" خلف كل اسم حفر في هذا النصب التذكاري نكتشف الانسان المحب والغالي على قلوبكم، والذين في حياتهم نجحوا في توفير الحياة الهانئة والرغيدة لعائلاتهم وفي موتاهم ما زالوا يراقبوننا وقلوبهم معنا دائما" هذا ما جاء في الكلمة المؤثرة والتي القاها نائب رئيس الكنيست مجلي وهبة في الاحتفال الذي عقد بالامس في قرية بيت جن لذكرى ضحايا فاجعة الكرمل وتشييد النصب التذكاري "حرش 44" لذكرى ضحايا الفاجعة، وجاء في كلمة النائب وهبة...

العائلات الثكلى، الاهل، الاخوة والاخوات..

الثاني من شهر كانون الاول والايام الثلاثة المرعبة التي تلته، ايام لن تنسى ابدا

82 ساعة "حارقة"

الف رجل اطفاء يناضلون بكل قواهم لاخماد الحريق المشتعلة

50 الف دونم من الاحراش وما يقارب 5 مليون شجرة اتلفت

44 "وردة" من خيرة الشباب، بينهم 37 من افراد مصلحة السجون، 3 من رجال الاطفاء و3 افراد شرطة، اعزاؤكم والذين ضحوا بانفسهم وتم الاعلان عنهم كشهداء معارك اسرائيل.

عشرات من افراد مصلحة السجون تركوا بيوتهم قبل الفاجعة وهم في طريقهم الى دورة الضباط.ودعوكم..ودعوا الزوجة، الابناء والاباء، ودعوا عائلاتهم وهم يجهلون مصيرهم وابدا لم يدركوا نه الوداع الاخير.

اسم وراء اسم تراكم في اللغز التراجيدي ليصل الى 44 قتيلا والذين ماتوا ابطالا حقيقيين ، حيث تلقت العائلات الخبر المشؤوم  فبعد ان تغلبت النيران على ابنائهم  تحولوا الى عائلات ثكلى.

فيما لو جمعنا ارقام العدد 44 (4+4=8) 8 وهو الرقم الذي يرمز الى الحياة الابدية.

اليوم وبعد مرور 5 اشهر على فاجعة الكرمل اجتمعنا بمبادرة عائلة طافش، والتي فقدت "جوهرة وسط العقد" الابن البار عادل فرحان طافش، اجتمعنا لتدشين النصب التذكاري "حرش 44" لذكرى ضحايا فاجعة الكرمل.هنا وعلى مقربة من ارض المرحوم عادل في زابود بيت جن، في محمية جبل الجرمق، في اعلى منطقة في البلاد، هنا نتحول الى جزء لا يتجزء من عائلة طافش في تشييد النصب التذكاري والتي تعبر، في نظري، عن فسيفساء الضحايا والذين توقفت حياتهم ولكنهم سيبقون ابد الدهر في ذكرانا.

العائلات الاعزاء، خلف كل اسم حفر في هذا النصب التذكاري نكتشف الانسان المحب والغالي على قلوبكم، والذين في حياتهم نجحوا في توفير الحياة الهانئة والرغيدة لعائلاتهم وفي موتاهم ما زالوا يراقبوننا وقلوبهم معنا دائما.

اشكركم، ابناء عائلة طافش على ما قدمتم من اجل احياء ذكرى ابطالنا عادل ورفاقه، برمزية مميزة وفي مكان ساحر كهذا.

عادل، والذي كان من المفروض ان يحتفل اليوم 1-5-2011 بعيد ميلاده 34 ينظر الينا من السماء، من فوق تلك المناظر الخلابة والطبيعة الساحرة ويطلب منا:" هكذا ستتذكرونا، نحن الشهداء، جميلين، خضر وحيويين، اصحاب جذور وفروع كالاشجار ..كالطبيعة"

ليرحمكم الله...