أنهت مجموعة سيكوي في حوض الرامة ورشة تدريب حول القيادة، مررها د. إلياس زيدان، المحاضر بجامعة حيفا، مدرسة الإدارة. تمّت الورشة من خلال لقاءين ضمن مشروع الجمعية الريادي "تنمية القيادة والمبادرة الجماهيرية" والذي انطلق ببلدات المنطقة قبل حوالي 5 أشهر.
يشارك بالمجموعة 8 من النساء والرجال سكان الرامة وساجور ونحف، يشغلون وظائف متعددة، مثل: التمريض، تقديم الخدمات الصحية، رعاية الطفولة المبكرة، التربية والتدريس، تدقيق الحسابات والصيدلة.
تناول د. زيدان، خلال الورشة التي تميّزت بالحيوية والتفاعل العالي لأفراد المجموعة مع التدريب، جوانب متعددة، منها: تعريف القيادة، استعراض مركّباتها الهامة، مقارنة بين القيادة والإدارة تحت مقولة "المدير هو الشخص الذي ”يعمل" الأشياء بشكل صحيح والقائد هو الشخص الذي يقوم ”بعمل" الشيء الصحيح". ثمّ توقّف عند تأثير الثقافة على السلوك العام، مستعرضاً العلاقة بين الثقافة العربية والمؤسسة الاجتماعية كما عالجتها الأدبيات العربية، منها أن "الفردية" و"الذاتية" تؤدي إلى اللامؤسسية، لتليها حالة الفراغ والفوضى وغياب القيادة.
وفي عهد التغيير والثورات العربية، كان لا بدّ من التطرّق إلى الشباب المصري والتونسي وأدائه ما قبل الثورة وما بعدها. أكّد د. زيدان على ظهور ثقافة شبابية جديدة على الساحة العربية بكل ما يتعلّق بسلوكها مع السلطة ومع الآخر المختلف ومع نظرتها لذاتها بشكل خاص.
عرّج زيدان على التوجّه العالمي الجديد نحو التنمية الإنسانية من خلال عمليّة توسيع الخيارات ومفهومها القائل بأن على الناس أن يؤثروا في العمليات التي تؤثر على حياتهم. إذ تهدف هذه التنمية لبناء بيئة ممكّنة للناس كي ”يقودوا حياتهم".
ثمّ تطرّق لبعض القضايا الهامة التي رصدها سنة 2000 في أطروحته للدكتوراه فيما يتعلّق بالمنظمات غير الحكومية لدى فلسطينيي 48. أظهرت الدراسة خارطة تدريج عناقيد قدرات قيادة هذه المنظمات ومدى الأهمية التي يولونها لوظائفها في المجتمع، وكان واضحاً صعود أهمية القدرات الديمقراطية والإدارة الحديثة الإنسانية والمنهجية والانفتاح والمثابرة والتفاعل مع احتياجات المجتمع والحلفاء ووجود رسالة متجددة ملتزمة ومتكيفة استراتيجياً، على أهمية جوانب مثل: المعرفة الاقتصادية والدبلوماسية والتشبيك.
وبهذا تكون مجموعة حوض الرامة قد تقدمت خطوات جوهرية إلى الأمام في مسيرتها لإحداث التغيير داخل المجتمع المحلي نحو الوفاق والتكافل ورفع شأن كافة مركّبات هذا المجتمع متعدد الانتماءات والمشارب، والذي يعاني كبقية فئات المجتمع الفلسطيني بالداخل من التهميش والتمييز وسوء الخدمات والأهم وهو العنف واللامبالاة التي تحصّن بها السكان في وجه هذه الظروف الصعبة.
تشير مركّزة المجموعة ومديرة المشروع في سيكوي، السيدة كفاح دغش إلى أن المجموعة ستواصل لقاءات التدريب طيلة الأشهر القادمة، حريصة على توثيق جهودها بالواقع المعاش سعياً لإحداث الحراك الجماهيري المطلوب في عملية تحقيق الحقوق الجماعية.