النائب بركة : تلقيت شهادات بوجود إهمال قاتل أدى إلى مقتل العمال الثلاثة
النائب حنين : كان يمكن منع هذه الكارثة لو تم التركيز على صحة العمال والسكان وليس على جيوب أصحاب العمل
موقع سبيل - من شادي خيط
أعربت كتلة الجبهة البرلمانية عن عميق حزنها وتأثرها وغضبها لوفاة شهداء العمل من يافة الناصرة، العمال تامر مرجية وسامح حاج وجورج زعاترة في معامل تكرير البترول في خليج حيفا، الذين قضوا نحبهم خلال مزاولة عملهم وسعيهم من اجل لقمة العيش.
وأكدت كتلة الجبهة انه يجب ضمان حق العمال في الحياة، والمحافظة على سلامتهم ليس بوضع انظمة عمل وضوابط نظرية فقط، بل بتنفيذ هذه الضوابط والانظمة ووقف استغلال العمال، والتضحية بهم من اجل جني الأرباح. كما وأكدت كتلة الجبهة ان هذا الحادث الأليم يحتم تنفيذ خطوات عملية سريعة في كافة ورشات العمل، وفي المصانع الخطرة، لوضع نظام عمل آمن، يحمي العمال من الضغوط التي يتعرضون لها من قبل اصحاب العمل، ويضمن نهج عمل آمن يخضع لضوابط الأمان والحفاظ على السلامة والحياة.
وأعرب النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عن حزنه وغضبه على مقتل الشبان الثلاثة تامر مرجية وسامح حاج وجورج زعاترة، في معامل مصافي البترول في حيفا، وقال إن الشهادات التي تلقيتها من عدد من العمال تشير بوضوح إلى وجود إهمال قاتل أدى إلى مقتل العمال الثلاثة، وهذا يتطلب تحقيقا شاملا إضافة إلى تحقيق جنائي ضد المسؤولين عن الجريمة.
وقال بركة، كلما يمر الوقت تتضح أمامنا صورة قاتمة وخطيرة حول ظروف مقتل العمال الثلاثة في معامل الريفاينري، وحسب الشهادات التي تلقيتها من عدد من العاملين، يتضح إهمال إجرامي من قبل الجهات المسؤولة عن العمال ومكان العمل، إذ لم يتم تزويد العمال بكمامات للتنفس ومنع الاختناق، كما يتطلب مكان العمل على ضوء خطورة الغازات السامة.
وتابع بركة، أنه لم يتم تزويد العمال بالمعلومات الضرورية حول خطورة الغازات، وكونهم عمال شركة مقاولة، فقد طلب منهم العمل لساعات أكثر مما يسمح القانون، وبشكل مناقض للقدرة الإنسانية في طبيعة العمل الذي مارسوه.
وقال النائب بركة إنه لا يمكن اغلاق ملف القضية بالقول، إنه وقع حادث في المكان، وطالب باجراء تحقيق شامل في القضية، يشمل تحقيقا بالاهمال الاجرامي، وفحصًا لوسائل الوقاية وضمان سلامة العمال، ومدى الانعكاسات البيئية لمكان المصافي على المنطقة، اضافة إلى اجراء تحقيق جنائي ضد المسؤولين عن الاهمال واخضاعهم للمحاكمة.
وقام النائب حنين رئيس اللجنة البرلمانية لقضايا الصحة والبيئة، التي تراقب وتتابع قضايا المخاطر البيئية والصحية التي يتعرض لها العمال والسكان في منطقة حيفا، التي تعتبر قنبلة موقوته صحياً وبيئياً، بدعوة أعضاء اللجنة والجهات المسؤولة الى اجتماع طارئ لبحث قضية مقتل العمال يوم الإثنين القادم في الكنيست.
وأكد النائب حنين على وجود رائحة إهمال كبير من قبل الجهات المسؤولة عن سلامة العمال المذكورين وهو الأمر الذي يستدعي تحقيق معمق وشامل ووضع المسؤولين تحت طائلة القانون. كذلك أعرب حنين عن رفضه ومقته لمحاولة بعض الجهات من أصحاب العمل وبعض المسؤولين في الوزارات الحكومية، تحويل الضحايا الى متهمين من خلال الهمز واللمز بكون العمال الضحايا أنفسهم هم المسؤولين عن هذه الكارثة لعدم اهتمامهم بمبادئ السلامة.
وأعرب النائب حنين عن شكوكه بعدم إعطاء العمال الضحايا أية معلومات أو إرشادات للحفاظ على أمنهم وأمانهم خلال عملهم وكذلك الاستهتار بأرواحهم من قبل أصحاب العمل، وعدم الوقوف على اعتماد قواعد السلامة والأمان، والاشراف على تنفيذ العمل، خصوصًا وأن العمل يتم في منطقة خطرة، تحتوي على غازات سامة ومواد خطرة.
يذكر أن النائب حنين كان قد بادر طوال الفترة السابقة لعقد عدة اجتماعات وملاحقات للإهمال الرهيب الموجود في منطقة مصافي النفط في خليج حيفا. وبالضبط قبل ثلاثة أسابيع كانت قد عقدت اللجنة المشتركة برئاسته اجتماعا تم التحذير خلاله من خطر غاز البروم الذي تسبب بوفاة العمال الضحايا. وفي تلك الجلسة أكد حنين على وجوب إبعاد هذا الغاز من أماكن تركيز السكان ووجوب زيادة الإجراءات الوقائية هناك وتفضيل صحة الجمهور على أرباح أصحاب المصانع وأصحاب الملايين.