محمد صلاح طه - شعب - الصف الخامس
20.11.2010
حينما تعدّ فطورك
وتحصي الدقائق للموت الموعود
هل تفكّر بإمك؟
تلك التي ماتت قبلك سبعين مرة
***
حينما تمسح دموعك
بقميصك الجديد المخطط بالأزرق
هل تفكر بإمك؟
تلك التي جفّ دمعها من كثرة البكاء
***
حينما تجلس على شرفة العدو منتصرًا
هل تفكر بإمك؟
تلك التي ما زالت تجمع أعقاب سجائرك
من الشرفة القديمة...
وتقبّلها
***
فسجّل قبل أن يخطّ قلمك...
أنا لست أنا
أنا أثر الفراشة
المتوَعَّدة
المهددة بالقتل
من الصائد المكّار
***
يومها يا غلام...
تعال لنجلس في شرفة العصافير
لتروي لي عرس الطفولة التعيس
والباقي للموت تحت أعين البشر
***
واذهب بعدها أيها الأديب
بعيدًا إلى يافا القديمة
واجلس على أحجارها الزلقة
وأشعل فانوس جدّك القديم من المعاناة والمكابدات
وخاطب البحر الأخرس
صدّقني...
سيفهمك
فهو أيضًا رحل عن أمّه، وعن أمواجه
***
ربما تظنّ نفسك غريبًا أمام وطنك الذي علّمك حديد سلاسلك
لا تخف
فهو أيضًا رحل عن هوائه الكسول
كلهم رحلوا !!!!!
فارجع لحجرك الغالي
وأكمل قصيدتك
وعش كما تريد
فأنت الان.....
حرٌ وحرٌ وحرٌ وحر...