· لأوّل مرّة في تاريخ وزارة التربية والتعليم يتمّ الفصل بين تدريس موضوعي اللغة والأدب العربي
· الوزارة تفصل وتعيّن مفتّشتين مسؤولتيْن واحدة عن اللغة العربيّة، وواحدة عن الأدب العربيّ
· لفيف من المفتّشين والمعلّمين والمحاضرين الأكاديميين شاركوا في المؤتمر القطري الأوّل في موضوع تدريس الأدب.
المفتّشة المركّزة للأدب العربي السيّدة راوية بربارة تكشف معطيات عن أسباب الفشل في امتحان بجروت الأدب، وتُعلن هذا المؤتمر فاتحة نقاش لأيّام دراسيّة تتداول هذا الموضوع.
عُقد المؤتمر القطري الأوّل في موضوع تدريس الأدب بمبادرة المفتّشة المركّزة للأدب في الوسط العربي السيّدة راوية جرجورة بربارة، وقسم التعليم العربي في وزارة التربية والتعليم، بمشاركة كبار أساتذة الجامعات، بروفسور جورج قنازع، د. إبراهيم جريس، د. فهد أبو خضرة، بروفسور إبراهيم طه، د. حبيب بولس، د. محمد صفوري، د. سمير حاج ود. كرمة زعبي، وشارك في المؤتمر أكثر من مئتي معلّم ممثّلين عن المدارس الإعدادية والثانوية في إسرائيل، ولفيف من المفتّشين، منهم السيّدة روضه كريني المفتّشة المركّزة للمناهج في الوسط العربي، السيّد توفيق جبارين مفتّش التلفزيون التعليمي، السيّد موسى حلف مفتشّ اللواء للتعليم البدوي، السيّدة رنا صبح مفتّشة مضامين ومناهج اللغة العربيّة، د. كوثر جابر المفتّشة المركّزة للّغة العربيّة، د. ميخائيل جريس مفتّش المهارات الأساسيّة في اللغة العربيّة، السيّدة وفاء معدّي المفتّشة المركّزة للعربيّة في الوسط الدرزي، وقد رحّب بالحضور السيّد أحمد بدران مفتّش لواء الشّمال، مرسلا كلمته/ معتذرًا عن الحضور، مرحّبًا بكلّ المعلّمين المشاركين من كلّ البلاد، مهنّئًا القائمين على هذا المؤتمر خاصّة السيّدة راوية بربارة المفتّشة المركّزة للأدب العربي، وقد افتتح المؤتمر الأستاذ عبد الله خطيب مدير قسم التعليم العربي الذي أشاد بالمؤتمر وأهميّته، وتحدّث عن التجديد في الوزارة، وهو الفصل بين موضوعي اللغة والأدب، وتعيين مفتّشة مركّزة لكلّ موضوع، وعن التغييرات التي يُجرى العمل عليها في المناهج التعليميّة الخاصّة باللغة والأدب، وعن فكرة التغيير في مبنى امتحان البجروت ، والانتقال لتقديم 4 وحدات إلزاميّة كحدّ أدنى ،بدل 3 وحدات، يكون تقسيمها كالتالي: وحدتان في اللغة ووحدتان في الأدب، مشيرًا إلى أنّ هذا التغيير سيبدأ تطبيقه من السنة الدراسيّة القادمة، وشكّر في نهاية كلمته كلّ المرشدين من كلّ الألوية والذين ساعدوا في التجهيز للمؤتمر، وباركَ للسيّدة راوية بربارة شاكرًا إيّاها على مجهودها.
