بيان
الهيئات الشعبية العكية تندد بهذا الموقف وتثمن عاليا موقف من رفض التوقيع
طالعتنا وسائل الإعلام، قبل أيام، بخبر حول فتوى أصدرها عدد من الحاخامات اليهود تقضي بتحريم بيع وتأجير البيوت للعرب. إن هذه الفتوى لهي ضربة قاصمة لما يُسمى بالتعايش المشترك بين اليهود والعرب، وتكشف القناع عن زيف الديمقراطية - التي يؤمن بها البعض - وافتقارها إلى سلاح دستوري قوى يدافع عنها. وتصب هذه الفتوى/ الوثيقة في خانة التحريض والعنصرية الخالصين، والتي يجب معالجتها بأسرع ما يمكن وبكل ما يتوفر من وسائل قانونية.
ولطبيعة مدينة عكا المميزة – كمدينة للعيش المشترك - فقد تنادت الهيئات العكية واجتمع ممثلون عنها لاتخاذ موقف حازم من هذه الفعلة النكراء، خاصة وان بعض من وقع على هذه الرسالة هم من حاخامات المدن، ويشغلون مناصب رسمية هامة، ويعتبرون موظفين رسميين يحصلون على مرتباتهم من الحكومة.
إننا نرى بهذه الوثيقة تصعيدا خطيرا في مستوى العنصرية ضد المواطنين العرب وتحريضا ضدهم بعيدا كل البعد عن المعايير الإنسانية المتسامحة. إننا نحمّل من بادر إلى هذه الوثيقة ومن وقـّع عليها تبعات ونتائج عملهم هذا، ونطالب الحكومة والمسؤولين – وعلى رأسهم المستشار القضائي للحكومة – باتخاذ الخطوات القانونية المطلوبة بحق هؤلاء، ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم التحريض وممارسة العنصرية البغيضة.
وقد أشاد المجتمعون بموقف كل من رفض (من إخواننا اليهود) التوقيع على هذه الوثيقة/ الرسالة الدنسة، وبكل من اتخذ منها موقفا مشرفا، لإدراكهم الخطر الكبير الذي تمثله على دولة إسرائيل ومستقبلها. إن هذا الموقف يعني لنا الكثير، ويعني أن هذه البلاد لا زال الخير فيها نابضا، لم يستكن ولم يخضع لمن يجيرون الدين لمصالحهم ومن أجل التفريق بين بني البشر.
وقد علمنا من خلال اطلاعنا على وسائل الإعلام المختلفة أن الكثير من اليهود المتدينين والحاخامات الكبار قد شجبوا هذه الرسالة ودعوا بعض من وقع عليها إلى سحب توقيعه، إضافة إلى الكثير من رجال السياسة والوزراء المحسوبين على اليمين، بالطبع إلى جانب الكثير من اليهود الديمقراطيين المؤمنين بالتعايش المشترك.
إننا، من منطلق كوننا مواطنين في مدينة عكا، نؤمن بالعيش المشترك، من خلال احترام الآخر واحترام مميزاته الثقافية والحضارية والدينية، نرفض كل ما قد يمس بمشاعر ومعتقدات وحرية ولقمة عيش الآخرين، ونطالبهم بالتعامل بالمثل.
كما نثمن عاليا رفض حاخام مدينة عكا، الراف يشار، الانضمام إلى جوقة العنصريين، وامتناعه عن التوقيع على هذه الوثيقة. وبهذه الروح المتسامحة نتوجه إلى رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، وإدارته المحترمين لإصدار بيان شجب واستنكار للفتوى العنصرية، لتداعياتها وخطورتها على مستقبل العيش المشترك في مدينة عكا.
عكا - الاثنين 13.12.2010
هيئات ومؤسسات شعبية وحزبية عكية ورجال دين وشخصيات اجتماعية عكية وأعضاء البلدية العرب بالمشاركة مع مشروع "البيت العكي"للتخطيط وحقوق الإسكان
اقرأ في هذا السِّياق :