حريق الكرمل... وغضب الله... وحاخامات إسرائيل...!
موقع سبيل
من المعروف أن الله سبحانه وتعالى أرسل رُسُلَهُ وأنبيائَهُ لهداية البشر وتعليمهم الخير والشر وتعريفهم الحلال والحرام ، والسّير بهم إلى سواء السبيل ، من أركان وأصول العباده ، إلى ثوابت وضوابط الحياة الإجتماعية في المعاملات الإنسانية بين بني البشر . وفي غياب الأنبياء والمرسلين, يبعثُ الله في كل أمّةٍ أولياء ورجال صالحين ، يأمروا بالمعروف ويَنْهَوْا عن المنكر ويحثُّوا الناس على العمل لما فيه مرضاة الله والقيام بوصاياه وفرائضه ، والتشبّث بالفضائل ، وإفشاء العدل والإحسان والسّلام بين الناس أجمعين . ويحذّروا وينذروا من غضب الله وعذابه ، إذا تمادى العصاة في غيّهم وطغيانهم ، وعلى رجال الدّين المؤمنين أن يقوموا بهذه المهمّه حتى خارج حدود ديانتهم وجماعتهم لأن الخلق كلُّهم عيالُ الله, وعليهم أن يكونوا المثال والقدوة الحسنة في ذلك.
ولكنّنا نفاجأ اليوم بعددٍ كبير من حاخامات إسرائيل ، وبدلاً من أن يكونوا القدوة الحسنه لأتباعهم ، وينهوا العصاة عن عصيانهم ويزجروا رجال السياسة عن تصرفاتهم وتوجيهاتهم وقوانينهم الظالمة ، ويتعظوا ويعظوا غيرهم, من حريق الكرمل الهائل وما سبَّبَهُ من دمار وخراب ومآسي ، نراهم ممعنين في غيّهم وطغيانهم متمادين في ظلمهم وعدوانهم ، كاشفين عن حقيقة عنصريتهم وأنانيّتهم ، بتلك الفتوى الجديدة المتمثلة "في عدم بيع أو إيجار بيت أو أرض للأغيار وخصوصاً للعرب – (السكان الأصليين)".
فيا أيها الحاخامات "الغير حكماء" ، الناسيين لأصول الديانات ، الخارجين عن مبادئ الأخلاقيّات ، المكذبّين لوصايا التوراة ، ولما أمركم به أنبياء إسرائيل ألم يقُل "أحبّ لغيرك ما تُحبُّ لنفسك"؟! ألم يقُل لكم في وصاياه في التوراة: "ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه ، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر". فهذا للغريب ، فكيف للمواطن الموجود على أرض آبائه وأجداده قبل مجيئكم بآلاف السنين؟!. ألم تتعظوا من نبوخذ نصّر وسبيَهُ لكم؟! ألم تتعظوا من تيطس الرّوماني وقتله ودماره؟! أم أن ما فعلته بكم المحرقه منكم ببعيد؟! كلاّ بل أنتم كما جاء في سفر أشعيا في الأصحاح الأول: "ويلٌ للأمة الخاطئة ، الشعب الثقيل الإثم ، نسل فاعلي الشر ، أولاد مفسدين ، تركوا الرّب ، إستهانوا بقدُّوس إسرائيل ، إرتدّوا إلى وراء..."!!.
ونصحكم الله قائلا في سفر أشعيا كذلك: "إغتسلوا تنقُّوا ، أعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عينيّ كفُّوا عن فعل الشّر ، تعلّموا فعل الخير, أطلبوا الحق أنصفوا المظلوم أقضوا لليتيم ، حاموا عن الأرملة...".
ولكن هيهات!! فتابع قائلاً كذلك في سفر أشعيا: "كيف صارت القرية الأمينه زانيه؟... كان العدل يبيت فيها ، وأما الآن فالقاتلون... رؤسائك متمردون ، ولُغَفَاءُ اللصوص ، كل واحد يحبُّ الرشوة ويتبع العطايا ، لا يقضون لليتيم ، ودعوى الأرمله لا تصل إليهم..."!! وتابع في سفر أرميا الأصحاح الثالث: "وأمّا أنتِ فقد زنيتِ بأصحابٍ كثيرين... ونجّستِ الأرض بزناكِ ، فامتنع الغيث ولم يكن مطر متأخّر..."!!
فيا أيها الحاخامات عودوا إلى نصوصات التوراة ، إلى أقوال الأنبياء ، أتعظوا مما سلف ، واتعظوا مما حدث الآن في الكرمل ، فهذا الحريق الهائل ، والطقس الحار ، والرّيح الشديدة ، ليست إلاّ بداية غضب الله, فمن ظُلْمِ هدم البيوت وتهجير أصحابها إلى مصادرة الأراضي ، إلى قلع آلاف أشجار الزيتون ، إلى آلاف الأسرى المسجونين المظلومين ، إلى سياسة التمييز والظلم ، إلى القوانين العنصرية ، إلى الرؤساء اللصوص الزناة ، إلى الرشاوي ، إلى الخيانة ، إلى شرب الخمور والمرح والسّرور ، إلى التعرّي والإنكشاف ، إلى الزّنا واللّواط والإباحيّة بقوانين تشريعيّة وفتاوى حاخاميّه ، فضاقت الأرض ذرعاً ، وكاد لها أن تشكوا أمرها إلى الله من كثرة جوركم ومرحكم عليها!.
فعلى الجميع أن يتعظوا ، ولا يتمادوا ، قبل زيادة غضب الله ، وإرساله الفيضانات التّي هي أخطر وأصعب من النّيران ، وبعدها الزلازل والهزّات ، وقوله تعالى: "ألم نهلك الأولّين ، ثمّ نُتْبِعُهُمُ الآخرين"؟! ، فأين قوم عاد وثمود؟! ، وأين أصحاب الأيكة قوم مدين؟! ، وما قوم لوط منكم ببعيد...؟!.
"والسّلام على من إتبّع الهدى ، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
يركا, الإربعاء 2 محرّم 1432 هـ الفقير لله
الواقع فيه, 8/12/2010 م علي محمّد معدّي
رئيس لجنة التواصل الدرزيّة
عرب ال-48