وقد تحدّثت راوية بربارة عن الفصل بين اللغة والأدب على اعتبار الأدب مجال من مجالات المعرفة، واللغة وسيلة، لذلك يجب أن يأخذ الأدب حقّه، خاصّة، على ضوء المعطيات المقلقة في امتحانات بجروت الأدب، حيث يتقدّم للامتحان نحو 14000 طالب سنويّا منهم فقط 4000 يتقدّمون لامتحان الوحدة الرابعة في الأدب، و1000 يتقدّمون لامتحان الوحدة السادسة في الأدب، وقد أشارت للمشاكل العينيّة في امتحان الأدب، ففي المفاضلة بين النثر والشّعر، يختار التلاميذ حلّ أسئلة النثر، وحلّ أسئلة القصّة والرواية مبتعدين عن حلّ سؤال المسرحيّة، كما ووضعت إصبعها على الجرح، بحدّ تعبيرها، قائلة أنّ قسم الأسلوب الفني في أسئلة البجروت يشكّل عائقًا في وجه التلاميذ، فأعطت أمثلة من بجروت شتاء 2011، ذاكرة معدّل الرسوب في حلّ قسم ج، ففي معلّقة طرفة والسؤال عن الغرض من توظيف الفعل "أرى" كانت نسبة الراسبين 53%، وقد أتت على الأسئلة والنِسب، لتتساءل مع المعلّمين والأكاديميين عن الطرائق لتخطّي هذه المشكلة، بعدها تطرّقت لطرائق التدريس( ماذا نعلّم، لماذا نعلّم، وكيف نعلّم) فتحدّثت عن التلقين في التعليم كأحد أسباب ترك التلميذ غير فعال ومتلقيًّا سلبيًّا، وعن أهميّة إعمال إستراتيجيّات التفكير العليا في التعليم، مثل الاستنتاج والمقارنة والدمج، وشدّدت على أهميّة تعليم التلاميذ مهارة التلخيص. كما وتحدّثت عن كون النص الأدبيّ غاية ووسيلة، غاية لتنمية الذائقة الفنيّة عند التلاميذ، ووسيلة لإعطاء التلاميذ مفاتيح لمصطلحات ومهارات أساسيّة لكيفيّة التعامل مع بقيّة النصوص التي تنتمي لنفس الجانر، أو نفس المذهب أو التيار. وقد تحدّثت عن وظائف الإنهاء التي يقدّمها التلاميذ بدل 3-5 وحدات بجروت، وتكون أغلبها مصوّرة من وظائف جامعيّة من البلاد ومن الخارج، وقالت كفى لمثل هذا العمل، ولن تُقبل إلاّ الوظائف التي يكتبها التلميذ بنفسِه لنشجّعه على البحث العلميّ ونعرّفه على آليّاته، وقالت إنّها لم تأت للمؤتمر لعرض الورد الذي يفوح عطرًا، بل أتت لتشارك المعلّمين في المعطيات والنتائج الحقيقيّة، ليتناقشوا بالأمر باحثين عن حلول. وفي نفس السياق طلبت من كلّ من يعدّ كتب مساعدة للتلاميذ فيها شرح القصائد والنصوص أن يكفّ عن ذلك، لأنّه بذلك يحدّ من إمكانيّة تعلّم التلميذ، ويسهم في نشر الفوضى في الصّف لاعتبار التلاميذ مرجعيّة هذه الكتب مستغنين بذلك عن شرح الأستاذ. وتحدّثت كذلك عن أهميّة تواصل بين معلّمي المراحل العمريّة المختلفة الابتدائيّة والإعداديّة والثانويّة، لاعتماد الطريقة اللولبيّة في توسيع المضامين التعليميّة، فأعطت نماذج من النصوص الأدبيّة كقصّة "نظرة" ليوسف إدريس، وختمت كلمتها شاكرة حضور المحاضرين والمفتّشين والمعلّمين.
تولّت عرافة المؤتمر المعلّمة المرشدة لنا وهبي ، وتتالت الجلسات؛ الجلسة الأولى عن طرائق تعليم الشّعر والنثر القديم أدارتها المفتّشة رنا صبح وتحدّث فيها بروفسور جورج قنازع عن طرائق تعليم الشّعر القديم، من خلال نموذج لمعلّقة عمرو بن كلثوم و"أطاعن خيلا" للمتنبي، وقد شدّد في محاضرته على أهميّة أن يتعلّم المعلّم الموضوع الذي يدرّسه بعمقٍ، وأن يكون ملمًّا ومطّلعًا على كل ما يتعلّق بموضوعه، وأن يعرف كمًّا كبيرًا من المعلومات حول ما يُدرّس، وذلك بكثرة المطالعة والبحث والتنقيب، مستشهدًا بقول ابن الهيثم " العلم لا يعطيك بعضَه إلاّ أنْ تعطيه كلَّك"، تلاه د. إبراهيم جريس فتحدّث عن ملاحظات في النصّ النثري القديم، مشيرًا إلى النثر العربيّ عمودُه الفقريّ هو "الخبر"، وصنوه الحديث النبوي الشريف الذي يقوم على الإسناد والمتن، وتحدّث عن المرسِل والمتلقّي في العمل النثريّ، من خلال كتاب البخلاء للجاحظ، ومن خلال نصّ معاذة العنبريّة، مشيرًا أنّ النصّ موجّه إلى نوعيْن من المستمعين: المسجديين والقارئ الضمني الذي يخاطبه الجاحظ المعتنق مبدأ المعتزلة الذين يؤمنون بأنّ الإنسان مخيّر. وأشار بأنّه لا يمكن قراءة النثر القديم دون استعمال آليات وطرائق البحث الحديثة.
