وهب الله الإنسان العقل المدبر الذي يستطيع أن يفكر ويحاول كي ينقذ حياة أشخاص آخرين، فصحيح أن الداء موجود لكن الله عز وجل أوجد الدواء والعلاج كذلك، فقد نجح فريق طبي في إنقاذ حياة طفل بريطاني من مرض مزمن في الدم باستخدام خلايا جذعية من الحبل السري لشقيقه، الذي وصل للدنيا باستخدام تقنية طفل الأنابيب.
وبدأت المشكلة قبل 12 عامًا تقريبا، عندما رزق كل من السيدة البريطانية ميتشل ويتاكر(38 عامًا) وزوجها جايسون (40 عامًا)، بطفلهما شارلي مصابًا بنوع مزمن ونادر من فقر الدم، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وكان شارلي مضطرًا لتحمل ألم الحقن أثناء عملية نقل الدم، التي كانت تُجرى له كل أسبوعين كونها حلا مؤقتا لمواجهة المرض، الذي يمنع بناء كرات الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين للجسم. وتقول الأم وهي تتذكر الألم الذي كان يعانيه طفلها: "أسوأ شيء رأيناه عندما كان يحقن.. شارلي كان يقول لماذا تؤذيني أنت لا تحبيني من فضلك أوقفي هذا الإيذاء.. أنا لا زلت لا أتحمل أن أتذكر هذا.. إنه أمر صعب أن تسمع مثل هذا الكلام من طفلك".
وللتخلص من هذه المشكلة قرر الأطباء أن العلاج الوحيد لحالة شارلي هو عملية زرع خلايا جذعية، التي أخذت بالفعل من الحبل السري لأخيه جامي، الذي حملت فيه والدته عن طريق تقنية طفل الأنبوب. وكانت هذه التقنية ممنوعة في بريطانيا، فخاضت الأسرة معركة قضائية للحصول على حق إجرائها، لكنها انتهت بالفشل في أكتوبر/تشرين الأول 2002ن، فأجبرت الأسرة على السفر إلى الولايات المتحدة لتلقي علاج التلقيح الصناعي هناك. وبالفعل أجريت العملية وحملت الأم في طفلها "جامي"، الذي ولد بصحة جيدة، وتم استخدام جزء من حبله السري في زراعة خلايا جذعية لشقيقه الأكبر وذلك لتوافق أنسجتهما.
وأكد الأطباء مؤخرا أن شارلي تعافى تماما وبات بإمكانه العيش بشكل طبيعي وصحي، بعد أن تخلص جسمه من مشكلة العجز عن إنتاج كرات الدم الحمراء. وعن هذا تقول والدة الطفلين إن: "الناس يستخدمون عبارة الطفل المصمم عندما يتحدثون عن جامي لأنهم يعتبرون أنه ولد ليعطي قطعًا بديلة، لكن ذلك ليس صحيحًا.. إنني أحب عبارة الأخ المنقذ لأن هذا ما فعله حقا".
وتؤكد أن: "شارلي الآن حالته الصحية جيدة تماما.. أنا أعرف أن أخاه الصغير أنقذه وهو يعرف ذلك جيدا، ما يعد أمرًا رائعًا.. ما فعله جامي من أجل شقيقه يفوق الطبيعي.. أنا فخورة جدا بهما.. وجامي يعرف لماذا ولد ولكن هو يعرف أننا نحبه، سواء أكان منقذًا لشقيقه أم لا".