تقرير وتصوير الإعلامي نادر أبو تامر
في ساعات الظهيرة من يوم الخميس، 2/12/10 ، بعد أقل من ساعتين من اندلاع اللهيب في جبال الكرمل الشاهق والمتحالي بقامته الممشوقة من أرض البحر، مر الزميل نادر أبو تامر من منطقة نيشر، في الجانب الآخر، الشمالي، البعيد عن النار، ومن ثم سافر في شارع رقم 6، من الجهة الشرقية، وكانت أعمدة الدخان ناصبة خيمة مشوبة بالحمرة المتشربة باللون البني المبكي. كانت السماء تنزف، وخاصرتها الكرملية ملتهبة. أخذت ابنته سوار الكاميرا، وراحت تلتقط بعض الصور من الدخان الكئيب. والأعمدة، سرعان ما تحولت إلى غيوم، اختلطت بالغيوم الزرقاء الهاربة من النار، تداخلت معها عنوة، امتزجت بها فامتقع لون السماء، وتلبدت عيناها ببكاء مر يتيم.
كان ذلك بعد برهة من الاشتعال المرعب الذي احرق الأخضر واليابس. الخضرة المتكرملة المعروفة ستعود، ذات يوم، إلى لونها الصافي، لا محالة، غير أن الشبح الأسود قد يبقى طويلا واقفا يمشط ضفائر السماء الزرقاء كفزاعة تخيف الناس، والطيور والحياة.
لكن الحياة، لا بدّ أن تعود إلى أصابع الأمل التي تطرز جبال الكرمل بالكنزة الخضراء، فتقيه من زمجرة النار والزمن.
الحياة، إلى الكرمل، مسرح الحياة، سريعًا ستعود.