الجلسة الثانية أدارها د. سمير الحاج وشارك فيها بمحاضرة غنيّة عن تدريس الأقصوصة بروفسور إبراهيم طه، فتحدّث عن الموديل الخماسي الذي يتأسّس عليه كلّ نصّ سرديّ، معرّفًا السّرد بأنّه فنّ التعامل مع البشر، وتحدّث عن الالتباس والخلط بين المصطلحات التي ترافق مثلا التعامل مع الشخصيّة المركزيّة في القصّة، وتحدّث عن بحثه الذي عمل عليه سبع سنوات لتحديد معايير الشخصية المركزيّة في النصّ بدءًا بالهدف أو المحفّز، ثمّ الرغبة والقدرة والسعي والنتيجة، ووفقًا للنتيجة يمكن تحديد إذا كانت الشخصيّة بطلا أو بطلا جزئيًّا أو لا بطل بحسب مدى تحقيق الهدف. وتحدّث عن أنّ النصّ يبدأ بعد النقطة الأخيرة، متوجّهًا إلى الفرق بين النهاية التي تكون على مستوى الحدث، وبين الخاتمة التي تكون على مستوى الفكرة، وتجعل القارئ مشاركًا في بناء النصّ، لذا اقترَح تفعيل التلاميذ في مسألة نقل النهاية إلى خاتمة.
أمّا د. فهد أبو خضرة فقد ارتأى أن يحاوَر مِن قِبل المعلّمين الذين سألوه عدّة أسئلة عن تدريس النصّ الشّعريّ، مثل كيفيّة تدريس المصطلحات الفنيّة، فأشاد بأنّ العناصر الفنيّة هي جزء أساسيّ من فهم النصّ، يجب على المعلّم أن يحلّل المبنى والمضمون والأساليب واللغة، على اعتبار أنّ اللغة في الشّعر غاية أساسيّة، والشعر يُصنع من الكلمات لا من الأفكار، وتطرّق بأنّه لا يوجد فهم نهائيّ للنصّ لأنّ التحليل يعتمد على تجربة القارئ الذاتيّة وثقافته.
الجلسة الثالثة أدارتها د. كرمة زعبي، وتحدّث فيها د.حبيب بولس عن تدريس النصّ المسرحيّ متسائلا عن عدد الساعات المخصّص في المنهاج لتعليم هذا الجانر، متطرّقًا إلى مسرحية "هاملت" معطيًّا نماذج لأسئلة يمكن أن يطرحها المعلّم على التلميذ لتحفيزه للاشتراك ولإيصاله لفهم النصّ المسرحيّ. وفي النهاية تحدّث د. محمد صفوري عن إشكاليّة مصطلح الأدب النِسويّ، متطرّقًا إلى الآراء المختلفة لنقّاد غربيين وعرب وكاتبات عربيّات، مقسّمًا كتابة المرأة في العصر الحديث إلى ثلاث مراحل: مرحلة التقليد التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ثمّ مرحلة التمرّد في الثمانينيات، ثمّ بدأت مرحلة الثورة في الكتابة النسويّة التي همّشت صورة الرجل، ورفضت سلطته ورفضت مؤسسة الزواج التي تعطيه هذه السلطة، وتحدّث عن هذا النوع من النصوص الذي يصوّر الرجل بصورة سلبية، فاقدًا فحولته وسيطرته.
في النهاية أشاد جمهور المعلمين بالمؤتمر وبالمحاضرات القيّمة الناجعة والمفيدة التي استمعوا إليها، وتحدّثوا إلينا عن أهمّية للتواصل مع الوزارة والأكاديميين.
باحترام :
كمال عطيلة ، الناطق بلسان الوزارة في الوسط غير اليهودي 0506282545
المفتّشة راوية بربارة 0506282321