موقع سبيل - عن موقع الجولان
وسط الحزن الذي اقتحم بيوتهم عنوةً، ومشاعر الغضب المكبوت في صدورهم، شييع ابناء الجولان السوري المحتل صباح اليوم، جثمان الطالب الشاب فراس حسن أبو صالح إلى مثواه الأخير في بلدة مجدل شمس،وكان جثمان الفقيد قد نُقل من مستشفى رمبام مساء يوم أمس السبت بسيارة الاسعاف الطبية التابعة لوحدة الطوارئ في مجمع العيادات الطبية، بعد الإعلان رسميا عن وفاته اثر تدهور حالته الصحية عند السادسة من مساء يوم امس، وأُدخل الفقيد حال وصوله الى الجولان المحتل إلى مركز الطوارئ في مجمع العيادات الطبية قبل أن يتم نقله الى منزل والديه لالقاء نظرة الوداع الاخيرة، وسجى جثمانه في مركز الشام منذ مساء أمس. وشارك في تشييع الفقيد المئات من الجولانيين، ووفود من الجليل والكرمل الفلسطيني،حيث القيت عدة كلمات تعدد مناقبه، وتطالب بضرورة العمل والضغط الجاد والصادق محليا على سلطات الاحتلال الاسرائيلي بفتح معبر القنيطرة امام الحالات الانسانية دون وضع اية عراقيل.. بالنديب والأسف على وفاته الماسوية.
الجولانيين الذين عايشوا حالة فراس ابو صالح وشاركوا افراد عائلته مراسيم وطقوس تشييعه الى مثواه الاخير لم تكفي الدموع في مأقيهم للتعبير عن الحزن الذي سيطر عليهم منذ شيوع خبر الأزمة الصحية التي اصابت فراس في جامعة دمشق قبل اسبوع، فهرعوا مواسيين ومتضامنين الى منزل والديه في مجدل شمس شيوخا ونساء وشبابا وشابات واطفال وزملاء المدرسة وقافلة الأصدقاء والزملاء والاقارب، جميعهم بصمتهم المخنوق ابتهلوا طويلا من اجل سلامته وشفاءه، إلا ان المأساة كانت اقوى من كل شئ، ووحده الصمت والحزن والدموع كانت تعبيرا عن الحالة التي يعيش في ظلالها الجولانيين تحت الاحتلال، حالة كل أم تنتظر انتهاء ابنها من دراسته الجامعية وعودته الى حضنها بسلام، وحالة كل اب يفتش جاهداً عن توفير الأمان والاستقرار لولده في غربته عنه داخل الوطن ، وهي حالة كل فتاة سورية تزوجت الى الجولان واقتطعت جزءً من ماضيها وتركته امانة في ذاكرة ذويها ورفاق طفولتها، وهي حالة النساء اللواتي منعتهن سلطات الاحتلال من التواصل مع اهلهن واقاربهن، وهي الحالة الجولانية العامة التي فرضها الاحتلال ذاته على هذه البقعة الغالية من الوطن الأم سوريا، حالة ان تعيش في واقع وافراد عائلتك بواقع تفصلهما مسافة امتار قليلة فقط، لكن تجثم فوقها وعلى صدورنا ثلاثة واربعين عاما من الاحتلال.
رحل فراس ابو صالح تاركاً برحيله ذكريات مأساوية سترافق الجولانيين في كل مصائبهم القادمة التي ستفرزها السياسة الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، فالى ان ينتهي الاحتلال ستبقى ذكرى فراس وذكرى رفاقه الطلبة الذين مضوا خلف حقول الالغام والاسلاك الشائكة تجسيداً للتراجيديا الانسانية لمواطني الجولان تحت الاحتلال.
للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.