لأوَّل مرّة في أريحا .. عرض فيلم "العودة إلى الذات" بحضور مخرجه بلال يوسف

أريحا - تفانين - من أسامة مصري ,
تاريخ النشر 15/06/2011 - 10:13:42 pm

في إطار بناء الشاهد التاريخي وصيانة أفق الهوية.. نظم فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في محافظة أريحا والأغوار بالتعاون مع اللجنة الوطنية للدفاع عن حق العودة في المحافظة، ومنتدى معلمي أريحا عرضا للفيلم الوثائقي "العودة إلى الذات" الحائز على جائزة المهر العربي الثانية في مهرجان دبي الدولي للسينما ، في محافظة أريحا والأغوار بحضور مخرج الفيلم بلال يوسف. إضافة إلى معرض لصور حول النكبة ويوم الأرض تم تنظيمه بالتعاون مع مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، وذلك في قاعة اتحاد نقابات عمال فلسطين في أريحا وسط حضور حاشد واهتمام كبير من الحاضرين.وفي بداية الفعالية شكرت رئيسة فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في محافظة أريحا نادرة المغربي مركز القطان للبحث والتطوير التربوي على تعاونه ودعمه المستمر لاتحاد المرأة.  ودعت إلى الإصرار على التمسك بحقنا بأرضنا ووطننا، وإلى أهمية وضرورة أن نعلم أولادنا كل شيء عن وطنهم وقراهم وتاريخهم وهويتهم، وأن نغرس الأمل والإبداع بداخلهم.  كما شكرت المغربي المخرج بلال يوسف على تلبيته لدعوة فرع اتحاد المرأة في أريحا للمشاركة في العرض ومناقشة الحاضرين. كما شكر المخرج الحضور والسيدة نادرة المغربي دعوته وتنظيمها عرض الفيلم وما بذلته من جهود لإنجاحه، إذ تترجم بحضور غفيروحضر العرض محافظ محافظة أريحا والأغوار ورئيس البلدية ونائب مدير شرطة أريحا ومدير التوجيه السياسة ومدير مكتب المخابرات ورئيس اتحاد نقابات عمال أريحا وممثلين عن الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية وجامعة القدس المفتوحة وممثلين عن عدد من مؤسسات المدينة وعدد من المهتمين والمثقفين من المدينة وطلبة الجامعات، وبلغ عدد الحضور ما يزيد عن المائة وخمسون شخصا.وفيلم "العودة إلى الذات" للمخرج بلال يوسف، ابن قرية دبوريه في الجليل، إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية. يروي (من خلال طرحة موضوعاً إشكالياً في السينما العربية) حكاية الشاب العربي الدرزي "يامن زيدان" من قرية بيت جن في الجليل، والذي كان يحلم بارتداء الزي العسكري والالتحاق بوحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، ولكن بعد التجارب التي خاضها، والتي يكشف عنها "يامن" في الفيلم، تحول إلى أحد مناهضي تجنيد العرب في الجيش الإسرائيلي، حيث انه وأثناء عمله كسجّان للسجناء السياسيين، وبعد أن أوشك أن يصبح محاميا، شاءت الأقدار أن يلتقي مع السجينين سمير القنطار ومروان البرغوثي، وقد انبهر "يامن" بثقافتهما وأخلاقهما وأسلوب حديثهما، على الرغم من تخوينهما وتكفيرهما له على أنه عربي يعمل لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية.  هذا اللقاء مع القائدين البرغوثي والقنطار، دفع "يامن" للبحث عن أصله وتاريخه وجذوره، لكي يرتقي بالنقاش والحديث إلى مستوى البرغوثي والقنطار، هذا البحث المستفيض عن الذات، جعل "يامن" يستقيل من عمله كسجّان ويتحول إلى محام يدافع عن الأسرى الأمنيين، كما انضم وبتوصية من الأسرى الأمنيين إلى وزارة الأسرى الفلسطينيين للدفاع عنهم، وكان أولهم سمير القنطار الذي منحه توكيلا رسميا للدفاع عنه قبل صفقة تبادل الأسرى التي تحرر فيها القنطار. لتساعد هذه التجربة "يامن" على إعادة اكتشاف ذاته.وحول الفيلم، تقول رئيسة فرع اتحاد المرأة نادرة المغربي إنها تأثرت كثيرا بالفيلم وبرسالته الهامة وقالت: أعتقد أن قصة "يامن" هي عبرة لكل الشباب الدرزي للعودة إلى الذات من خلاله. لقد كان واضحا صدق وإنسانية وشفافية المخرج في عرضه لهذه القضية الشائكة، وأكدت على اهتمام الحضور الذي كان مميزا من ناحيتي العدد والنوعية. لقد كانت ردود فعل الحاضرين من خلال حديثهم للمخرج ولي ومكالماتهم الهاتفية كثيرة جدا، فقد اعتبروا أن الفيلم يطرح قضية إنسانية وطنية رائعة، وقال البعض أن بساطة وصدق المخرج كانت واضحة ومن أكثر الأمور التي اقتنعت المشاهد وشدهته للفيلم، إضافة إلى الجدل الذي خلقه التحول في شخصية "يامن" داخل أسرته ومجتمعه والتي اعتبر أنها ستحمل في طياتها بداية التغيير في الطائفة الدرزية  والذي بالطبع لن يحصل في شهر أو سنة، إلا أن المهم في الأمر أن احدهم قد وضع حجر الأساس لهذا التغيير وعلينا كما ذكر المخرج بلال يوسف أن نقف إلى جانب "يامن" وندعمه بدل أن نكون ضده ونتغنى فقط بما قام ويقوم به شعبه من أخطاء فادحة تجاه شعبهم وأمتهم بالوقوف مع الجانب الآخر من الصراع، علينا أن نشدهم ونعمل على جذبهم إلى أصولهم وهويتهم بدل محاربتهم والوقوف ضدهم، فاحتلال الفكر الذي يستهدف الهوية والثقافة هو أصعب من احتلال الأرض ويتطلب عملا مشتركا وجهودا جبارة للخروج منه، والعودة إلى الجذور. وأردفت السيدة نادرة قائلة  "تأثرت أيضا بحساسية بلال يوسف تجاه تسميتنا نحن (عرب الـ 67) كما قال، وذلك ردا على تسميتنا لأهلنا في الداخل الفلسطيني بـ (عرب الـ 48 ). حيث أكد أن هذه التسميات تجعلنا فتات شعب وليس شعبا يسعى لنيل حقوقه واستقلاله وأن الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل هو جزء لا يجزأ من الشعب الفلسطيني وعليه جيب أن لا يغيب عن الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي وأن يُشمل في أي حل نهائي ليحصل على حقوقه الوطنية.وكان المخرج بلال يوسف قد التقى قبل عرض الفيلم محافظ محافظة أريحا والأغوار السيد ماجد الفتياني الذي أكد على اهتمام القيادة الفلسطينية وتأكيدها على نضال وتضحيات شعبنا الفلسطيني في فلسطين التاريخية، وأكد على وحدة الشعب الفلسطيني أينما تواجد ورغم الحدود والحواجز والحصار،  وأشاد الفتياني بالعمل الهادف والوطني والإنساني للمخرج من خلال فيلمه "العودة إلى الذات".واستقبل رئيس بلدية أريحا المحامي حسن صالح المخرج في مكتبه، حيث أشاد المحامي حسن صالح بحالة الإبداع التي يعيشها المخرج من خلال أفلامه مشددا على قيمها التي تبين الصراع مع الاحتلال ومعاناة شعبنا.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2387
//echo 111; ?>