في بداية حياتها الفنية، كما في وسطها وعند اعتزالها، وقد عرفت من الامجاد وأطايب الحياة ومرارتها، ما لم يغرفه نجم آخر، لا ماضياً ولا حاضراً، وتبقى صباح تشع مشهدياً، على التلفزيون، بصوت وتمثيل كارول سماحة، وقريباً جداً في مهرجانات بيت الدين بصوت المطربة السورية الرائع رويدا عطية، التي تحدثت عن "رهبة الاختيار" وما يحمّلها من مسؤوليات تجاه الشحرورة وذاتها وجمهورها في مهرجان عالمي اختيرت لافتتاحه "تحية الصباح".
* فاجأك العرض، أخافك وأسعدك في الوقت نفسه. حصلت على فرصة انتظرتها من لحظة فوزك بـ "سوبرستار"؟
ــ نعم خائفة جداً، ثقتي بنفسي كبيرة، لكن أن افتتح مهرجاناً على هذه الأهمية تكريماً للأسطورة صباح، فهذا حلم انتظرته طويلاً، ونجاحي في المهمة، صوتاً وأداء، يشكل خطوة عملاقة في مسيرتي الفنية حتى اليوم.
* ما الذي دفع إدارة المهرجان لاختيارك من بين فنانات كثيرات غنين صباح ونجحن بنسب متفاوتة؟
ــ كنت أتمنى أن يطرح السؤال على الادارة نفسها واللجنة التي اختارت بعض أكبر النجوم العالميين والعرب للمشاركة في مهرجان يكاد يكون الاول على الساحة العربية. صدقاً كنت أتمنى ذلك، وإن كنت بكل تواضع، قطعت شوطاً كبيراً الى النضوج الفني بعد "سوبرستار". اظن ان اختياري لمهرجانات بيت الدين حصاد لما زرعه خلال السنوات الماضية، خصوصاً الثلاث الأخيرة منها، توضحت فيها صورتي الفنية، وهوية صوتي وما تملكه حنجرتي من اوتار وطبقات تمكنها من اداء أصعب الالحان وأجملها، وبكل الالوان الوطنية والعاطفية والشعبية وحتى الطربية.
* لكن المعروف أن الوصول الى هذه المهرجانات مهمة شائكة تفترض الكثير من العلاقات العامة..
ــ وما نفع هذه العلاقات مهما اشتدت وتوسعت إن كان صاحبها خال من الصوت الجميل والسيرة الحسنة والاداء المميز. وقد تصح هذه المعادلة في الحفلات العابرة، لكنها تسقط بالتأكيد في مهرجانات بمستوى بيت الدين وبرنامجها يحفل بأسماء كبيرة من نجوم الغناء والفرق الموسيقية، فضلاً عن عروض ضخمة اعتادت عليها المهرجانات منذ انطلاقها وحتى اليوم.
* وماذا في برنامج "تحية الصباح" الافتتاحي، وأين وصلت مرحلة التدريبات والاستعدادات؟
ــ حتى الآن ثم الاتفاق على خمسة وعشرين اغنية من ارشيف الاسطورة مع تحديث موسيقى بسيط، تترافق مع استعراضات راقصة. أما لجهة التدريبات فهي مستمرة ومكثفة لتأتي ومن المخطط الذي وضعه المخرج وما يشرّف صباح والعاملين على تخليدها بأجمل صوت وصورة، أظنها تستحق ذلك وأكثر. ولن أبخل عليها بتحقيق ذلك. تبقى صباح وتستمر اسطورة بنظري.
* أفهم أن صباح الصورة والصوت، سترافق خيالك على المسرح؟
ــ هي رفيقتي منذ قررت الغناء وأنا بعد صغيرة. نشأت على صوتها الجميل وصورتها المشعة في السينما وبأدوار مميزة في الكوميديا والدراما على السواء. هي صوت نادر في صورة مشعة وروح صلبة ومتواضعة. نعم صباح ستكون معي على الخشبة، على الرغم من معرفتي أنها لم تختارني لهذا الدور، لكن إدارة المهرجان اختارتني. أرجو أن أكون على قدر المسؤولية. سوف أحاول أن أبذل كل جهدي ليأتي "تحية لصباح" لائقاً بمهرجان وقف على خشبته وبعض كبار نجوم الغناء عربياً وعالمياً، للمناسبة اشكر السيدة نورا جنبلاط رئيسة المهرجانات على اختيارها لي من بين مرشحات كثيرات.
* بعيداً عن "تحية لصباح"، ماذا عن مشاريعك الغنائية الاخرى؟
ــ حتى اللحظة أعيش وهج الاسطورة وما يحملني من مسؤوليات. لذا أفترض أن مشروعاتي مؤجلة، ومنها إنجاز ألبومي على نار هادئة، وقد اصبح جاهزاً لديّ ست أغنيات منه.
* هناك كلام عن ألبوم خليجي بات جاهزاً لديك تتريثين في إصداره؟
ــ تلك حقيقة وهو ألبومي الخليجي الاول آثرت إصداره في وقت لاحق تستقر فيها الاوضاع العربية المهزوزة سياسياً وأمنياً واقتصادياً. أتمنى أن يعود الهدوء سريعا الى بلادنا ليزهر الفن فيها جميلاً وراقياً. الفنان مثل عامة الناس يخاف على حياته وعمله ومشاريعه. لذا التريث واجب في هذه المرحلة الدقيقة والاحتياط واجب.
* تخططين لاصدار ألبومين في حين أن التوجه اليوم نحو الاغنية المنفردة؟
ــ ربما أعمد الى ذلك بعد مهرجانات بيت الدين وصدور الالبومين العربي المنوع أولاً والخليجي ثانياً. بعدها يصبح لي رصيداً من الاغاني تنضم الى ارشيفي يسمح لي باتباع الاغنية السنغل.
* وعلى صعيد الحفلات الصيفية؟
ــ كثيرة وفي أكثر من عاصمة عربية وعالمية، مباشرة بعد "تحية صباح" في مهرجانات بيت الدين.