موقع سبيل - لمراسل خاص
قام وفد كبير من "حركة الحرية للحضارة العربية" و "لجنة التواصل الدرزية لعرب 48" ظهر امس الأربعاء 22/12/2010م بزيارة خيمة اعتصام النواب المقدسيين المهددين بالإبعاد عن مدينة القدس.
وكان في استقبال الوفد الزائر بالإضافة إلى النائبين أحمد عطون ومحمد طوطح ووزير القدس خالد أبوعرفة كلاً من الدكتور عبد الرحمن عباد الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس والأستاذ راسم عبيدات عضو اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد والأستاذ زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية وعدد من الشخصيات الاعتبارية في مدينة القدس وسط حضور من قبل الصحفيين والإعلاميين.
وقد رحّب النواب والوزير بالوفد الزائر وأكدوا على لحمة الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه السياسية والفكرية والدينية في مواجهة الاحتلال وأعوانه، كما أكد الحضور على أن مقاومة الاحتلال هي السقف الذي يجمع كافة الفصائل الفلسطينية.
وقد أكد النائب أحمد عطون في كلمته أن صمود شعبنا الفلسطيني في هذه الأرض هو أساس معركتنا مع الاحتلال، وأضاف: "لقد دخلنا في اعتصامنا للحفاظ على هويتنا المقدسية ومحاربة المخططات الإجرامية من قبل الاحتلال في تهجير أهلنا من المدينة".
من ناحيته أكد رئيس لجنة التواصل الدرزية في الداخل الشيخ علي محمد معدي أننا شعب واحد ومسيرة واحدة وفي خندق واحد من النضال والاستمرارية. وتطرق إلى الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس المتمثلة في تدنيس المقدسات والمسجد الأقصى والقبور وكافة التعديات على الشعب والأرض والحجر.
وقال: "لقد تمكنا من تشكيل الهيئة العليا لمحاربة التجنيد الإجباري في الجيش بمشاركة جميع القيادات والأحزاب العربية في الداخل، حيث نتواصل مع أهلنا في فلسطين وفي العالم العربي، وكانت محطتنا الأولى سوريا العروبة فهي عمقنا العربي والجغرافي والحضاري والإنساني، حيث شهدنا الاستقبال والاحترام والتكريم على الصعيد الرسمي والشعبي"، ووجه نداء إلى جميع أهلنا والقيادات الفلسطينية بالتسامح والتغاضي والتراضي لكي تكون وحدة واحدة .
من جانبه اعتبر السيد إحسان مراد رئيس حركة الحرية للحضارة العربية أن زيارتهم من الجليل والكرمل إلى خيمة الاعتصام تعبر عن مدى تضامنهم مع أهلهم في مدينة القدس واستنكارهم واستيائهم من السياسة الوحشية والهمجية للاحتلال، وخاطب النواب والوزير بقوله: "إن موقفكم المشرف تجاه قضيتنا وصمودكم وسام فخر وشرف لنا وللأمة العربية جمعاء، ويشكل مصدر قوة لنا في الإصرار والصمود للمضي قدماً في مشروعنا المشترك نحو دحر الاحتلال".
وأشار في كلمته إلى أهمية التواصل القومي والوطني بين أبناء الشعب الواحد، وأضاف: "إن مشروع التصدي للخدمة الإجبارية والطوعية في جيش الاحتلال لأهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 هو مشروع وطني وقومي من الدرجة الأولى مع جميع الأحزاب والأطر العربية والوطنية في الداخل الفلسطيني".
وأكد على أن الخيار الأفضل لشعبنا هو مقاومة الاحتلال التي هي الأساس لتحرير أرض فلسطين، معتبراً أن الانقسام الحاصل اليوم هو أكبر جريمة في طريق التضحيات التي قدمها شعبنا.
وفي تعقيبه رحب الدكتور عبد الرحمن عباد بالوفد الزائر وأشاد بدور اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد التي تشكلت عقب صدور قرار إبعاد النواب والوزير والتي عملت على توحيد المقدسيين.
من جانبه أشاد الأستاذ راسم عبيدات بجهود الإخوة في الداخل الفلسطيني في التصدي للهجمة الإسرائيلية الهادفة لتهجير شعبنا، مشيداً بمؤتمر اللجنة العليا لرفض التجنيد الإجباري.
وأكد على أن مدينة القدس تعيش في حرب شاملة تطال كل ما هو عربي في المدينة من شجر وحجر وبشر، واعتبر أن قيام الاحتلال بمصادرة ستة بيوت في حي الشيخ جراح من أصل 28 مهددة بالإبعاد خطوة خطيرة في سياسة تهويد مدينة القدس لإقامة التواصل بين البؤر الاستيطانية في المدينة وخارجها.
وفي ختام الزيارة قام النواب والوزير بتسليم دروعاً تقديرية للوفدين الزائرين كما قام الوفدان بتقديم هدية تذكارية للنواب والوزير.
