قالت مصادر سياسية في القدس ظهر اليوم - الاثنين ان اسرائيل تتهيأ اعلاميا وسياسيا وعسكريا لمواجهة قافلة السفن الدولية التي اطلق عليها اسم "أسطول الحرية 2 " والتي يتوقع ان تنطلق في منتصف الشهر القادم باتجاه قطاع غزة. وقالت هذه المصادر ان كبار المسؤولين في اسرائيل يجرون اتصالات مع رؤساء الحكومات والمسؤولين في الدول المطلة على البحر المتوسط بما فيها ايطاليا واليونان وتركيا بالاضافة الى ايرلندا والدول الاسكندنفية لاقناعهم بعدم السماح لمنظمي هذه القافلة بالابحار من الموانئ في هذه الدول.
هذا وافاد موقع (هأرتس) الالكتروني على صدر صفحته الأولى اليوم – الاثنين ان الدوائر الامنية المختصة ووزارة الخارجية قد شرعت في اجراء استعدادات محمومة لمواجهة قافلة بحرية دولية من المقرر ان تصل الى قطاع غزة في ال -31 من ايار/مايو القادم بمناسبة مضي عام على عملية استيلاء جيش الدفاع على سفينة المرمرة التركية. وتتوقع (هأرتس) ان يشارك في رحلة القافلة التي ستضم نحو 20 سفينة أكثر من 1000 ناشط من حركات ومنظمات يسارية وأخرى موالية للفلسطينيين.
وتضيف ا(هأرتس)انه تم حتى الآن عقد عدة جلسات تنسيقية في قيادة الدوائر الامنية بمشاركة مندوبي وزارة الخارجية تمهيدا لانطلاق القافلة المذكورة. وفي الوقت ذاته يستكمل سلاح البحرية استعداداته للتهيّؤ لاحتمال اللجوء الى القوة للاستيلاء على سفن القافلة اذا دعت الضرورة الى ذلك علما بان وحدة مغاوير البحر (الكوماندو البحري) ستكلف هذه المرة ايضا بمهمة القيام بعملية الاستيلاء بمساعدة زوارق الصواريخ.
وتقول (هارتس) ان مغاوير البحر يتدربون منذ مدة على مواجهة عدة سيناريوهات من التعامل مع قافلة السفن الدولية مع الاستعانة بمعلومات استخبارية تم جمعها في هذا المجال.
وذكرت (هأرتس) ايضا ان الاستعدادات لمواجهة قافلة السفن الدولية بدأت هذه المرة في مرحلة مبكرة وذلك اثر استخلاص العبر من قضية السيطرة على سفينة المرمرة في ايار /مايو من العام الماضي واستنتاجات لجنة تيركل التي تقصت الحقائق في هذه القضية.
واضافت الصحيفة ان اسرائيل بذلت خلال الأسابيع الأخيرة جهودا دبلوماسية واسعة ومكثفة للمارسة الضغط على زعماء الدول التي ستنطلق منها سفن القافلة الدولية بغية منع مشاركة رعايا هذه الدول في القافلة البحرية.
وقالت إن إسرائيل تأمل في أن يؤدي هذا التحرك الدبلوماسي الى تقليص حجم المشاركة في القافلة البحرية. وفي حالة الاضطرار الى الاستيلاء بالقوة فسيتسنى على الأقل الإثبات بأنه تم هذه المرة بذل كافة الجهود لوقف السفن بالطرق السلمية. وقد تحدث مسؤولون اسرائيليون كبار مع امين عام الامم المتحدة بان كي مون في محاولة لاقناعه ببمساعدة على منع انطلاق القافلة البحرية.
وفي الوقت نفسه يجري نقاش في الدوائر الأمنية المختصة حول اعتماد مزيد من التسهيلات لتخفبف الطوق المفروض على قطاع غزة.
ويشار الى ان شعبة البحوث في هيئة الاستخبارات العسكرية قامت مؤخرا بإنشاء قسم جديد يتخصص في أنشطة منظمات يسارية أجنبية وفي نشاط دولي يسعى لنزع الشرعية عن دولة اسرائيل علما بأن جزءا كبيرا من المعلومات التي يتم جمعها تستند الى مصادر مكشوفة وعلنية مثل تقارير وأنباء في وسائل إعلامية ومواقع على الانترنت يقوم بتشغيلها ناشطون لهم علاقة بقافلة السفن الدولية.
وفي عمان أعلنت لجنة شريان الحياة الأردنية امس عن بدء استعداداتها لمشاركة نحو 140 أردنيا في قافلة "أسطول الحرية الثاني" والمقرر انطلاقه نحو قطاع غزة في النصف الثاني من مايو/أيار المقبل.
وقال رئيس اللجنة نقيب المهندسين الأردني السابق وائل السقا في مؤتمر صحفي إن اللجنة ودولا عربية تشارك في الأسطول تعمل حاليا على شراء باخرة من اليونان لقيادة الأسطول بمبلغ يبلغ مليوني دينار أردني (2.8 مليون دولار أميركي)، لافتا إلى أن الأردن سيساهم بنحو 25% من ثمن هذه الباخرة.
وتحدث السقا عن مشاركة 25 دولة عربية وغربية في الأسطول، من بينها جميع الدول المشاركة في الأسطول الأول.
وقال إن قيادة القافلة تتكون من وفود 7 دول من بينها فرنسا، وإن اللجنة عقدت عدة اجتماعات بعدة عواصم لتنسيق إجراءات انطلاقتها والإجراءات القانونية لمواجهة أي معيقات وعراقيل قد تضعها إسرائيل في وجه القافلة.