تبرَّعت عائلة سمير غضبان عاصلة من عرابة البطوف بأعضاء ابنتها المرحومة رحمة (4 سنوات) وعائلة أخرى من الشمال بأعضاء ابنتهم (27 عامًا) للطفل جوليان إحسان أبو عوّاد (7 سنوات) من بقعاثا الجولان .
وكانت الطفلة رحمة قد وافتها المنيّة الأسبوع الماضي بعد اختناقها أثناء تناول الطعام في الرّوضة العلاجيَّة .
الطفل جوليان يبلغ من العمر سبع سنوات وقد مرض بمرض نادر وخطير ، الأمر الذي شكل صعوبة عليه في ممارسة حياته اليوميَّة مثل باقي أطفال جيله ممّا أحدث لديه مضاعفات كبيرة أثرت على وظائف الكبد والكلى وألزمته الفراش لأوقات طويلة في المستشفيات خلال السَّنتين الأخيرتين حتى أنَّ والده اضطر إلى ترك عمله ليقضي معه دوامه اليومي في المستشفيات كذلك الطفل جوليان خسر دوامه المدرسي وقد مرّت عائلته بأوقات عصيبة ولم يفارقها التوتر طيلة مرض ابنهم فلذة كبدهم .
جوليان كان يحتاج إلى عملية زرع كلية وكبد ، لكنه لم يجد متبرعًا ، هذا غير أنَّ تكاليف العلاج خارج إسرائيل باهظة جدًّا وعائلته غير قادرة على توفير المبالغ المطلوبة .
ويقول السَّيِّد إحسان أبو عواد والد الطفل جوليان : " توجَّهنا كثيرًا إلى الناس وأهل الخير وأعلمنا المستشفيات بحرج حالة ابننا جوليان ، إلا أنَّ المتبرع لم يصل إلا الأسبوع الماضي عندما أبلغونا من مستشفى شنايدر بإحضار ابننا على وجه السُّرعة لأنَّ هناك من سيتبرَّع بكبد وكلى ، وأبلغونا في المستشفى أنَّ الطفلة عمرها 3 سنوات وقد توفيت أثناء طعامها فما كان منـّا إلا التوجُّه على وجه السُّرعة حيث أجريت عمليَّة جراحيَّة أوَّلا للكبد ومن ثم وجدنا عائلة من الشمال قد تبرَّعت بأعضاء ابنتها المتوفية وتبلغ من العمر 27 عامًا فتبرّعوا لابني بالكلى فترحَّمنا على الأموات وسُررنا أنَّ هذه الأعضاء سوف تنقذ إنسان وتجعل منه إنسانـًا حيويًّا وتمنحه الحياة من جديد ، فشكرنا الله عز وجل ومن ثم كل من كان له مساهمة طيِّبة في ذلك وأخص بالذكرالعائلتين المتبرِّعتين اللتين قدمتا أغلى ما في ابنيهما ومنحوا الحياة لجوليان ليلعب بين أشقائه وأصدقائه ، ونقدِّم شكرنا وامتناننا للطواقم الطبيَّة التي رافقت العائلة على مدار العامين الماضيين من مستشفى الجليل الغربي في نهاريا وفي شنايدر في بيتح تكفا " .