يسعى الفتى و خيول الموت تطلبه.. وان نوى وقفة فالموت لا يقف
ولد الشاب الراحل امجد مصري في تاريخ 25/2/1989، في قرية جديدة. وعاش امجد- وردة البيت- في حضن والديه، تربى وترعرع في أجواء طيبة وحميدة وقضى شبابه ومراهقته في عز وغناء كيفما شاء وتمنى.
قبل أيام من موته، أكثر أمجد من تقبيل يد أمه، طالبا منها الرضا، وكأنه كان يشعر بأنه مقبل على الموت، مثله مثل العصفور الذي يشرف على الموت فتصبح زقزقته حزينة..
تقول الأم ليلى: جميع أولادي ورود ولكن امجد كان أبهاهم بلسانه الجميل اللسن، وطلته الحلوة، كان لا يكف عن إرضائي بكل الوسائل. رسم لنفسه مستقبلا بهيًّا لكنه لم ينجح بمواصلة دربه. فعندما يشرف الإنسان على الموت ترتدي أقواله طابع الفضيلة.
وتضيف الأم في شجن: عشق أمجد قيادة الدراجات النارية، فأحيانا كان يتجمع العديد من أصدقائه مع درجاتهم النارية ويقوموا معا برحلات حتى الجولان ومناطق بعيدة في البلاد، كنت احبس خوفي داخلي ولا أتجرأ أن اتصل به خوفا من أن يرد على الهاتف وهو يقود دراجته النارية. كنت اطلب منه واستحلفه عندما ينتهي من قيادة دراجته أن يقف في ركن أمين ويتصل بي لأطمئن عليه.
تبكيه أمه وتقول: خطط لنفسه مستقبل باهر ، سيكمل مشواره في دراسته الجامعية ولكن يد القدر كانت أسرع منه وطالته يد المنون.
خبر: توفي في مستشفى "رمبام" ظهر الثلاثاء 25/5/ 2011 سائق الدراجة النارية امجد فتحي مصري من قرية الجديدة (23) عاماً الذي أصيب بتاريخ 18/5/2011، متأثرا بجراحة الخطرة التي أصيب بها .
ما باليد حيلة، موته كسر ظهر والديه، فكل ابن أنثى وان طالت سلامته.. يوما على آلة حدباء محمولة
وتعلق شقيقته نجلاء مصري: كان أخي امجد إنسانا متفائلا، به شغف لا يوصف للحياة، أحبه كل من كان حوله من طلاب المدارس وأصدقائه والعائلة. كان يملك طاقة ايجابية ويوزع الحب على من حوله، حافظ على ابتسامة دائمة، وأعطى الأمل والدفء للمحيطين به، وأنا ارتبطت به بعلاقة وطيدة جدا. اهتم بي كثيرا وبطفلتي أيضا.
تسبق الدموع كلمات الشقيقة وهي تقول: لقد افتتح امجد قبل عام مقهى صغير بجانب بيتنا، ولاقى المقهى نجاحا كبيرا، وخطط للسفر إلى مولدوفا لينضم إلى أخي الذي يدرس الطب في الجامعة هناك. وكان قد تم قبوله في كلية سخنين لدراسة الهندسة وقد وصلت أوراق قبوله للكلية يومين قبل وفاته. وكان أمجد قد بدأ بتخطيط وهندسة بيته بعد أن قررنا معه إعلان خطوبته الشهر القادم.
شارك في توديع جثمان أمجد الآلاف ممن عرفوه سمعوا عنه، فموته كان كالصاعقة على الجميع.
ملحوظة: تسبب الدراجات النارية (الموتور سيكل) إصابات أكثر بـ (35) مرّة عمَّا تسببه السيارات. وتعتبر الدراجات النارية من المخاطر المهددة لحياة الأفراد، التي تضاف إلى أجندة حوادث المرور وخاصة أن عواقبها وخيمة وغالباً ما تؤدي إلى الشلل أو فقدان الحياة وفي النهاية يبقى الموت هو تلك الرحلة التي لا عودة منها.