"العبقري الصغير".. هذا هو اللقب الذي أطلقته وسائل إعلام على الطالب المصري عمر محمود عبد المجيد، بعدما نجح في ابتكار جهاز جديد لكشف الكذب يعالج عيوب الأجهزة الموجودة حاليا.
وبدأت فصول تفوق عمر الطالب بالمرحلة الإعدادية قبل التحاقه بالمدرسة؛ حيث كان شغوفاً بفك وتركيب الأشياء، فاكتشفت أمه فيه هذه الموهبة، فحرصت على تنميتها بإحضار ألعاب قابلة للفك وعدم التذمر عندما يفشل في إعادة تركيب بعضها، وتحفيزه على الاستمرار في هذا الأمر وتشجيعه.
وعندما اكتشف معلموه هذه الموهبة، شجعوه بتعليمه الطرق الأفضل للابتكار، وخصصت له المدرسة معلماً متخصصاً في تنمية المواهب لدى الطلاب، وبعد محاولات عديدة، نجح في ابتكار جهازه الجديد في كشف الكذب، والذي اعتمد فيه على معالجة عيوب الأجهزة السابقة.
وزيادة في تشجيعه على الابتكار، قدمت له مدرسته في مسابقة أولمبياد المشروعات العلمية الدولية لطلاب المدارس على مستوى العالم، والتي نظمتها مؤخرا ثلاث منظمات كبرى تهتم بشؤون التعليم والطلاب في العالم واستضافتها جورجيا مؤخرا بمشاركة طلاب من 35 دولة تقدموا بـ 80 مشروعاً.
ونال الابتكار إعجاب طاقم التحكيم الذي كرم عمر بجائزة عالمية، بعد اختياره ضمن أفضل 3 طلاب مبتكرين على مستوى العالم، وأفردت وسائل الإعلام العالمية مساحات كبيرة للحديث عن صاحب الابتكار واصفة إياه بـ "العبقري العربي الصغير" بحسب صحيفة "الخليج".
وعن أسباب اختياره فكرة هذا الابتكار، يقول عمر: "أجهزة كشف الكذب الموجودة الآن تعتمد على فكرة رئيسية، وهي أنه عندما يكذب شخص تحدث تغيرات فسيولوجية في جسمه، وتقوم أجهزة كشف الكذب بتسجيل هذا التغيير لتكشف صدق الشخص من كذبه".
ويوضح عمر أن: "هذه الأجهزة نوعان: قديم يتطلب توصيل عدة أسلاك بالشخص المراد التحقق من صدق حديثه، ويقوم الجهاز بقياس التغيرات الطفيفة التي تطرأ على جسم الشخص من حيث سرعة تدفق الدم ومعدلاته وضربات القلب والتنفس وتصفد العرق، ويتم تحليل هذه القراءات لتظهر النتيجة. والنوع الثاني حديث، ويعتمد على منظومة حاسب آلي، وتتطلب فقط ناقلاً للصوت، ويقوم الجهاز بقياس التغير في ذبذبات الصوت" حيث غالبا ما يتغير مستوى الصوت عند الكاذب.
لكن عمر، وجد أن كثيراً من الناس يستطيعون التحكم في انفعالاتهم أثناء التعرض للنوعين من الأجهزة، وهنا تصبح الجدوى محدودة، لهذا فكر في ابتكار جهاز لمعالجة القصور في نوعي الأجهزة الموجودة، ويكون أكثر دقة في كشف الكذب من الأجهزة المستخدمة.
وبحسب عمر، فإن الابتكار يعتمد على فكرة كثافة (وزن) اليدين التي تزيد أثناء الكذب، لذلك يقوم الجهاز بقياس كثافة اليد بواسطة موازين حساسة أثناء التحدث، باعتبارها تعكس مدى تشغيل كل أجزاء المخ من عدمه.
وتؤكد دراسات أن الشخص الذي يكذب ينشغل ذهنه بالكذب، ويكون جل تركيزه حول هذا الموضوع، لذلك يقوم بتشغيل جميع أجزاء المخ بعكس الصادق، وينعكس ذلك على كثافة يديه.
وحتى يعطي الجهاز النتيجة المطلوبة، يمر الشخص المراد كشف كذبه -كما يوضح عمر- بثلاث مراحل، الأولى يتم فيها سؤاله أسئلة بديهية، والمراد منها معرفة كثافة يده على الجهاز وهو لا يكذب، ثم يتم سؤاله عن أسئلة يطلب منه الكذب في الإجابة عليها، ويتم قياس الكثافة في المرة الثانية، وفي المرحلة الثالثة يتم سؤاله حول الموضوع المراد اكتشاف الكذب فيه، ويتم مقارنة الوزن الجديد بالوزنين السابقين.
ويعتبر عمر أن الفضل فيما حققه من نجاح يعود إلى أسرته الصغيرة -ووالدته بالدرجة الأولى- وإلى مدرسيه الذين ساهموا في تشجيعه.
ويأمل عمر في أن يواصل تفوقه الدراسي ويحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة التي يعشقها ليواصل هوايته في الابتكار والاكتشاف.
وعن أحلامه يقول: أحلم بأن أنجز ابتكارات واكتشافات تساعد البشرية على التخلص من مشكلاتها، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أعتلي فيه منصة التكريم المخصصة للفائزين بجائزة نوبل في العلوم، لأمثل العرب في هذه الجائزة العالمية الرفيعة، وأضيف إلى الفائزين العرب بهذه الجائزة، من أمثال العالم العربي أحمد زويل عربياً آخر يسعد البشرية بإنجازاته ويعيد للعرب أمجادهم العلمية.