موقع سبيل
عقدت في اليوم الثاني لمؤتمر التراث العربي يوم الجمعة 17 كانون أول ، الذي ينظمه "مركز اللقاء" في مدينة بيت لحم، ندوة هامة حول الاعلام الالكتروني بعنوان " الفضائيات والمواقع الالكترونية: نعمة أم نقمة؟" بمشاركة الأب رفعت بدر من الأردن، من كهنة البطريركية اللاتينية، مؤسس ورئيس تحرير موقع "ابونا"، وعضو الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة والدكتور نضال أبو عياش من الخليل، محاضر في علم الاتصال في عدة كليات وجامعات فلسطينية، وأدار الندوة الصحفي والكاتب الجليلي زياد شليوط وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين من منطقة بيت لحم والجليل.
افتتح الأستاذ زياد شليوط الندوة بمقدمة قال فيها "تنفس العالم خلال الأسبوعين الأخيرين ويكليكس.. هذا الاسم الذي لم نتعود على لفظه واذ به تجاوز خلال ثوان أسماء مثل: غوغل، فيس بوك، تويتر، يو تيوب. بل أن ويكليكس بات مرجعا للباحثين والدارسين، وأصبح كويكليكس غذاء يوميا للصحف المطبوعة والوسائل المسموعة. جاءنا ويكليكس ونحن نحاول اللحاق بركب الانترنيت وما تفرع عنه من مسميات وتطورات، ولولا الفضائيات لنسينا المرناة أو التلفاز، كما أصابنا مع المذياع وقبله الصحيفة والمجلة." وتساءل شليوط هل معقول ما نشهده من تسارع في عالم التكنولوجيا، وطرح أسئلة لمناقشتها في الندوة مثل كما هو موقفنا من الفضائيات والمواقع على ضوء أشكالها وألوانها، وما مدى تأثيرها على أبنائنا وعلينا وعلى علاقاتنا الاجتماعية؟ أين هي من قضايانا واحترام الآخر؟
وكانت المداخلة الأولى للأب رفعت بدر الذي تحدث عن التأثير القوي لوسائل الاعلام الحديثة وخاصة الفضائيات والمواقع الالكترونية وهي ذات تأثير سلبي من جهة وايجابي من جهة أخرى. وتوقف عند رؤية الكنيسة والفاتيكان لوسائل الاعلام وأورد تلك المواقف كما وردت في عدة وثائق منها المخطط الرعوي العام وبيان سينودس أساقفة الشرق الكاثوليك ورسائل قداسة البابا وغيرها والتي دعت جميعا الى اهتمام باستخدام وسائل الاعلام الحديثة بشكل صحيح ومن منطلق الايمان وبما يتلاءم مع التوجهات الدينية لنشر الكلمة الصحيحة والصادقة، وقدم أمثلة على وسائل اعلام مسيحية في منطقتنا وهي تلفزيون "نور سات" وموقع "أبونا" خاصة وأنهما يهتمان بالحوار الاسلامي –المسيحي، وانتقد الأب بدر وسائل الاعلام المتطرفة والمغالية والتي تنشر الأفكار السيئة والمتعصبة ودعا الى تعزيز الجوانب الايجابية والقيم الانسانية في وسائل الاعلام.
وكانت المداخلة الثانية للدكتور نضال أبو عياش الذي استعرض تطور وسائل الاعلام والنظريات الاجتماعية حولها وصولا الى الاعلام المرئي العابرة للقارات، وقال أنه على الرغم من تنامي وتعدد القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية كما ونوعا، الا أن ذلك لم يساهم بصورة حقيقية في هدم الفجوة بين الشرق والغرب. ان أسباب ذلك تعود الى الهوة الكبيرة بين نظرة العالمين العربي والغربي لمفاهيم القيم والحرية." وأشار أبو عياش الى أنه تعمل حاليا أكثر من 1000 محطة فضائية عربية من خلال 17 قمرا اصطناعيا، منها 40 قناة دينية رسمية، لكن هناك 150 قناة دينية طائفية التوجهات والمنطلقات. وأورد أن بعض الدعاة والشيوخ بلغت أجورهم السنوية عشرات الملايين من الدولارات، منتقدا توجهاتهم السلبية.
وبعد المداخلتين، شارك عدد كبير من الحضور بتوجيه الأسئلة والملاحظات للمحاضرين اللذين أجابا عنها في النهاية، واختتمت الندوة وقد أشاد عدد كبير من المشاركين بادارة الندوة بشكل حرفي رفيع من قبل الصحافي زياد شليوط.
ويذكر أن المؤتمر استمر ثلاثة أيام وعقد في فندق بيت لحم تحت عنوان "على طريق العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في الشرلاق والغرب".