لقد ثارت الشعوب على حكـّامها وأنظمتها الفاسدة والدكتاتورية بسبب الاضطهاد العرقي أو التمييز العنصري السافر أو هضم الحقوق ، أو بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية .
واليوم نحن أبناء الطائفة العربية الدرزية في البلاد نمر بأوضاع صعبة للغاية على جميع الأصعدة ، من هضم الحقوق ، والتمييز العنصري بحقنا ، والتضييق الاقتصادي على أبنائنا ، ومصادرة أراضينا بجميع الطرق القانونية المتاحة لديهم ( وهي فضفاضة جدًا ) ، واستعمال الخديعة والمماطلة والتيئيس ومحاصرتنا ومصادرة مئات آلاف الدونمات منذ قيام الدولة الى يومنا هذا ، والغريب أن معظم أبناء الطائفة الدرزية ينعمون في سبات عميق ، ولا نجد من يطالب بالحقوق بصورة حازمة وجادّة ، وإنما يتظاهرون بالمساعدة ولكن الحقيقة بعكس ذلك ، وإنما يوجهون السهام الى المناضلين الحقيقيين . ولكن للأسف الشديد كثير من الزعماء السياسيين والدينيين ما زالوا يصدّقون وعودهم ويقولون لهم ( أمرك سيدي ! ) وأقول بكل صراحة وحقيقة واقعة ومثيرة للدهشة والاستغراب ، إن بعضهم كان في جلسات مصيرية وحاول الضغط علينا لنغيّر مواقفنا المبدئية والتي تطالب بحقنا الشرعي العادل في أراضي آبائنا وأجدادنا ، وفي جلسة من الجلسات الصاخبة والساخنة قال هذا الزعيم تنازلوا عن شيئ ( فلن يموت الذئب ولن يفنى الغنم ! ) ودار جدال بيننا في هذه الجلسة وقد صرّحت لمن حولي : ( جبناك يا عبد المعين تعين ...... ) بعد اجتماعاتنا المتواصلة والمستمرة مع المسؤولين ، وبعد محاولاتهم لإغرائنا بأراضي أملاك الغائبين أو أراض ٍ وعرية لا تصلح لأي غرض ، أو مناطق عسكرية مغلقة ، بعدما أغلقت في جهنا كل الأبواب ، بينما فتحوا لنا مكتبًا في يكنعام لتخدير أصحاب الأراضي بالوعود والاستيلاء على أراضينا . وكل من حضر الى المكتب في يكنعام أخذ معه طنـًا من ( الكذب والخداع والمماطلة ) ، وعندما قررنا ، اللجنة المشتركة للدفاع عن أراضي الكرمل ، بإقامة مظاهرة احتجاجية كبيرة في أرض المنصورة والجلمة ، وكان الاتفاق بالأكثرية بتعيين تاريخ المظاهرة في يوم الأرض للضغط على السلطة ورئاسة الحكومة ومدير الديوان الذي لا يكن الاحترام للطائفة الدرزية . ولكن بصورة مفاجئة قلبت الموازين وأقاموا الاجتماع في أم الشقف بهدف اجهاض نضالنا وتنفيس غضبنا . وهذا ما حدث بالفعل .
وأحلـِّفكم بالله ، منذ يم الاجتماع حتى الآن ماذا حققوا ؟ لقد حققوا ، أولا : رفضت الاعتراضات للخارطة الهيكلية . ثانيًا خارطة 1209 ג لأم الشقف والزرّاعة رفضت . ثالثًا سيباشرون بالعمل في مشروع خط سكة الحديد حالا دون أي اتفاقات مع أصحاب الأراضي ، هذا ما حققوه .
بالمقابل كنا مصممين في إطار اللجنة الشعبية المشتركة للدفاع عن أراضي الكرمل أن نحل هذه القضايا في سلة واحدة لجميع المشاريع المخططة على أراضينا ، أرض مقابل أرض ، طابو مقابل طابو !!! وللأسف الشديد نجحت سياسة فرّق تسد ، ويتحمّل مسؤولية ذلك الزعامة الدينية والسياسية في الطائفة الدرزية ، والله سبحانه وتعالى حسيب رقيب على أعمالكم .
(يتبع)