موقع سبيل - من بشارة خازن
بدعوة من كنيسة الروم الأرثوذوكس وراعي الطائفة قدس الأب عطالله مخولي وبالتعاون مع جمعيَّة "اخوتي أنتم" التي يرأسها الدكتور بطرس دلة غصَّت قاعة أبي العفيف للعمل الرسولي بجانب الكنيسة بجمهور كبير من المدعوين شمل رجال الدين والكثير من الشخصيات البارزة من قرى كفر ياسيف ، ابو سنان ، يركا ، شعب ، دير الأسد ، جولس ، الناصرة ، شفاعمرو ، الجديدة ، المكر ، البعنة وغيرها وعلى رأسهم رئيس قرية كفر ياسيف عوني توما .
كان موضوع الندوة العنف المستشري في المجتمع العربي تعريفه وأسبابه وطرق علاجه . شارك في هذه الندوة الهامة كل من سيادة المطران بطرس المعلم من عيلبون وسعادة القاضي نعيم كامل هنو قاضي المحكمة الشرعيَّة الدرزيَّة من جولس وسيادة المطران الدكتور بولس ماركوتسو من الناصرة عن الكنيسة اللاتينيَّة . وتولى عرافة الندوة الدكتور بطرس دلة .
افتتح اللقاء قدس الأب عطالله مخولي الذي بارك الحضور وأكـَّد على أهميَّة بحث مثل هذا الموضوع لتدارك الأمور قبل تفاقمها كما دعا الى توعية الأهل والشباب وإلى ضرورة التسامح وتقبل الآخر والتعايش معه كما وقدم تهنئة للطائفتين الإسلاميَّة والمعروفيَّة وللشعب العربي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك .
في بداية الندوة قدَّم الدكتور بطرس دلة مداخلة حول تعريف العنف بشتى اشكاله العنف الجسدي ، الكلامي ، الجنسي ، بالنظر ، الضرر بالممتلكات ، بالتعامل بين المجموعات ، تجاه المرأة ، الطفل ، الاب ، المسن ، داخل الأسرة ، التمييز بالقانون ، عنف الشرطة ، عنف الدولة ، الاحتلال ، الاقتصاد والدخل المادي والعديد غيرها وعن حجه قتل النساء بادعاء الدفاع عن شرف العائلة ذكر عن ان اجدادنا كانوا اكثر شفقة ورحمة على المرأة ولم يقوموا بقتل النساء بهذه الحجة بل كان شيخ القبيله والعشيرة او كبير العائلة ووجيهها يتكفل بالدفاع عنها لايجاد الحلول المناسبة ويتكفل بتزويجها ممن اعتدى على شرفها او من أحد أفراد العائلة وطرح السؤال مركزي على المتنادين وهو كيف يعالج كل من المتنادين حالات العنف التي يواجهها كل من موقعه كرجل دين وراع ٍ في رعيته .
تلاه المطران بطرس المعلم بالحديث عن أهميَّة تقبل الآخر والتعايش معه والتسامح في معاملته وعدم اللجوء الى العنف باي شكل وذلك تمشيا مع تعاليم السيد المسيح الذي دعا الى التساهل والتسامح حتى انه وهو على خشبة الصليب رفع صوته قائلا : " اغفر لهم يا رب لأنهم لا يدرون ما يفعلون " كما وتطرق لمجزرة الكنيسة في العراق التي راح ضحيتها 52 مؤمن مسيحي ذنبهم أنهم صلوا من أجل السلام بالعالم والعراق كما واستنكر مسلسل القتل والمجازر المقترفة بالعراق الحبيب الذي ينقصه السلام والأمن لكل شعبه من كل الأديان فكل يوم تنتهك وتسفك دماء بريئة في دور العبادة .
وجاء دور الشيخ القاضي نعيم كامل هنو قاضي المحكمة الشرعية الدرزيَّة فأشاد بالدَّوْر الذي تلعبه جمعيَّة اخوتي انتم في راب الصدع بين مختلف الفئات وبدور كفرياسيف الرائد في فتح ابواب مدارسها امام الطلاب من مختلف القرى المجاورة وأثنى على دور الأستاذ المربي د . بطرس دلة وتضحياته في خدمة المجتمع والطلاب ودفع الحركة الثقافيَّة في البلد كما دعا الى وجوب احترام الآخر والتسامح معه والتعايش بين مختلف الفئات وقال ان جولس وكفر ياسيف جارتان وأنه لا فرق بين ابن جولس وابن كفرياسيف وان علاقات المحبة والأخوة يجب ان تسيطر على مجمل علاقات البلدين كما واستنكر حالات العنف التي تودي بأرواح المواطنين الآمنين ودعا الى التوعية وتنوير الاهل أي ضرورة مراقبة سلوك ابنائهم في البيت وفي الشارع قبل وبعد الدوام المدرسي كما وربط بداية العنف هو بامتناع الام بترضيع ابنها لبنها المشبع بالحنية والحنان لانه مبارك من رب العالمين وتستبدله بالقنينة والحليب الحيواني غير المعروف مصدره وهنا تكمن أوَّل خطوة في مسار العنف .
أخيرا جاء دور المطران المستشرق الدكتور بولس ماركوتسو الذي اذهل الجميع بلغته الفصيحة والجميلة حيث انه تكلم بلغة عربية جميلة وسلسة لاقت استحسان الحضور وقد بلـَّغهم وزف لهم بشرى اعتراف الفاتيكان باللغة العربية كلغة رسمية في الفاتيكان وتلاوة الصلاة فيها بالقداس الإلهي ايضا كما وأوصى بتبني الكتب والاصدارات العربية الدينية والتاريخية كما وذكر الجميع بأسماء بعض الفلاسفة المفكرين الذين كان لهم اثر كبير في الدعوة الى العنف والى معارضة تعاليم الكنيسة حيث ذكر الفيلسوف جان بول سارتر الفرنسي وفلسفته الوجودية التي تنكرت لتعاليم الكتاب المقدس مع انه دعا الى الحرية الحقيقية للانسان كما دعا الى حرية الجزائر من الاستعمار الفرنسي في حينه .
بانتهاء حديث المتنادين شارك بعض الحضور بمداخلات ونقاشات حول الأفكار التي طرحت من قبل المتنادين وكان اول من اعطى مداخلة قدس الأب ابراهيم داوود راعي الطائفة الكاثوليكيَّة في الجديدة المكر تلاه الاستاذ الدكتور منير توما من كفر ياسيف والأستاذ جريس خوري من أبو سنان والأستاذ سمير يوسف من الرامة والأديب ناجي ظاهر والشيخ الجليل محمد رحال ابو خضر والمحامي أرز حبيش وفي الختام قدَّم الدكتور بطرس دله تلخيصا شاملا للاقتراحات وتنفيذه في المستقبل .
كما ودعا قدس الأب عطالله مخولي الضيوف المتنادين الى تناول وجبة عشاء فاخرة على مائدته وقد أكـَّد الحضور على أهميَّه مثل هذه الندوات في معالجة قضايانا الاجتماعية وقدم بعض الحضور طلبات للانتساب الى عضوية جمعية اخوتي انتم راعية الحفل والمبادرة اليه كما واجمع الحضور بان على المؤسسة أن تأخذ مسؤولياتها لمحاربة ظاهرة العنف المستشري وايجاد الحلول المناسبة لها حسب الظروف وايضا ايصال قلق الحضور من المستقبل الأسود الذي ينتظرنا اذا لم نتدارك الأمر ونحاربه بتنشئة صحيحه منذ الحداثة .