تغرينا قصص النجاح، وننبهر بالاضواء المسلطة والشهرة، اولئك الاشخاص الذين نرى ضحكاتهم تتلألأ على شاشات التلفاز وصفحات المجلات، لكن لا يخطر في بالنا ان اولئك الاشخاص هم مثلنا في الهموم، وعلى وجه التحديد عجزهم امام المرض، المرض الذي يلم بنجمنا الشاب طوني قطان!!
طوني قطان الذي منذ اكثر من خمس سنوات وهو يرسم البسمة على وجوهنا، بأغانيه واحساسه الراقي وأدائه المتميز الذي لطالما دقت قلوبنا أمامه، والذي كان يدخل بيوتنا وقلوبنا بكل عمل فني يقدمه، الآن يغيب عنا بسبب المرض الذي يجعله يلازم البيت والمستشفى بدل أن يطل علينا على خشبة المسرح أو شاشة التلفاز ليتحفنا بصوته العذب.
يعاني طوني منذ اكثر من عام من تشمع حاد في الكبد، والذي كما ذكر الأطباء هو نتيجة مرض عضوي مزمن ممكن ان يكون خلقيا ولد معه يدعى تصلب القنوات الصفراوية، والذي اعراضه لا تظهر إلا في المراحل النهائية التي يصبح فيها المريض بحاجة لإستبدال كبده التالف بكبد جديد عن طريق عملية زراعة الكبد، حيث لا يوجد أي علاج آخر لهذا المرض غير عملية زراعة الكبد.
بكل صمت كان يعاني، وبضحكات مجروحة رسمها على وجهه ليستطيع من خلالها زرع ضحكات حقيقية في حياة جمهوره، والملفت للنظر وبالرغم من الحزن الشديد عندما نعلم بالمصاب الذي الم بنجمنا الشاب، هو اكماله لشغفه الاول وهو الفن وتلبية طلبات جمهوره وصعوده إلى خشبة المسرح عدة مرات خلال العام الماضي ليقدم العديد من المهرجانات والحفلات، بالرغم من ارهاقه الجسدي والنفسي، حيث ان المرض والترقب أثقل كاهله، وبداخله همّ كبير رغم انه ما زال في منتصف العشرينات من عمره.
فكرة اخرى استوقفتني، حاجته للمتبرع بالكبد، وهنا نحن اصحاب الموقف كيف لنا ان نساعد، قلبه ما زال ينبض بحب الحياه، لكن في هذا العالم وفي بلدنا خاصة كل يوم هناك قلوب اخرى عزيزة علينا تفارق الحياة بكبد سليم، نستطيع من خلاله وهب حياة جديدة لمحبوبنا طوني قطان عن طريق التبرع به.
لكن حالة من الحزن أصابت عائلة طوني قطان ليس فقط لمعرفتهم بمرضه وانما لتعارضهم جميعاً معه في زمرة الدم، حيث أن عائلته تختلف الزمر الدموية لهم عن الزمرة الدموية لقطان والتي هي O+