حاورته : رانية مرجيه
**شاعرنا القدير نزيه حسون، كيف تقدم نفسك لقارئ لا يعرفك بعد، وبأي مرحلة من مراحل حياتك بدأت ترى نفسك شاعر؟وما هي المؤلفات التي أصدرتها حتى الآن؟
-إنه لمن الصعوبة بمكان أن يتحدث الإنسان عن نفسه بالذات ، لكن وبكل موضوعيه واختصار فأنا شاعرٌ وعاشقٌ ابديٌّ للشعر والأدب واللغة العربية ، بدأت بكتابة الشعر في سن مبكرة وأصدرت ديواني الأول "ميلاد في رحم المأساة" وأنا في العشرين من عمري شاركت وعبر أكثر من ثلاثة عقود في الكثير الكثير من الندوات الشعرية والمهرجانات السياسية داخل البلاد وخارجها
تُرجمَ ديواني الثاني "أبحثُ عن جسدٍ يلدُ النصر" إلى اللغة الروسية وترجمت الكثير من قصائدي إلى الانجليزية والفرنسية والعبرية وحصلت عام 2007 على جائزة الإبداع.
أما عن المرحلة التي بدأت أرى بها نفسي كشاعر فإنني وبكل تواضع ورغم ارتياحي لما كتبته في دواويني الاخيره إلا انه ما زال يعتريني شعور أن ما كتبته حتى ألان إن هو إلا الحصرم وسيأتي مواسم القطوف الدانية
أما بخصوص المؤلفات التي أصدرتها فهي كالتالي:
*ميلاد في رحم المأساة" 1980
*أبحثُ عن جسدٍ يلدُ النصر 1983
*أروع ما قيل في توفيق زياد 1997
*سيمفونية الحزن المسافر 2006
*مزامير من سورة العشق 2007
*تأخذُ القصيدة ملامحها 2008
وهنالك عملين تحت الطبع الأول ديوان شعر بعنوان "ابحث عن وطني في وطني" ومجموعة حكم وخواطر بعنوان " لئالئ لفكر"
**كيف ينظر الشاعر نزيه حسون إلى الواقع الثقافي الفلسطيني اليوم ؟ وهل الإعلام الفلسطيني وصل إلى مرحلة النضوج ؟
-رغم الكم الهائل من الكتابات الفلسطينية التي تصدر يوميا تقريبا إلا إن الواقع الثقافي الفلسطيني يعاني أزمة إبداع حقيقية ، فبعد رحيل قامات باسقة من أعلام الأدب الفلسطيني كإميل حبيبي ومحمود درويش على سبيل المثال لا الحصر فإننا لا نجد على الساحة الأدبية الفلسطينية اليوم من يصل إلى مستوى إبداعاتهم ولا نرى من الشعراء الشباب من ينهض بالشعر الفلسطيني إلى المرحلة التي أوصلها إليه محمود درويش وشاعرنا سميح القاسم . وهذا لا يعني عدم وجود أقلام
واعدة ونجوم ستسطع في سماء الإبداع فهذا الشعب الذي اجترح المعجزات لا بد له من إنجاب المبدعين دائما
أما بخصوص الإعلام الفلسطيني فبرغم من وصوله إلى مراحل متقدمة إلا انه لم يصل بعد إلى مرحلة النضوج المطلوب وذلك لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها ألان.
**نعيش اليوم عصر الثقافة الالكترونية والنشر الالكتروني ما رأيكم بهذه الثقافة وبالمواقعالثقافية الالكترونية؟
-نعم هو عصر الانترنت كما يقولون ومن لا يجيد التعامل مع الحاسوب يعتبر شبه أُمِّي في بعض الدول المتقدمة ومما لا شك فيه أن عصر الانترنت ساهم إسهاما عظيما في توسيع مساحة النشر أمام المبدعين وسهَّل عليهم الوصول إلى كل مكان في الكون بعد أن حوَّل العالم إلى قرية صغيرة . فنحن اليوم ومن خلال الانترنيت نستطيع أن نصل وننشر في كافة الصحف التي تصدر في مختلف أنحاء العالم وهذا من أهم ايجابيات الانترنيت إضافة إلى الإمكانيات الهائلة للحصول على كمية هائلة من المعلومات بسهولة وسرعة . فالإنترنيت إذا استخدم بشكل جيد فهو حيوي ومفيد جدا... لكننا نصادف الكثير من الواقع الخاوية والتي تصل حد التفاهة وهذا طبعا من سلبيات الانترنيت التي علينا أن نتجاوزها وان نجعل أجيالنا الجديدة تتجاوزها لخطورتها.
