سيطر المسلحون المعارضون لنظام العقيد القذافي على ميناء رأس لانوف النفطي الساحلي بعد معارك مع القوات الموالية للقذافي الجمعة.
واوضح موفد bbc الى ليبيا مصطفى المنشاوي أن سيطرة المقاتلين امتدت إلى جميع المناطق والمنشآت النفطية بعد أن تمكنوا من إخراج مؤيدي القذافي منها.
وقال المسلحون الذين التقى بهم موفد bbc إن المعارك أسفرت عن سقوط أربعة قتلى من جانبهم. وقد شاهد موفدنا كميات ضخمة من الأسلحة والمدافع والذخائر بحوزة المعارضين للقذافي.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر طبية في اجدابيا مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصابة اكثر من عشرين اخرين بجروح في معارك الجمعة في رأس لانوف المنطقة النفطية الاستراتيجية في شرق ليبيا.
كما نقل عبد الرحيم الفارسي موفد bbc إلى العاصمة الليبية طرابلس عن ما وصفها بمصادر موثوقة في مدينة الزاوية غرب طرابلس قولهم إن المسلحين المعارضين للعقيد معمر القذافي ما زالوا يسيطرون على مركز المدينة بعد معركة طاحنة بدأت فجر السبت حين هاجمت قوات نظامية هاجمت المسلحين المتحصنين بميدان الشهداء وسط المدينة.
وأضافت أن المسلحين نجحوا في صد الهجوم وتمكنوا من إعطاب آليات عسكرية ثقيلة وأسر عدد من الجنود الحكوميين.
بيد ان متحدثا باسم الحكومة قال إن الجيش يسيطر الان على المدينة.
وأفادت المصادر ذاتها أن المعركة أسفرت عن سقوط عشرة قتلى من جانب المنتفضين ضد القذافي.
وقال احد سكان الزاوية في اتصال مع بي بي سي ان المقاتلين المعارضين تعرضوا لعدة هجمات ووابل من قذائف المدفعية واطلاق النار من رشاشات مقاومة للطائرات.
واكد متحدث باسم المقاتلين المعارضين يوسف شاغان لرويترز انهم صدوا هجوما للقوات الموالية للقذافي على المدينة.
وقال ان هذه القوات دخلت الى الزاوية في الساعة السادسة صباحا مزودين باسلحة ثقيلة ومئات الجنود والدبابات مضيفا انهم صدوا هجومهم، وان سكان المدينة يتجمعون الان في ميدانها الرئيسي.
وتخوض الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي معارك بالاسلحة الثقيلة على أكثر من جبهة لاعادة السيطرة على المدن الليبية.
وفي مدينة بنغازي، اهم المدن التي يسيطر عليها الثوار، قالت مصادر طبية أن سبعة عشر شخصا قتلوا في انفجار مخزن للذخيرة يعتقد أنه تعرض لقصف جوي.
وفي تاجوراء إحدى ضواحي طرابلس، اطلقت الشرطة الغاز المسيل والرصاص المطاطي لتفريق مئات من المحتجين الذين خرجوا للشوارع بعد صلاة الجمعة.
وكانت أعداد المناهضين للقذافي أقل من المرات السابقة التي شهدت سقوط قتلى وجرحى.
وفي وسط طرابلس احتشد الالاف من انصار العقيد الليبي في الساحة الخضراء التي تحظى بحضور أمني مكثف.
وقال مصطفى غرياني الناطق باسم المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لاسقاط العقيد معمر القذافي والاعداد لانتقال سياسي في تصريحات صحفية، ان المجلس يعقد اول اجتماع رسمي له السبت في مكان لم يكشف، حسبما ذكر ناطق باسمه لوكالة فرانس برس.
واكد غرياني ان اجتماع المجلس يعقد صباح السبت دون تحديد مكانه او موعده بدقة لاسباب امنية حسب تعبيره.
وكان قادة الحركة الاحتجاجية في ليبيا شكلوا "مجلسا وطنيا" انتقاليا في المدن الواقعة شرق البلاد التي تسيطر عليها القوى المعارضة للنظام الليبي.
