أنا الآخرُ العبثيُّ الرّزينُ
استبقتُ الأوانَ
اختصرتُ الزمانَ
وغيري يطيل الطريقَ
وأمّا النهايةُ
ذات المكان
*
أجيءُ لأهمسَ في مقلتيْكَ
تقدّم حثيثًا
وخذها بكلتا يديكَ
أماءٌ شحيحٌ
وظلٌّ ضنينْ..
تقدّم
وسافر بها وإليها
وقامر بها وعليها
فدُنياكَ ليست تساوي
جناح بعوضة
ودُنياكَ
تلك العجوز المريضة
تعالَ إليّ
وذرها على غيّها للزّمان
أنا الآخرُ العبثيُّ الرّزين
*
تعال تقدّم
تقدّم
لأزرقك الأبديّ
كحجِّ البطارقِ
بعد العفافِ
من الأبيضِ القُدُسِيّْ
فصدري يصدُّ عواء الرياح
ويشرب منها النبيذ المباح
ويحرقها ..
ويعصرها..
ويصنعها راحةً للكفاح
بقلبٍ قويٍّ
وزندٍ متين
أنا الآخرُ العبثيّ الرّزين
*
تقدّم
تقدّم
ولا ترتجف
تقدّم وقاتل
فدومًا أراك جميلًا قويّاً
كبدرٍ على بُعْدِ حقل السنابل
كنارٍ تمزّقُ قيد السلاسل
فتعلو
لتبقى أمامك شمسٌ
وغسقٌ جميلٌ
تعذّبَ دهرًا
يكادُ يتوب
فتفتحُ في مقلتيكَ الدّروب
لتسقطَ عنك صلاة الغروب
*
توضّأ بدمعكَ
فجرٌ أكيدٌ
يُدَقُّ بكفِّ المنى والحنين
أنا الآخرُ العبثيّ الرّزين
*