بقى شئ واحد أجد لزاما عليَّ أن أفصح عنه هو انه وعلى الرغم من انغماسي في عالم الانترنيت إلا إنني أرى أن الكتابة والقراءة الورقية هي الأصل وان الكتاب يبقى في سلم أولوياتنا الحياتية
**كيف تنظر للأجيال الجديدة من الكتاب و الشعراء؟ وما هي الأسماء التي تستهويك كثيرا وترى بالفعل أنه يُعوَّلُ عليها في مستقبل الشعر الفلسطيني والعربي؟
-نعم لدينا الكثير الكثير من الأجيال الشبابية التي وضعت بصماتها على المشهد الأدبي ولها مستقبل واعد اذكر على سبيل المثال لا الحصر كل من الشاعر تركي عامر ونمر سعدي وسامي مهنا والكاتبة راويه برباره ومنى الظاهر وغيرهم الكثيرون ممن لهم إبداعات هامة وواعده.
**هل تعتبر الحداثة الشعرية ضرورية، وماذا قدمت للشعر العربي؟
-سؤال هام جداً فأنا أظن أنَّ الحداثة حتمية حياتية، فهي بالتالي نوعا من أنواع التطور الأدبي ومن الضرورة بمكان للكاتب المبدع أن يكون حداثيا بمعنى الخلق والإبداع والتجديد أما ما أصبح يُعزى للحداثة من حيث الإبهام المطلق والغموض الذي لا يمت بصلة للواقع والنص الذي يصل حد الطلاسم فانا أرى أن هذا يسئ إلى الإبداع الحقيقي ولا يخدمه ، فالغموض قد يعطي ايحائات شعرية جميلة ولكنه عندما يتحول إلى طلاسم يفقد انتمائه للإبداع ، والعمل الأدبي بالتالي هو عمل وجداني أبداعي يخاطب ويهذب النفس البشرية والمشاعر الإنسانية وليس تحليقا غريبا إلى ما وراء الوعي والطبيعة.
**المرأة تأخذ حيزا واسعا مِنْ أشعارك ويقولون إنك لا تكتب دون مُلهمة ما مدى صحة هذا القول؟ وهل أنت عاشقا إلى هذا الحدالذي تعكسه قصائدك؟
-أيضا سؤال جميل...لاشك أن المرأة هي عالم كامل من السحر والجمال في حياة الرجل بشكل عام، فما بالك بالمرأة في حياة شاعر مرهف الإحساس والوجدان ، وإذا كان الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم كما جاء في القران الكريم فإن المرأة تبقى ذلك العالم الذي يعكس الأنوثة والرَّقة والجمال في أبدع صوره ، إضافة إلى المرأة الروح التي تعرج بالشعراء إلى فضاءات من الإبداع والهيام والتحليق.
نعم سيدتي المرأة وتحديدًا العشيقة هي معين لا ينضب من الإلهام والإيحاء للشاعر، والشاعر الذي لم يعش حالة ِعشق ولم يبحر في كون وجمال وأسرار المرأةِ في رأيي يفقد الكثير من مقومات الإبداع...وشعر الغزل أو دعيني اسميه للدِقَّةِ شعر العشق هو احد المواضيع الهامة في ديوان الشعر العالمي منذ فجر التاريخ وعبر كل العصور
أما بخصوص سؤالك وعلى المستوى الشخصي فمما لا شك فيه أن في حياة الشاعر بعض النساء الذين يلجون إلى محراب قلبه وروحه ويشكلون مصدر وحي له. مثل تلك النساء القليلات جدا لهم الفضل الكبير في ولادة الكثير من إبداعاتي.وبدونهن تفقد الحياة رونقها وسحرها
**منْ هي الأنثى أو ما هي صفات الأنثى التي يرنو الشاعر لان تملكها حبيبته؟
-في قصيدةٍ لي بعنوان أنتِ ابتهال الروح أقول
لا وقت عندي للتفلسف للتزلف... للرياء
لا نبض للعشق المزيف في دمي
وأنا أفتشفي عيونكِ عن بكاء
وأنا أفتش في عيونك عن دمي
وأنا أفتش في عيونك عنرثاء
أنا لا أفتش فيك عن جسدٍ أضاجعه
أنا لا أفتش فيكٍ عن صدرٍأعانقه...
إنيّ أفتش فيكِ عن روحٍٍ تُعلمني
الرحيل إلى السماء.!!
البحرُيسألني
وتسألني الشواطئ والمرافئ والنساء
عن سرٍ هذا الحزنٍ في القلبالمُعنـّى
وعن الغيوم بمقلتي...وعن الشتاء
كل الرجال يريدُ أنثى للسريروللهوى
وأنا الوحيد أريد أنثى للنجومٍ وللسماء
كلّ الرجالِ يريدُ أنثىلليلةٍ
وأنا الوحيدُ أريد روحاً للخلودٍ وللبقاء !!!
