أعلن مستشفى لاباث في العاصمة الإسبانية مدريد عن نجاح عملية بدأت يوم الأربعاء وانتهت يوم الخميس، وفيها تم نقل 5 أعضاء دفعة واحدة، وهي البنكرياس والأمعاء الدقيقة والمعي الاثنا عشري والمعدة والكبد، بلغ وزنها مجتمعة 16 كيلوغراما، إلى جسم طفل يبلغ من العمر 4 أعوام.  

وقد أدت العملية الجراحية التي أجريت له إلى مضاعفات خطيرة، فنقل الطفل بعدها إلى مستشفى لاباث في مدريد وهو في حالة ميئوس منها.الجراح الذي أشرف على العملية، مانويل لوبيث سانتاماريا صرح للصحافيين بعد انتهاء العملية بأنه مطمئن لأن العملية نجحت تماما، ولكن "لا بد من الانتظار خشية أن يرفض الجسم الأعضاء الجديدة".

وعقـب الطبيب سانتياغو يوس المشرف على عمليات نقل الأعضاء في المستشفى بأن الطفل قد حالفه الحظ لأن حالته كانت خطيرة جدا، ولم تحتمل الانتظار أكثر من ذلك، وصادف أن تبرعت إحدى العوائل بأعضاء ابنها وكانت مطابقة للمواصفات المطلوبة. وأضاف "أناشد جميع المواطنين أن يحذوا حذو العائلة المتبرعة بأعضاء ابنها المتوفى، وذلك لوجود 7 أطفال آخرين يرقدون الآن في المستشفى وهم ينتظرون عمليات زرع الأعضاء".الطفل الآن في قاعة العناية القصوى، وحالته مستقرة، وإذا كتبت له الحياة فسوف تتبع هذه العملية خطوات كثيرة أخرى، لا بد من اتباعها لمواصلة علاجه، كما ان عليه تناول أدوية خاصة طوال حياته. 

وكان الطفل المريض يرقد في المستشفى وهو في حالة خطرة للغاية، وصادف أن تبرعت إحدى العوائل يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) بأعضاء ابنها المتوفي، وبعد التأكد من مطابقة المواصفات الطبية، قرر فريق طبي برئاسة الجراح مانويل لوبيث سانتاماريا إجراء عملية نقل الأعضاء بسرعة، وقد تكللت العملية بالنجاح، وحالة الطفل الآن مستقرة. وكان أكثر المستبشرين بنجاح العملية والد الطفل، خابيير أريارتي، الذي هتف: "إنها معجزة أعياد الميلاد". وكان الطفل إيباي قد دخل المستشفى في بلدته ثاراتامو، شمال إسبانيا، لإجراء عملية استئصال ورم كبير في جسمه، وظهر بعد ذلك بأنه جنين بقي داخل جسمه منذ ولادته، وأدى إلى تدمير أعضائه الداخلية، وهي حالة نادرة الحدوث .