بقلم سيمون عيلوطي
لا أريد أن أؤكد على أهميَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة التواصل الذي يتم بين الفنان والجمهور من خلال الفعاليَّات الثقافيَّة التي تُقام هنا أو هناك، فهي تُمثِّل المتنفَّس الحيوي للفنَّان وتتيح الفرصة للجمهور للتعرُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّف على فنِّه وإبداعه ممَّا يُنشِّط الحياة الثقافيَّة والفنِّّّّّّّية بشكل عام ، ويساعد على إثراء النِّّّقاش الضَّّّّّّروري لإنجاح وتطوير أي عمل فنِّي ، فكيف إذا كان هذا النَّشاط الثَّّّّقافي ينبثق من خلال شهر الثقافة الذي يُقيمه " بيت الكرمة" في حيفا ، بالتَّعاون مع " بلدية حيفا " وعدد من المجالس المحليَّة العربيَّة .
إن الميزانيَّّّات الكبيرة التي تُرصد لهذا الشهر الثقافي ، وبسخاء تمكِّن الفرق المسرحيَّة والغنائيَّة، والكتاب، والأدباء من تقديم أعمالهم الفنيَّة والأدبيَّة بالشَّّّّّكل اللائق والصورة المرضية ، وقد كنتُ أتوقَّع ، ونتيجة للانتقادات التي وُجِّهت إلى القيِّّّّّّمين على هذا "الشهر الثقافي" ، من قبل بعض الكتاب، والفنَّانين، والمهتمِّين، تجعلهم يُعيدون النَّظر في تركيب برامج النَّّّّّّّّّّّّّشاطات، وإدخال عناصر جديدة عليها، وإتاحة المجال كذلك أمام كل فنَّان ومبدع لأن يظهر ضمن هذا" الشهرالثقافي" الذي من المفروض أن يكون حدثا ثقافيَّّّّّّّّّا هاما، والذي يتابع البرامج التي توالت عبر السنوات الماضية، يجدها مكرَّرة، وتعود على نفسها بذات الأسماء، وبنفس الفرق المسرحيَّة والغنائيَّة، وكذلك نفس الكتَّاب والأدباء المشاركين، حتى بتنا عندما نقرأ الإعلان عن إقامة هذا "الشهر الثَّقافي" ، نعرف عن ظهر قلب من هم المشاركون.
في حديث لي مع مدير "بيت الكرمة " السابق السيَّد هاني الفار عبر برنامج "أوراق" الذي أقوم بتلخيصه أسبوعيَّّّّّّّّا، ذكرتُ له بعض هذه الملاحظات والانتقادات، ووعد بالعمل على إجراء تعديل على برامج "هذا الشهر" وإشراك أسماء وفرق فنيَّة جديدة مستقبلا، ولعلَّه لم يستطع القيام بتنفيذ وعده لأن إدارة " بيت الكرمة" تغيرت، والادارة الجديدة لم تأت بشيء جديد، بل عادت إلى نفس البرامج السابقة لتقديمها وبتغيير واحد فقط ، هو التاريخ والسنة، وتغييرات بسيطة أخرى لا تغير الصورة التي نعرفها من السنوات السابقة. واللافت للانتباه أن بلادنا خلت من مُقدِّم للأمسيات غير واحد، فنراه يُقدِّّّّم معظم الأمسيات، بالإضافة إلى مشاركته في عدد آخر من الندوات الأدبية والفنيَّة . واود الاشارة ان العديد من الأدباء المعروفين وغيرهم لا يتلقون دعوات حتى لحضور الامسيات الثقاية والفنية
أستغرب إلى درجة الاستهجان : كيف يوزَّع خمسون عرضا مسرحيَّا على خمس فرق مسرحية أو اقل ، فلماذا تحظى .. بل وما هي الاعتبارات التي تمنح هذه الفرق المسرحيَّة كل هذه العروض، في حين تُحرم منها فرق مسرحيَّّة أخرى، وربَّّّّّّما تكون أفضل منها من الناحية الفنيَّة ؟!
هذا الأمر ينطبق أيضا على الفرق الغنائيَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة وعلى المنصَّّّّّّّات الأدبيَّة، وغياب كامل، أو شبه كامل للإعلان عن المنصَّات الشعريَّة التي تقام وكأنها عمل سري ،وأرجَّح أن سبب ذلك يرجع إلى الخوف من فتح الباب الذي فتحه عدد من شعرائنا في السابق لاستبعادهم عن مثل هذه المنصات، " وتطويبها " على أسماء معيَّنة ، تتكرَّر مرة بعد المرة.. وهكذا.. إلى درجة الإجترار.
في حديث إذاعي لأحد القيِّّّّّمين على هذا النشاط الثَّقافي ، ذكر بأنَّهم دعوا الكاتب حسين حمزة للتحدُّّّّّّّّّّث عن محمود درويش، ودلَّلَ بأن هذا يُعتبر انفتاحا على الكتَّّاب والأدباء، ومع احترامي الشديد لدراسة حسين حمزة عن درويش، وتقديري لقلمه الجاد .. إلا أنني أرى أن هناك أسماء في عالم الثقافة والأدب تستحق أن يُلتفت إليها، وأن تُدعى لتقول كلمتها وتقدِّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّم إبداعها في هذه الفعاليَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّات، وأن لا تُقتصر على نُخبة معيَّنة من الفنانين والأدباء ، ناهيك عن أن بعض الفرق الفنية نراها تعيد تقديم نفس الأعمال الفنية التي قدَّمتها في الماضي رغم أن عددا منها أخفق ولم يُثبت نفسه فنيَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّا
إن هذا التَّعالي على الكتَّاب والفنانين، هو الذي جعل- كما أرى- معظم فعاليَّات هذا "الشهر الثقافي" تعاني من غياب لافت للجمهور، إضافة إلى أن الإعلان عن هذا "الشهر" وللأسباب المذكورة يتم بشكل عابر ولا يُثير الانتباه، وإذا نظرنا إلى هذا الشهرالذي نحن بصدده من خلال التطور الذي كان من الطَّبيعي أن يحدُث بتغيير الإدارة، نلاحظ أن تغيير الادارة لم يغيِّر البرامج ، بل ثبَّتها،.. فالبرنامج موجود في الدُّّّّّّّرج .. وإخراجه سهل المنال .
أما تخصيص أمسيات لذكرى العمالقة الرَّّّّّّّّّّّّّاحلين "محمود درويش، والأخوين رحباني" ، لا يدل على تغيير في نهجهم بقدر ما يُشير إلى محاولة تسلُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّقهم على أسماء فنيَّّّّّّّّة وأدبيَّّّّّة كبيرة لجذب الاهتمام والجمهور، وكان من الأفضل أن يُثروا هذه الأمسيات أكثر مما قدَّّّّّموا، وأغنى من الناحية الفنية .
والحقيقة أن امتعاض بعض كتَّابنا وفنّاَنينا مما يدور في هذا "الشهرالثَّقافي" من استخفاف واستبعاد واستعلاء وانغلاق، مشروع ، وما صمتهم إزاء هذا إلا لحفظ كرامتهم التي لا تسمح بتحويلهم من مبدعين إلى مطالبين بحقوقهم، - كما عبَّر لي بعضهم - .
فهل يتَّسع "صحن الحلوى الثقافي" أكثر ليشمل عددا أكبر من أولئك المداومين الذين نفذ تاريخ صلاحيَّّّّة بعضهم ؟!