حول الانتماء والأمان والسلامة داخل البيوت جاء الكتاب الأخير الذي ألفه الكاتب نادر أبو تامر من ضمن أكثر من عشرين كتابا أصدرها خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع العلم ان هذا الكتاب يطرح الموضوع الذي يطرقه المؤلف بصورة مغايرة.
يقول الكاتب نادر أبو تامر حول مضمون القصة: "يسرد الكتاب قصة حب بين طفلة وبيتها بحيث نرى عبر محطات مختلفة كيف يتصرف أشقاؤها بصورة غير مسؤولة، وفي المقابل نرى تصرفاها المختلفة عن تصرفات إخوتها وكأننا نريد أن نرى مثل تصرفات هذه الطفلة وليس مثل تصرفات الآخرين الذين لا يتحلون بالمسؤولية، وبالتالي كان لا بد أن تنشأ هذه العلاقة الخاصة بين البيت والبنت".
ويتابع: "تحب الطفلة بيتها حبا كبيرا وتشعر بارتباط كبير بمختلف زواياه بحيث يولد شعور متبادل بين الطفلة والبيت. وفي اللحظة التي تفكر فيها البنت بالسفر إلى بيت جديها في قرية بعيدة يشعر "البيت" بقلق وارق شديدين فلا يستطيع النوم في تلك الليلة لأنه قد يكون في مواجهة، من جهة بينه وبين إخوتها، ومن جهة ثانية، فهو سوف يفتقد الطفلة التي تحرص عليه وتدلله وتحبه. في صباح اليوم التالي ينتعل البيت حذاءه الرياضيّ ويقرّر أن يلحق بصديقته الطيبة إلى حيث ستذهب، فتركب البنت الصغيرة برفقة والدتها حافلة الباص، لكن البيت لا يستطيع الدخول من باب الباص وذلك لأن حجم البيت كبير، بينما حجم باب الباص صغير، فيقرر البيت أن يركب دراجة فلا تتحمل هي الأخرى وزنه الثقيل، وعندها يقرر ان يسير مشيا على قدميه حتى يصل إلى القرية البعيدة وهو مرهق يتصبب عرقا، كل ذلك في محاولة للوصول إلى صديقته الصغيرة والطيبة التي تحبه".
ويؤكد الكاتب نادر أبو تامر بأنّ هذه القصة تؤنسن الجماد الذي هو البيت الذي يشكل رمزا للانتماء، مثله مثل الأرض والوطن، بحيث تسبغ عليه صفات إنسانية طيبة وكأن الكتاب يقول: ليس الإنسان هو الوحيد الذي يشعر بالارتباط ببيته وأرضه ووطنه بل الأماكن والأوطان تحنّ كذلك إلى ساكنيها الذين يبادلونها نفس المشاعر".
ويرى المؤلف ان القصة تسرد للصغار بلهجة بعيدة عن المواعظ الجافة والتبشيرية والاستعلائية، وتعلّم الصغار الحرص على بيوتهم والمحافظة عليها والاهتمام بها والاحتراس لضمان سلامتهم أولا داخلها وخارجها.
تحمل القصة عنوان "البيت السعيد" وقد عرفها الأطفال في السابق من خلال اسمها "البيت الذي مشى" عندما نشرت عبر شبكة الانترنت. وقد صدرت القصة عن دار الهدى لصاحبها عز الدين عثامنة. رسومات القصة صممها الفنان أيمن خطيب وقام الكاتب نادر أبو تامر بتدقيق قصته من الناحية اللغوية حرصًا منه على أن تكون ذات لغة سليمة بعيدة عن الأخطاء باعتبار اللغة الصحيحة والسليمة مؤشرًا لاحترام وعي القارئ وذوقه.