نقلا عن موقع " أخبار السُّويداء "
شيع صباح اليوم في مدينة السويداء جثمان الشيخ الفاضل الجليل العلامه العارف سيدنا ابو حسين محمد الحناوي، المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر ناهز الـ 104 أعوام قضاها في الزهد والتنسك والعبادة
وقدم التعازي السيد الرئيس بشار الأسد ممثلاً بوزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان
كما ألقى سماحة الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين كلمة مشيخة العقل والهيئة الروحية وآل الفقيد تحدث فيها عن مآثر الفقيد وخصاله الحميدة مشيرا إلى أن الشيخ الفقيد أمضى حياته موءمنا صابرا وتقيا زاهدا في خدمة العمل الصالح ونشر فضائله
وشارك في التشييع وفود من الجولان السوري المحتل والمحافظات السورية والأردن وحشد كبير من مشايخ لبنان يتقدمهم سماحة الشيخ نصر الدين الغريب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان ووفود من رجال الدين الإسلامي والمسيحي .
ولم يتمكن وفد أراضي ال48-فلسطين من القدوم إلى سوريا بسبب ممناعة السلطات الإسرائيلية. وقام رئيس لجنة التواصل الدرزية الشيخ عوني خنيفس والمناضل العربي النائب سعيد نفاع (الذي يحاكم من قبل إسرائيل على خلفية زيارته إلى سوريا عام 2007) بإرسال كلمة التعازي مشيعين "شيخِ الجبالِ الثلاثةِ": جبلِ العرب وجبلِ لبنان وجبلِ جَرْمَقَ فلسطين .
وأكد الشيخ خنيفس والمناضل نفاع أن "بعد سنينَ طوالٍ عجافٍ تواصلنا مع بلدِكم وتواصلنا مع جبلكِم جسدا كاسرين الحواجزَ ونحن الذين كنّا على تواصلٍ روحيّ مع زُباكم منذ ولِدنا لم تمنعْه كلُّ حواجزِ الغرباء التي كان لا بدّ من اختراقها ليكتملَ التواصلُ روحا وجسدا. وما كان ليتمّ هذا الاكتمال لولا قائدكم الخالد الرئيس حافظ الأسد ملبيّا نداءات رجالٍ من عندنا رأوا في خرق جدران العزل مهمة وطنيّة وقوميّة وإنسانيّة. لولا هذا الاكتمالُ وبناتُه لما حظينا وإكراما من الله العليّ القدير برؤية شيخ العشيرة شيخِ الجبالِ الثلاثةِ: جبلِ العرب وجبلِ لبنان وجبلِ جَرْمَقَ فلسطين، وبتقبيل يديه الكريمة والتبرّكِ بحضرته الحميمة. إنّ بلدَكم وجبلكَم كانا على مرّ الأجيال ينبوعاً رقراقا ارتوى من مائِهِ العظامُ تقىً ومنذ الخليفة عمر بن عبد العزيز، وارتوى من مائهِ العظامُ سيفا ومنذ صلاح الدين الأيوبيّ وارتوى من مائِه العظام قلما ومنذ أبي العلاء المعريّ. فليس غريبا على بلدِكم وجبلِكم أن يرويَ العظامَ سيفا كالمغفور له سلطان باشا الأطرش ورهطِه وأن يرويَ العظامَ قلما وأكثر من أن يُعدوا وأن يرويَ العظامَ تقىً كالمرحوم أبو حسين محمد الحنّاوي الذي تودعونه اليوم ونودعُه معكم إلى جنّات خلدٍ ومن سبقه ومن عايشه".
يذكر ان سيدنا الشيخ ابو حسين محمد الحناوي قد درس في الجولان المحتل في قرية بقعاثا قبل الاحتلال وهو علمٌ من أعلام الموحدين الكبار ،وشيخٌ جليلٌ تقيٌ ورع ٌطاهرٌ من الطبقة العليا الذين شفت بصائرهم وعلت هممهم لنيل المعارف التوحيدية الروحية الرفيعة ،وترفعوا عن الأغراض الجسدية الفانية ، فكان شغلهم الشاغل رضى الله سبحانه وتعالى .