أريد روحاً للخلودٍوللبقاء!!!
أريد روحاً للخلودٍ وللبقاء !!!
لعلَّ هذا المقطع هو خير ردٍ على سؤالك
**كيف تُحدث ذلك الصراع بين الشاعر والقارئ والقصيدة من خلال قصائدك ؟وما الفرق بين عنصري الصراع والدهشة في أشعارك؟
-لعلَّ عنصري الصراع والدهشة يكملان بعضهما البعض في عالم القصيدة فوظيفة الشاعر أن يثير ويدهش القارئ وان يجعله يعيش القصيدة كما يعيشها الشاعر ذاته والقصيدة التي تحقق هذا هي قصيدة ناجحة والشاعر المبدع هو الذي يتسرب إلى وجدان القارئ تاركا فيه عالما متكاملا من الدهشة حيناً ومن الصراعِ حينا أخر هذا ما نحاول أن نلج إليه عبر قصائدنا.
**ما هي اهتماماتكم الفكرية... ولمن تقرؤن من الكتاب العرب والأجانب؟
-قراءاتي هي أدبية بشكل عام لكني انزع في الفترة الأخيرة للقراءات الفلسفية والصوفية أنهيت في الفترة الأخيرة كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي وهو عمل أدبي صوفي عظيم يربو على الثلاثة ألاف صفحه وهو كما قال عنه احد النقاد الكبار بمثابة قرآن الفرس طبعا بـُهرتُ بكتابات الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه ولا سيما كتابه "هكذا تكلم زرادشت" وطبعا لكثير من الشعراء العالميين أمثال لوركا وبابلوا نير ودا كما وأتابع قدر المستطاع كل الروايات العربية والعالمية الحديثة إضافة إلى نتاج أعلام الأدب العربي كجبران خليل جبران ،مصطفى صادق الرافعي، طه حسين الجواهري، محمود درويش ونزار فباني وغيرهم.
**عُرِف الشاعر نزيه حسون بغزارة إنتاجه الأدبي وإبداعهالفني، فإلى ماذا تُعزي ذلك؟
-لا أظن ذلك ، فانا لم اصدر حتى ألان إلا ستة مجموعات شعرية ربما أكون في الفترة الأخيرة قد نشرت الكثير من القصائد والمقالات، والحقيقة أنَّ الشعر هو الذي يكتبنا في اغلب الأحيان فقد تمر علينا اوقاتـًا قد نكتب فيها الكثير وقد تمر اوقاتـًا لا نكتب فيها إلا القليل
القليل
**شاركت مؤخرا في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في القاهرة حدثنا عن هذه المشاركة وبمن التقيت من أدباء وشعراء وما هي أهم الإصدارات الحديثة التي شدتك؟
-نعم كعادتي في كل سنة شاركت في معرض الكتاب الدولي في القاهرة برفقة كل من الدكتور الناقد بطرس دله والشاعرة هيام قبلان، وقد عقدت الدورة الواحدة والأربعين لمعرض القاهرة ما بين 23/1/2009 و5/2/2009 وكان ضيف الشرف في هذه الدورة المملكة البريطانية المتحدة وقد أقيمت على شرف المعرض الكثير الكثير من الندوات الفكرية والأدبية والشعرية وقد شارك في المعرض سبعة وعشرون دوله وأكثر من سبع مائة ناشر، وقد كان للوفد مشاركة لافتة في النشاطات التي أقيمت في المعرض إن كان ذلك بالمشاركة في النقاشات عبر الندوات الأدبية والفكرية التي أقيمت أو بإلقاء القصائد في الندوات الشعرية، وقد التقينا بالكثير من الشعراء والأدباء من مصر والعالم العربي منهم الشاعر والمذيع المشهور فاروق شوشه والشاعر عبد المعطي حجازي والروائي إبراهيم عبد المجيد والكاتبة الفلسطينية سلوى الجراح والتي تألقت بتقديمها برنامج ندوة المستمعين في راديو لندن في التسعينات والكثير الكثير من الشعراء والأدباء من العالم العربي
أما بخصوص الاصدرات فقد حوى المعرض كما هائلا من الإصدارات الجديدة من مختلف الدول العربية وكانت هناك ترجمة لرواية بعنوان "عن الجمال" للكاتبة زادي سميث" المقيمة في لندن وتنتمي لجذور افريقية وهي كاتبة أثارت اهتماما لافتا في الفترة الأخيرة قام بترجمة الرواية المترجم والشاعر المصري مفرح كريم
**سؤال تتمنى أن نطرحه عليك ولم نوفق؟
-كل أسئلتك الجميلة ، كانت قَـيِّمة وهامة وراقية فلكي خالص شكري وتقديري..