موقع سبيل
بلوعة الحزن والأسى وعيون باكية ونواح الثكالى وقلوب يعتصرها الحزن الشديد شيَّع الآلاف من أبناء المغار وسائر القرى في الجليل والكرمل المأسوف على شبابه ، الشرطي إياس نجيب سرحان (30 عامًا) والذي لقي مصرعه في كارثة الكرمل التي ما زال دخان حريقها يغطي سماء حيفا وكرملها ليشكل غيمة سوداء تتلبد ليصل سوادها غرب البلاد وشرقها ، شمالها وجنوبها في واحدة من أسوأ الكوارث تعصف بالوطن بكل طوائفه في الوقت الذي لا زال أبناؤه يبتهلون لهطول الغيث الذي انحبس عن هذه المنطقة ولم يمنع التهام النيران للأخضر واليابس من أشجار باسقة كانت تـُزيِّن جبل الكرمل الأشم .
في مراسم جنازة عسكريَّة حضرها الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة وكبار رجال الدّين من كافة الطوائف وأعضاء الكنيست ورؤساء المجالس المحليَّة وقضاة ورجالات التربية والتعليم ووجهاء الطوائف من المغار والمنطقة والآلاف من أبناء الطائفة الدُّرزيَّة من الجليل والكرمل ودَّعت المغار ظهر اليوم ابنها المرحوم إياس نجيب سرحان تاركـًا وراءه ولدين وزوجة ثاكل .
تولى عرافة المراسم التأبينيَّة الشيخ ناظم سرحان وأبَّن الفقيد كلٌّ من الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة وممثل مصلحة السُّجون وقائدة السِّجن الذي خدم فيه إياس كما أبَّن الفقيد سيادة المطران الياس شقور ورئيس مجلس المغار المحلي المحامي فريد غانم الذي قال : " ها هي المغار في شمالنا محروق القلب تصاب بمأساة أليمة ومن الصَّعب الحديث عن حبيبنا إياس صاحب البسمة الحاضرة ، هذا الشاب الذي يُنير منظره العينين وقال مخاطبًا إياس : "كيف يمكن أن تكون حياة أهلك حياة في غيابك؟! " .
أسرة موقع سبيل تتقدَّم لعائلة الفقيد الرَّاحل وخاصَّة لوالده ، المربي الفاضل أبو إياد نجيب سرحان والأم الرَّؤوف والأعمام ولآل سرحان جميعًا بأحر التعازي سائلين المولى عزَّ وجل أن يلهمهم ويلهمنا جميعًا الصَّبر والسّلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .