لا شك أنَّ روح توفيق زياد، هي الأخرى شاركت في كرنفال الطفولة والسلام، الذي نظمته الشبيبة الشيوعية والجبهة في سخنين بمناسبة يوم الطفل العالمي، وليس فقط ما اعتمده المنظمون من شعار، "وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك"، حيث طفحت البسمة على وجوه آلاف الأطفال، وغمرت الفرحة أجواء مسيرة مهيبة انطلقت من جانب مدرسة النجاح غرب المدينة، تتقدمها الشبيبة الشيوعية بأعلامها الحمراء الوهاجة، وفرقة الأوركسترا النحاسية على اسم القائد توفيق طوبي.. وسار في معيتهم عدد من قادة الجبهة والشبيبة والأهالي الى جانب النائب محمد بركة، وخلفهم صدحت مكبرات الصوت بالأغاني والأهازيج الشعبية والوطنية، في حين كانت فرقة الدبكة الشعبية تعرض رقصاتها الى جانب المهرجين بعروضهم البهلوانية، التي شدت انتباه الأطفال بمختلف فرقهم، وما ميزهما من لباس ورسومات على الوجوه، وشعارات على شكل حمامات سلام، ومفاتيح العودة تحمل أسماء العديد من القرى المهجرة، مردِّدين الأغاني والهتافات مرورًا بدوّار الشهداء وصولا إلى ساحة السوق البلدي شرق المدينة بالقرب من استاد الدوحة. حيث كانت في استقبالهم حشود واسعة من الأطفال والأمهات على مختلف قطاعات ومشارب المجتمع السخنيني شدهم جميعا مهرجان كرنفالي قاده الفنان البيتجناوي "عمو ريدان"، تخلله العديد من الهتافات لأطفال سخنين، وكل أطفال فلسطين. بالإضافة لعروض بهلوانية وفقرات سيرك، وغير هذا من فعاليات رعاها بتبرعاتهم السخية عدد من أهل العطاء في المدينة زادت من متعة وسعادة الأطفال وأهاليهم.
وكانت عضوة الشبيبة الشيوعية الرفيقة فداء فيصل أبو يونس قد استقبلت المسيرة مرحبة بجميع المشاركين من أطفال وأمهات وحضور، مستهلة كلمتها بقصيدة من كلمات شاعر الأطفال فاضل علي، مضيفًة القول: بتعاون مشترك، وبجهود متكاتفة، وابتسامات جميلة، وقلوب صافية، تعانقت الكلمات وتلاقت البسمات كل ذلك احتفاء بيوم الطفل العالمي.. فكل عام وانتم وأطفال العالم بألف خير وأعاد الله هذا اليوم على جميع الأطفال بالفرح والأمان والحماية والاستقرار..
هذا وخلال نشوة الأطفال وهتافاتهم استأذنت "الاتحاد" النائب محمد بركة بكلمة فقال: أمام هذا المشهد المؤثر وهذا البحر الوادع من الأطفال، وصبغ المدينة بالأحمر من قِبل الشبيبة، تمتزج مشاعر الحب بالاطمئنان على مستقبل هذه البراعم. وليس هناك أدنى شك من ان الاحتفال بيوم الطفل هو من أسمى الاهتمامات. ولا يسعني أمام ما نشهده من تنظيم وعمل جبار إلا أن اثني على جبهة سخنين والشبيبة الشيوعية فهم القلب النابض وكل المستقبل لهذه الأجيال.
أيضا كمال أبو يونس رئيس كتلة الجبهة في بلدية سخنين قال: إنَّ المشاركة العارمة من أطفال سخنين على مختف مشارب النسيج السخنيني يؤكد على ثقة الأهالي بالجبهة كحزب سياسي يُرتكن إليه. وما قامت به الجبهة والحزب والشبيبة في يوم الطفل العالي، ليس أكثر من هدية، واحتضان موقف أطلقه القائد توفيق زياد يوم قال : " وأعطي نصف عمري... " .
أما المربية فاطمة خلايلة فعبرت عن مدى سعادتها وهي ترى أولادها كمشتركين بين الأطفال وكمنظمين مع الشبيبة مضيفة أن مثل هذه المشاركة تعود بشكل ايجابي على الصغار والكبار، خاصة وان يوم الطفل العالمي هو عيد كل الأطفال الأمر الذي يدخل إلى نفسية الطفل انطباعات جميلة. والأهالي بمثل هذه المناسبات يدفعون أولادهم للمشاركة، لأنهم على ثقة من أن الجبهة على قدر من المسؤولية في التنظيم والرعاية. وتمنت خلايلة لكل الأطفال الحياة الجميلة والسعادة الدائمة وخصت بالذكر أطفال فلسطين متمنية لهم حياة أفضل.