرته بدعم عربي عبر التواصل مع كل من السعودية والاردن، وهذا المسعى الايراني قد تم تنسيقه مع سوريا.
كما زار الرئيس الايراني قبل ظهر اليوم الجامعة اللبنانية في بيروت حيث منح لقب الدكتوراة الفخرية والقى محاضرة. وتطرق نجاد في سياق المحاضرة الى علم الذرة , موجها دعوة مبطنة الى اقامة مفاعلات نووية في لبنان ايضا, اذ قال ان انتاج محطة للطاقة الكهربائية في لبنان يقل سبعة أضعاف عن إنتاجها بالطاقة الذرية, مما يجعل الشعب اللبناني يدفع اليوم أكثر بسبع مرات مما يمكن أن يكون لو أنتجت الكهرباء عبر الطاقة الذرية.
وقد وقعت ايران ولبنان على 17 اتفاقية لتطوير العلاقات والتعاون الثنائي. وافادت وكالة (مهر) للانباء ان مراسم التوقيع على اتفاقيات التعاون بين البلدين جرت بحضور الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد واللبناني ميشال سليمان. وتنص الاتفاقيات على تعاون البلدين في مجالات الزراعة والطاقة والنفط والغاز والتجارة والصناعات اليدوية والسياحة والتعليم العالي والصحة والبيئة والاعلام والاتصالات وتقنية المعلومات والتقنيات الحديثة.