وعين مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت الى المعارضة في الايام الاولى من الثورة، رئيسا لهذا المجلس الذي يضم ثلاثين عضوا
ومن ناحية اخر، ذكرت الانباء ان خدمات الانترنت في ليبيا قد قطعت تماما، في محاولة من السلطات على ما يبدو للحد من تدفق المعلومات حول الانتفاضة الليبية، رغم انها في الاصل خدمات متقطعة وغير منتظمة بسبب الاحداث هناك.
وقالت شركات تراقب عمل الانترنت في العالم، مثل شركة اربور نتوركس وتشلمسفورد وماس، ان الاتصالات القادمة من ليبيا عبر الانترنت قد توقفت تماما ابتداء من مساء الخميس، كما اظهرت بيانات موقع غوغل ان الاتصالات من والى ليبيا انقطعت تماما.
يشار الى ان نحو ستة في المئة من الليبيين يستخدمون الانترنت في البيت او في مكان العمل او المقاهي، مقابل 24 في المئة في مصر، ونحو 81 في المئة في الولايات المتحدة، حسب بعض الاحصاءات.
على صعيد آخر قالت القوة البحرية الامريكية ان سفينتين حربيتين امريكيتين على متنهما نحو 1300 جندي رستا في ميناء تابع لقاعدة امريكية في جزيرة كريت اليونانية، في اطار تصعيد الجهد العسكري الامريكي المتزايد حول ليبيا.
وفي غضون ذلك، طلب نظام معمر القذافي من مجلس الامن الدولي تعليق عقوباته التي اقرها السبت الماضي ضد الزعيم الليبي على خلفية القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية.
وتقول وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين إن اكثر من 170 الف شخص فروا عبر الحدود الليبية خلال الاسبوع الماضي، هربا من العنف الذي تشهده ليبيا.
وتقول منسقة الطوارىء فى وكالة غوث اللاجئين "فاليري اموس" إن الغالبية العظمى من النازحين هم من الرجال الذي يعملون فى ليبيا و يرغبون الان فى العودة الى بلادهم.
واضافت آموس أن عدد النازحين القادمين الى الحدود الليبية التونسية تراجع الى حد كبير منذ أمس الأول الخميس الماضي.
وتابعت قائلة ان الامم المتحدة تدرس صورا للاقمار الاصطناعية للتأكد من صحة تقارير تفيد بأن وصول قوات حكومية مدججة بالسلاح الى منطقة الحدود أعاق عبور اعداد كبيرة من اللاجئين الى تونس.
على صعيد آخر قالت الشرطة الدولية (الانتربول) إنها أصدرت ما وصفته اشعارا دوليا بشأن القذافي و15 من المقربين منه.
ولم تطلب الانتربول من الدول الاعضاء الـ 188 اعتقال القذافي وباقي الليبيين الخمسة عشر غير ان "مذكرة برتقالية" حذرت من "الخطر الذي تشكله تنقلات هؤلاء الأشخاص وأرصدتهم".
وأوضحت أن الهدف من التنبيه هو "المساهمة في جهود تطبيق العقوبات المقررة من مجلس الأمن الدولي".
ويهدف هذا التنبيه أيضا إلى تقديم "مساعدة الانتربول للمحكمة الجنائية الدولية في تحقيقها في جرائم (محتملة) ضد الإنسانية في ليبيا".
وقال بيان الإنتربول ان "الاشخاص المشار اليهم متورطون او مشاركون في تنفيذ هجمات متعمدة وخصوصا شن غارات جوية على مدنيين".
وعلى الصعيد الدبلوماسي قال مصدر بارز بالحكومة الليبية ان ليبيا عينت وزير الخارجية السابق علي عبد السلام التريكي مبعوثا لها بالامم المتحدة في نيويورك محل السفير السابق الذي أعلن انشقاقه على الزعامة الليبية عبد الرحمن محمد شلقم، حسبما أوردت وكالة رويترز.