الأهل الأعزاء...
تنتشر مؤخرا وعلى ضوء تأخُّر خروج الوفد الذي شكلّه الشيخ موفق طريف، شائعات وكأننا وراء التـأخير وسببه. والمفاجأة هي أن هذه الشائعات تجيء غداة لقاء جمعنا والشيخ والسيّد صالح طريف بناء على طلب الشيخ أوضحت فيه موقفنا بكلّ صراحة ومسئوليّة.
إحدى عشرة سنة مرّت منذ أن انطلق المشروع وهدفه كان وما زال فتح الطريق أمام الكل، أقارب و"متدينين وزمنيين" نساء ورجالا. وهكذا فعلنا منذ ذلك الوقت لم نميّز بين الناس ولم نضع شروطا عليهم ولا طلبنا ولاء من أحد، ومن حفظ معروفا فعمل بأصله ومن تنكّر فعل كذلك وأجرنا على الله.
خضنا المعركة على كل الجبهات في سبيل إحقاق هذا الحق أسوة ببقيّة مواطني البلاد، ولاقينا عداء من السلطة ومن أزلامها ومؤيّديها فلم نلتفت. وبعد وقف المشروع أواخر ال-2007 تحت ضغط الملاحقات والمحاكمات ركنت السلطة أنها انتصرت، فكان لا بدّ من تجديد المشروع وليس عشوائيّا، والمضيّ بطريقين متزامنين:
الأول التحدّي بفتح الطريق مجددا بعد ترتيب الأمور مع الأردن وسوريّة ولبنان ونجحنا وخرج الوفد في تموز 2010 متحديّا المنع بهمّة وإيمان أعضائه، والثاني طرح الأمور على جدول أعمال الكنيست لإحراج المؤسسة وأعوانها ومؤيديها. ووفّقنا الله في الطريقين في الأول كليّة رغم قرار التقديم للمحاكمات وفي الثاني جزئيّا، ولكن ما الذي حدث؟!
غالبيتكم تابع أو رأى مداولات لجنة الداخليّة بالبث المباشر، وفجأة وقبل أن يصدر القرار النهائي سارع وزير الداخليّة مثلما أُعلن وأعطى الشيخ موفق طريف موافقة على 300 رجل دين، وتلقفها الشيخ وأصدر بيان شكر للوزير وكأن حقنا التاريخيّ وصلنا، فلماذا يا ترى لم "يتكرّم" الوزير قبل ذلك والشيخ يطالب منذ ال-2004، ولماذا لم يعطه الموافقة والمشروع واقف منذ ال-2007، فلا عزمي بشارة ولا سعيد نفّاع في الصورة؟!
الأهل الأعزاء...
ليس هذا الحق الذي نعمل عليه ونطالب به ونضحي ونتحدّى من أجله، وموافقة الشيخ موفق على هذا القرار معناه أن الشيخ (ومع الاحترام) وقع في المطبّ (وقلت له ذلك وجاهيّا في الجلسة التي أشرت إليها)، وكيف كان ذلك؟!
أولا: هنالك في الطائفة ما لا يقل عن 15,000 رجل دين فمتى يا ترى "سيلحق الدور" البقيّة؟! وهل من يقوم بفريضة مذهبيّة من بقيّة الطوائف بحاجة لتزكية من المخابرات؟!
ثانيا: المطلب أمام لجنة الداخليّة وفي المحاكم وفي كل مكان هو للكل متدينين وزمنيين ورجالا ونساء، فهل المشاعر الإنسانيّة بين الأخوة والأخوات والأبناء والآباء والأعمام والأخوال أقل وزنا أو مكانة من الشعائر المذهبيّة؟! وهل سنرضى لأمهاتنا وأخواتنا كما للأمهات والأخوات في هضبة الجولان أن يذرفن الدموع أمام الغرباء والأقرباء ليزرْن أهاليهنّ ؟!
ثالثا: موقفنا ومطلبنا كان وما زال وسيبقى إعطاء تصريح شامل لكل الناس تماما كما التصريح المعطى للحج والعمرة إلى مكّة المكرّمة لا زيادة ولا نقصان.
أيها الأهل...
لاحت لنا فرصة تاريخيّة في إحقاق حقّ للكل أسوة بآخرين دون التعرّض للتحقيقات والملاحقات والمحاكمات والطرد من العمل لا بل الاعتراف بها عطلة من العمل، ولكننا سنجهضها على ما يبدو، بسبب حسابات فئويّة ضيّقة تلعب عليها المؤسسة بأذرعها المختلفة.
معنى الموافقة هذه هو ضرب مشروع التواصل وليس تسهيله ومن هنا ومن كل ما جاء ينبع موقفنا وليس هذا معناه ضدّ هذا الوفد أو ذاك، وكل من سيشيّع ويتقوّل ب"الرأي والقياس" فهذا شأنه وعلى ذمّته!
ما دمتم تريدون التواصل أيها الأخوة والأخوات والأمهات والآباء والأبناء وما دمتم قادرين على التحدّي في سبيل هذا الحق ولكل فرد منكم متديّن أو غير متدين رجل أو امرأة فسنعمل جهدنا أن تنالوه، وندعو الشيخ موفق طريف علنا كما دعوناه وجاهيّا في الجلسة بيننا أن يرفض هذه "الموافقة" المجزوءة والإسفينيّة ولا يقبل إلا بموافقة جمعيّة تماما كما الحج والعمرة!
البعض يقول ومنهم الشيخ أن هذه الموافقة مجرّد "فاتحة" ونحن نعرف أن في إسرائيل لا يوجد "دائم" أكثر من "المؤقت" والكبير والصغير فيكم يعرف ذلك، ولنا في أهل الجولان البيّنة والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين !
ولذلك قلنا للشيخ: من ناحيتنا "الله يسهل عليك" خصوصا على ضوء قولك أن سوريّة موافقة، ولكن هذا ليس معناه أن نوافق على شكل هذه الموافقة ونقبلها أو نسكت عنها وسنعمل ما نستطيع إلى تغييرها، ونتوخى منك نفس الموقف!
وبالمناسبة اقترح السيّد صالح طريف تلخيصا للجلسة قبله الشيخ وقبلته وما زلت أنتظر!
هذه هي حقيقة الموقف وكل ما عدا ذلك هراء وشائعات مغرضة، و"الله أعلم ما في الضمائر، وهو من وراء القصد".
النائب سعيد نفّاع تشرين أول 2010