في واحدة من الحوادث المثيرة والغامضة، عُثر على جثة مصمم الأزياء محمد داغر الذي كان قد اتجه للغناء أخيراً، وذلك داخل مسكنه في منطقة المهندسين. وكانت شقيقة داغر قد تقدمت ببلاغ بعثورها على شقيقها مطعوناً وغارقاً في دمائه داخل شقته، فما الذي حدث؟ وماذا عن الغموض الذي يحيط بتلك الجريمة؟
البداية كانت عندما حاولت شقيقة داغر الاتصال به ولم تتمكن، فساورها القلق والشك، وقامت على الفور بإرسال أحد موظفيها إلى شقة شقيقها ليطمئن عليه، خصوصاً أن الوقت كان متأخراً ولم تستطع هي الذهاب بنفسها.
عندما ذهب الموظف طَرَق طويلاً الباب، لكنَّ أحداً لم يفتح، فاستعان بالجيران لكسر باب الشقة ليروا ما لم يتوقعه أحد، محمد داغر غارقاً في دمائه، وفي جسمه آثار عدة طعنات، ولم يتمالك الجيران الذين كسروا الباب أنفسهم من هول الصدمة، وتعالت الصرخات.
الصدمة
ولم تمض دقائق قليلة، حتى كانت الشرطة والنيابة في موقع تلك الجريمة الغامضة، كما ذهب عدد من أصدقاء داغر من الفنانين إلى شقته بمجرد أن علموا بخبر مقتله، وامتلأ مدخل العمارة بالكثيرين ممن جمعهم إحساس واحد هو الصدمة، ومن هؤلاء منة فضالي وإيمي وأبو الليف وسوار، ومنعت الشرطة صعودهم إلى الشقة خوفاً من ضياع أي بصمات للجاني، وهو أول ما حرصت النيابة عليه في محاولة لكشف غموض تلك الجريمة.
البحث عن السر
المعاينة المبدئية لموقع الحادث كشفت عن وجود بصمات وآثار دم لشخص آخر قد يكون هو مرتكب الجريمة، كما كانت هناك بعض الأشياء المحطمة من أثاث المنزل، في دليل على وجود مقاومة من داغر للجاني.
ورجحت المعاينة أن الطعنات التي تلقاها داغر تمت بآلة حادة قاطعة يرجح أنها زجاجة، وينتظر الجميع أن يحدد الطب الشرعي والمعمل الجنائي صاحب البصمات الغريبة الموجودة في الشقة. كما اكتشفت النيابة اختفاء الهاتف المحمول لداغر، وجرت محاولات مع إحدى شركات الاتصالات لمعرفة آخر الأرقام التي قام داغر بالرد عليها أو الاتصال بها.
وفي الوقت نفسه، قررت النيابة استدعاء عدد من الجيران والأقارب والأصدقاء، الذين كانوا يترددون على شقة داغر، لسماع أقوالهم ومعرفة ما إذا كانت هناك خلافات بينه وبين أحد. المعروف أن محمد داغر مصمم أزياء شهير تخرج من معهد الكونسرفتوار، وبدأ مشواره مع تصميم الأزياء قبل عشر سنوات تقريباً، وحقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال، كما اتجه إلى الغناء أخيراً وقدم ألبوماً وفيديو كليب شاركته فيه الفنانة مي عز الدين.