ودَّعت قرية عين الأسد الجليليَّة الوادعة مساء اليوم الأحد الشاب أمير أنور عامر ( 21 عامًا ) الذي لقي مصرعه أمس في مركز المغار في حادث اعتداء آثم حيث أطلق مجهولون النار عليه وهو يقود درّاجته الناريَّة وفرّوا هاربين .
وأدَّى هذا الحادث إلى امتعاض سكان قرية المغار وجميع المواطنين من كافة قرى الجليل والكرمل لارتكاب الجناة هذه الجريمة البشعة بحق شاب في مُقتبل العمر .
وشارك في جنازة المرحوم عددٌ كبير من وجهاء الطائفة الدُّرزيَّة ورؤساء مجالس يتقدَّمهم فضيلة الشيخ موفق طريف الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة .
وتحدَّث في مراسم التشييع عددٌ من رجال الدّين الذين أثنوا على خصال الفقيد ومنهم الشيخ كيان فارس الذي تولى عرافة مراسم التأبين وقال في كلمته : " نشهد بهذه الجريمة على خيانة أجهزة الأمن ونحمِّل الشرطة كامل المسؤوليَّة للعثور على الجناة ومعاقبتهم " .
ودعا رئيس مجلس المغار المحلي المُحامي فريد غانم لالقاء كلمة فقدَّم التعازي لذوي الفقيد وقال : " بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات المشايخ ورجال الدين الأفاضل،
حضرات المشيعين الكرام
اسمحوا لي أن أتقدم، باسمكم جميعا، بأحر التعازي إلى أهل الفقيد الشاب أمير أنور عامر وأقربائه وأنسبائه في عين الأسد والبقيعة والمغار وسائر قرى المنطقة، متمنين لهم الصبر والسلوان. رحم الله الفقيد وأطال في أعماركم جميعا.
لقد وقع الحادث الإجرامي عصر أمس، الذي راح ضحيته الشاب أمير عامر، في مركز قرية المغار، في وضح النهار، في شارع رئيس ومكتظ بالمارة. ولعل في هذا أكثر من دلالة.
ففضلا عن علاقات الصداقة والقربى والنسب والجيرة والعقيدة التي تربطنا بعائلة الفقيد، اشتدت هذه المرة رابطة المكان بيننا. ووقوع هذه الجريمة النكراء في المغار، أمام أعين المارة وبهذه الطريقة الجبانة، يجب أن يضيء ضوءا أحمر وأن يدق نواقيس الخطر في كل بيت وفي كل قرية وأن يدعونا إلى الوحدة، ليس فقط داخل قرانا وإنما على مستوى القضاء، للجم التعديات، الآخذة في التفشي، على الأرواح والأموال والممتلكات ولتقليص رقعتها والتصدي بكل الوسائل لمنفذيها. ذلك أنه لم يعد هنالك مجال للوهم بأن العناصر الشريرة تعمل في قرية دون سواها. ولم يعد ثمة متسع للاعتقاد الخاطئ بأن أحدا محصن من هذه الجرائم الجبانة. فما يحدث في قرية في قضائنا، سرعان ما يصل قريبا إلى غيرها، ومن يسكت اليوم على اعتداء ضد جاره أو في أية قرية، فلا بد أن تصله النار عاجلا أو آجلا.
بناء عليه، ومن هذا المنبر، ندعو أهلنا في كل قرى المنطقة بأن يترفعوا عن أي خلاف، وأن يوحدوا القوى، على مستوى قراهم وعلى مستوى القضاء كله، لوضع حد لهؤلاء الأشرار الذي ما يزالون يوسعون رقعة اعتداءاتهم بشتى الطرق، ابتداء بالمتاجرة بالمخدرات وتبييض الأموال، مرورا بإقامة المحلات التجارية المشبوهة والتعاطي بالربا الفاحش وإدخال عناصر العالم السفلي إلى قرانا، وصولا إلى إلقاء القنابل وإطلاق النار على العزل بأساليب جبانة رعديدة. لم يعد هنالك متسع للسكوت على هذه المظاهر، التي تحولت إلى ظاهرة تقض المضاجع، وعلينا أن نجابهها متحدين بكل الوسائل القانونية والعرفية، بما في ذلك فرض حرمان كامل على كل من يتعامل مع هؤلاء الأشرار، سواء كان مبادرا منهم أو متلقيا.
كما ندعو، من هذا الموقع، شرطة إسرائيل، إلى القيام بواجباتها بدون مبررات ممجوجة، وإلى العمل الفعلي والسريع والمكثف، للكشف عن المجرمين الذي نفذوا جريمة يوم أمس ومئات الجرائم في العقد الأخير. فلا يمكن أن نسلم بعجز الشرطة المشبوه. ومثلما تستطيع قوات الشرطة والأمن الكشف عن كل الجرائم في المدن اليهودية، فإمكانها القيام بواجباتها تجاهنا أيضا ووضع المجرمين العاملين في قرانا في مكانهم المناسب.
غير أننا نؤكد، على الرغم من أهمية قيام الشرطة بواجباتها، أن الكفالة الأساس لصيانة مجتمعنا وصيانة كل فرد في هذا المجتمع، هي وحدة الناس والعمل من منطلق المواقف الحادة والصارمة تجاه الأشرار ومرسليهم وتجاه كل من يتعامل مع الأشرار، سواء من الداخل أو المستوردين إلى قرانا من بعيد.
من هذا المنطلق، يجب أن نرى في جريمة قتل الشاب أمير عامر، النقطة التي بدأنا فيها، الآن ومن هذا المكان، في محاربة مظاهر الجريمة والعنف بشجاعة وحكمة ومسؤولية جماعية ووحدة. فنحن، حين نوحد قوانا وجهودنا، أقوى ألف مرة من المجرمين الجبناء.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
لا أراكم الله مكروها بعزيز" .
وتحدَّث باسم آل عامر المحامي فواز عامر الذي قال : " نودِّع زهرة من زهرات الرَّبيع وأمير اسم على مسمّى ، شاب عصامي أحبَّ الاستقامة وبنى علاقات طيِّبة مع كلّ معارفه وكان على وشك التجنـُّد لسلك الشرطة " . وقال : " كلنا نذكرك يا أمير بأصالتك وخسارة أننا وصلنا إلى هذا الوضع السيِّئ وننادي بوضع حدٍّ لأعمال العُنف المُشينة " .