بعدها توجه الوفد الى مدينة رام الله، حيث كان في استقبالهم وزير الأسرى عيسى قراقع، ومسؤولي المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسهم قدورة فارس رئيس نادي الأسير، وأمين شومان من الهيئة العليا لشؤون الأسرى، وسالم خلة منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، والأسرى المحررين أحمد أبو السكر وسعيد العتبة و د. حسن عبد الله وزياد أبو عين، ومنير منصور رئيس جمعية أنصار السجين، ود.محمود سحويل مدير مركز علاج وضحايا التعذيب، ومؤسسة الضمير، وطاقم من موظفي وزارة الأسرى.
واستهل الوفد زيارته بوضع أكاليل الورد على قبر الشهيد الراحل ياسر عرفات في المقاطعة وقراءة الفاتحة، ثم جرى حفل استقبال لهم في قاعة فندق أل "بيوتي إن" في مدينة رام الله.
وقد رحب عيسى قراقع وزير الأسرى بالوفد الضيف معبرا عن سعادته بهذه الزيارة التي تأتي كجزء من التواصل الوطني والقومي مع شعبنا الصامد في داخل فلسطين المحتلة 1948، وخاصة في ظل محاولات حكومات اسرائيل نزع وسلخ الطائفة الدرزية عن النسيج الوطني الفلسطيني وهويتها العربية والقومية.
وحيّا قراقع الوفد باسم الأسرى والأسيرات الصامدين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مثمنا الموقف النضالي والبطولي لأبناء الطائفة الذين رفضوا أن يتحولوا الى سجانين وجلادين لقمع أبناء شعبهم، ورفضوا التساوق مع التشريعات والإجراءات العنصرية الاسرائيلية التي تستهدف النيل من وجودهم ومن حقوقهم الوطنية والإنسانية.
وألقى الشيخ أبو محمد علي معدي رئيس لجنة التواصل الدرزية كلمة قال فيها أن لجنة التواصل الدرزية – عرب 48 – أكدت منذ تأسسها على التواصل مع أهلنا وأبناء شعبنا في الداخل وفي العالم العربي، وأن زيارتنا للقدس ورام الله وقبر الرئيس أبو عمار، أكدنا خلالها على وحدة الصف والمصير ووحدة الشعب المقهور والمظلوم، وأننا في خندق واحد في مواجهة سياسة التمييز والتفرقة العنصرية الاسرائيلية.
ودعا الشيخ معدي الى انسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة كأساس للسلام العادل بين الطرفين،و الى الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام ورص الصفوف لمواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف الجميع.
وألقى إحسان مراد رئيس حركة الحرية للحضارة العربية جاء فيها أن زيارتنا الى وزارة الأسرى والى رام الله نؤكد فيها للعالم أجمع أن سياسة الأسرلة والتفرقة الاسرائيلية التي فرضها الاحتلال ضد المسلمين الموحدين الدروز في فلسطين لن تتغلب على إيماننا بتاريخنا وبتمسكنا بإرادتنا ووحدة شعبنا وأرضنا الفلسطينية.
وقال أن مشروع رفض الخدمة الإجبارية والطوعية في جيش الاحتلال هو مشروع قومي ووطني بامتياز، وأن عدد رافضي الخدمة يزداد يوما بعد يوم، ونعتبرهم أسرى حرية لتمردهم على واقعهم وتحملهم المسؤوليات والتضحيات في سيبل ذلك.
ودعا الى إبقاء قضية الأسرى في سلم الأولويات موجها التحية والوفاء الى كل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
وألقى فادي نفاع من رافضي التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي والذي اعتقل لمدة عامين بسبب ذلك، كلمة جاء فيها أن فرض قانون الخدمة الإلزامية قسرا على شبابنا العرب الدروز لهو جزء من مخطط استعماري مستمد من سياسة التفريق بين أبناء الشعب الواحد.
وقال أن رافضي الخدمة في الجيش الإسرائيلي قدموا تضحيات كثيرة سواء بالسجن أو بممارسة الضغط عليهم، داعيا الى احتضان أولئك الرافضين للتجنيد ودعمهم بشتى الوسائل.
وألقى قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني كلمة حيّا فيها هذه الزيارة التاريخية والهامة والتي تؤكد على تمسكنا بعروبة قضيتنا وهويتنا الوطنية والإنسانية كشعب واحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وقوانينه العنصرية والظالمة، واعتبر فارس هذه الزيارة التضامنية مع الأسرى والشعب الفلسطيني، هي تأكيد على فشل المحتلين في تجزئة شعبنا واحتواء مشروعه الوطني والنضالي والإنساني على طريق الحرية والاستقلال، وحق تقرير المصير.
وقام قراقع بتقديم الهدايا الرمزية لأعضاء ورؤساء الوفد تعبيرا عن التقدير والدعم لهم ولنضالهم في سبيل حقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة والعادلة.
بعدها توجه الوفد إلى مدينة أم الفحم لتهنئة الشيخ رائد صلاح وكان في استقبالهم بالإضافة إلى الشيخ رائد المحامي زاهي نجيدات وكانت كلمات تهنئة لكل من الشيخ علي معدي رئيس لجنة التواصل الدرزية عرب ال48 والسيد عادل قائد بي عضو إدارة حركة الحرية للحضارة العربية ،أكدا فيها على أهمية التواصل بين أبناء الشعب الواحد وتطرقا إلى الهموم الجماعية والقضية الفلسطينية.