موقع سبيل
بمبادرة من مؤسسة توفيق زيَّاد للثقافة الوطنية والابداع في الناصرة ، وبالتعاون مع بلديتها أقميت يوم الأربعاء الماضي في مكتبة "أبو سلمى" الواقعة في قرية توفيق زيَّاد التعليمية ، ندوة أدبية بمناسبة مرور مئة عام وعام على ميلاد الشاعر عبد الكريم الكرمي ، زيتونة فلسطين المكنى بأبي سلمى.
شارك في الندوة كل من الدكتورين حبيب بولس ومحمد خليل والشاعر مفلح طبعوني الذي افتتح الندوة بالاشارة الى أهمية الاحتفاء بهذا الشاعر الكبير وبمسيرته الابداعية التي توزَّّّّّّّّّّعت بين السياسة والأدب وأسست مع معاصريه المبدعين المسار الثقافي التقدمي المنحاز للمظلومين الذي اعتمده شعراء المقاومة بعد النكبة .
أما الدكتور حبيب بولس فقد تحدث عن مسيرة أبي سلمى الابداعية ما بعد النكبة ، حيث قدم دراسة شاملة تطرق فيها لمختلف الجوانب الحياتية والاجتماعية والادبية التي ميزت هذا الشاعر ، وتوقف في حديثه عند عدد من القصائد التي ساهمت في تعزيز المواقف الوطنية للشعب الفلسطيني في تلك المرحلة من تاريخه ، واضاف د. بولس : يعتبر أبو سلمى رمزا من رموز الثقافة الوطنية العربية، وجيله شق طريق الكتابة الابداعية في الشعر الفلسطيني .
الدكتور محمد خليل تحدث في مداخلته عن ابداعات أبي سلمي ما قبل النكبة خصوصا غزلياته في مدينة عكا وغيرها ، وتابع حديثه عن مساهمة أبي سلمى مع رفاقه الشعراء والمثقفين مثل المحامي حنا نقارة والشاعر ابراهيم طوقان وغيرهما ، ثم كيف شارك في تجسيد مأساة شعبه وبلاده الادبية ، وظلَّّّّّّّ ملتزما به الى أن قضى بعيدا عن الوطن الذي تغنى به وأحبه حتى النفس الأخير من حياته مما يجعل شعره خالدا .
يشار الى ان وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي بعثت بتحية للمشاركين في الندوة والقيمين على إقامتها ، وأكدت على أن هذا الاحتفاء بهذه الذكرى يعتبر عملا أدبيا ووطنيا يساهم في تعزيز التواصل الثقافي ما بين أبناء الشعب الواحد .
يذكر أن النقاش الذي دار في نهاية الندوة ساهم في إثرائها ، وأن الاحتفاء بهذه المناسبة سوف يستمر لطلاب المدارس في مكتبة أبي سلمى بمحاضرات عن الشاعر المحتفى به يقدمها عدد من الكتاب والشعراء ، أولها للشاعر سيمون عيلوطي .