بقلم : زكريا ابراهيم العمري - الأردن - إربد - جامعة اليرموك
والدي إنني لا أشك أنك مت لأن الموت حق ولهذا لا إعتراض لي على قدر المولى عندما يعطي أو يأخذ ولكن رحيلك هو الذي كنت أتمنى أن لا يحدث قبل أن ترى ثمار ما غرست طيلة حياتك المليئة بالكفاح والجهاد , كنت أتمنى أن لا يحدث هذا الرحيل قبل أن أراك لترى ثمار ما غرست .
والدي لقد مت في أرض ثم رحلت منها لتقيم في أرض أخرى بعد أن عشت في قلوب كل الذين عايشتهم , لقد أحبوك لما فيك من صفات حميدة أحبوك حتى جاءت يد المنون وأختطفتك من بين محبيك في وقت نحن في أشد ما نكون فيه حاجة إليك .
والدي لقد كنت شمعة تنير الطريق لنا عندما كنا نسير خلفك ونراك والبسمة المشوبة بالألم ترتسم على شفتيك كانت تؤنسنا بسمتك هذه , كانت تزيل وحشتنا ونحن نطوي المساحات الفاصلة بين المعلوم والمجهول , فمنك تعلمنا التكيف والصبر وأنت من علمنا كيف نصغر المأساة في عيوننا على أمل أن تشرق الشمس من جديد .
والدي قر عينا فكل وصاياك سوف أعمل بها ولن ألين مهما قست الأحوال والظروف , وقبل الختام يا والدي لا أريد الإطالة في المناجاة لإن العبارات تختفي وأنا أترنح بين الحلم والحقيقة والآهة تعقبها آهات أخرى , الذكريات وهي تمر في خاطري وبسرعة كرواية طويلة تحكي حياة إنسان ولد وعاش ثم مات في ظل حياة مليئة بالشموخ والإباء والعمل المستمر الذي لا يعرف الملل .
والدي ختاما يا والدي لقد عملت ورأى الله عملك وهذا فيه الكفاية ولن أزيد على هذا سوى أنني أسال الله أن يتجاوز عن خطاياك ويدخل عليك السرور والطمأنينة .