هل كانت هذه "الهدية الوداعية" من قبل مئير داغان المنتهية ولايته كرئيس الموساد؟
افادت صحيفة (الصاندي تلغراف) اللندنية في عددها الصادر أمس – الأحد ان اسرائيل تقف وراء عملية الاغتيال الاخيرة في طهران وان جهاز الموساد هو المسؤول عن تصفية العالم النووي الايراني الدكتور مجيد شهرياري في ال -29 من الشهر الماضي.
وتحت عنوان – " الموساد: هل كانت هذه آخر ضربة من قبل رئيس الجهاز؟" – نشرت الصحيفة اللندنية تحقيقا صحافيا بقلم غوردون توماس استهلّه بوصف "الاحتفالات" في الساعات التي أعقبت عملية اغتيال العالم النووي الايراني في مقر قيادة الموساد الكائن في مكان ما باحدى ضواحي تل أبيب في مبنى مقاوم للقنابل لا يظهر في الصور الجوية التي يلتقطها موقع (غوغل إرث).
وبحسب هذا التحقيق الصحافي تبادَلَ الحضور في احدى غرف المبنى في الأسبوع الماضي تصافُح الأيدي والربت على الأكتاف تعبيرا عن الرضى والارتياح بعد عملية الاغتيال الناجحة وتبادل بعضهم نفس الرسالة ومفادها: "كانت هذه آخر ضربة من قبل الرئيس" - ألا وهو مئير داغان رئيس جهاز الموساد المنتهية ولايته الذي كان قد وقف في يومه الأول من بدء ولايته في الجهاز قبل 8 سنوات – بحسب (الصاندي تلغراف) – على طاولة في مقصف المبنى متعهدا بدعم أية عملية ضد أي من أعداء اسرائيل بكل ما أوتي من وسيلة – سواء كانت قانونية او غير قانونية.
وتسرد (الصاندي تلغراف) تفاصيل عن التخطيط لعملية الاغتيال الذي تم - على ذمة الصحيفة - في غرفة الجلسات في مبنى الموساد اللصيقة بمكتب داغان حيث ترأس داغان جلسة باشتراك طاقم صغير من الخبراء: بعض المحللين وخبراء الأسلحة والعلماء النفسانيين.
وحضر الجلسة ايضا – بحسب هذه الرواية – قائد شعبة (كيدون) – رأس حربة الجهاز - برتبة بريغادير جنرال. وتضيف الصحيفة ان وحدة (كيدون) تتألف من 38 قاتلا محترفا نخبويا بينهم 5 نسوة. وبحسب الصحيفة تعمل وحدة الاغتيالات (كيدون) من قاعدة في صحراء النقب وجميع أفرادها في العشرينات من أعمارهم ويتقنون عدة لغات علما بأن بعضهم ينطق اللغة الفارسية بفصاحة.
وتقول (الصاندي تلغراف) ان يوم الاثنين من الاسبوع الماضي - على بعد 1000 ميل شرقا – في العاصمة الايرانية طهران – يبدو أن وحدة (كيدون) وضعت مهارتها وأداءها الاحترافي موضع التنفيذ حيث قامت باغتيال كبير العلماء النوويين الايرانيين واصابة عالم نووي آخر بجروح بليغة وذلك عندما كان هذان العالمان يقودان سيارتيهما في ساعة الازدحام المروري.
وقبل عملية الاغتيال باسبوع عاد الدكتور مجيد شهرياري من بيونيانغ عاصمة كوريا الشمالية. ونسبت الصحيفة الى مصادر استخباراتية في سيول قولها ان شهرياري كان توجه الى بيونيانغ للتباحث حول صفقة انتاج مشتركة لأجهزة الطرد المركزية النووية.
وفي طريق عودته الى طهران بطريق الجو تمكن عميل سري للموساد يعمل تحت غطاء هوية مستعارة من رصد العالم النووي الايراني في مطار دمشق الدولي حيث كان في انتظار رحلة جوية تنقله الى طهران.
ويقول غوردون توماس في روايته التي نشرتها له (الصاندي تلغراف) ان راكبي دراجتين ناريتين نفذا عملية اغتيال الدكتور مجيد شهرياري ومحاولة اغتيال العالم النووي الايراني الآخر الاستاذ المساعد فريدون عباسي وذلك بواسطة إلصاق عبوتين ناسفتين بسيارتيهما.
وبحسب هذه الرواية فان عملاء سريين للموساد يتقنون اللغة الفارسية ويعملون في الخفاء تحت غطاء هوية مستعارة يتسللون منذ عدة سنوات الى داخل ايران بشكل مطّرد . وكيفية مساعدتهم القاتلين المحترفين يوم الاثنين من الاسبوع الماضي ما زالت طي الكتمان.
ولفتت (الصاندي تلغراف) الانتباه الى ان عملية الاغتيال المذكورة تمت في نفس اليوم الذي اعلن فيه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن تعيين تمير باردو رئيسا لجهاز الموساد خلفا لمئير داغان.