في ظلّ الأحداث الجارية على الساحة العربية، لا بدّ من أن يأخذ أحدا على عاتقه نقل ما يجري من خلال مسلسل تلفزيوني.
وقد قام بذلك د. ممدوح حمادة والذي كتب أحداث المسلسل الكوميدي السوري "خربة"، ويقوم بإخراج الليث حجو، ليطلّ بطله دريد لحّام بشخصية بو نمر، ودريد قد فاجأ الجميع منذ بدء الاحداث الجارية بآرائه تجاه ما يجري والتي جاءت معاكسة لما عرفه به الجمهور العربي.
ومسلسل "خربة" يجري تصوير مشاهده بقرية تقع جنوب سوريا، حيث تحتفظ بطابعها البدائي حتى الآن، وقد قال مخرج المسلسل الليث حجو للـ "أم بي سي، نت": إن "العمل يسلط الضوء على ريف الجنوب السوري؛ الذي يتشابه في أجوائه ولهجته وتقاليده، ويحكي قصة "خربة" البلدة البسيطة التي ما زالت تعيش على الفطرة بأبنائها".
وأوضح أن سكان القرية ينقسمون إلى عائلتين تسعيان دوما إلى ترتيب المقالب لبعضهما، كما يؤكد العمل أهمية دور الجيل الشاب الجديد، وعدم الاستسهال بقدراته، وخاصة بعد أن أثبت قدرته على التغيير".
وكشف حجو أن العمل يسعى لمواكبة الأحداث الجارية على الساحة السورية والعربية؛ حيث لا زالت حلقات العمل تُكتب بالتوازي مع آخر نشرات الأخبار والثورات. وأضاف أنه عندما لا يرتبط العمل الدرامي بالظرف الحالي والواقع المتفجر الذي نعيشه يكون عملا خالي الدسم، وغير جدير بالمشاهدة، فيجب أن يخوض العمل في الخطوط الحمراء، ويلمّح للأفكار الجريئة التي تحدث على أرض الواقع.
وكان اللافت في كواليس التصوير، وبسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة، كثافة الحشرات والذباب التي أعاقت التصوير إلى حد ما؛ ما اضطر فريق العمل إلى الاستعانة بسيارة خاصة لرش المبيد الحشري لإمكانية متابعة التصوير.
ويلعب الفنان دريد لحام بطولة العمل؛ حيث يجسّد شخصية "بو نمر"، وهو كبير إحدى العائلتين اللتين تدور بينهما صراعات كثيرة، وتتميز شخصية بونمر بأنه عجوز سريع الغضب والانفعال، ولكنه طيب القلب؛ فسرعان ما يعود إلى وضعه الطبيعي ويرضى بسرعة. أما الفنان رشيد عساف فيجسد شخصية "معذى بو مالحة"، وهو كبير العائلة الثانية التي تنافس عائلة "بونمر" على المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي.
فيما يجسد الفنان باسم ياخور شخصية "توفيق"، وهي شخصية مقموعة وممسوحة تماما من قبل زوجته ووالدها، ولكن في الوقت نفسه شخصية خبيثة وماكرة، تحاول أن تستعيض عن كل الاضطهاد التي تتعرض له بالتعليقات الساخرة.
وحول إمكانية تقبل الجمهور للأعمال الكوميدية في ظل الغليان الذي يشهده الشارع العربي الآن، قال ياخور: أعرف أن الشارع العربي مدمى ومتألم، ولا أعرف كيف سيتقبل الناس الأعمال الكوميدية في هذه الفترة المؤلمة. وعاد ياخور ليقول: إنه ربما تكون الكوميديا فسحة أو متنفسا للجمهور، خاصة أننا نستطيع من خلالها أن نتناول كثيرا من الأفكار التي لا نستطيع قولها في الأعمال الأخرى؛ فالكوميديا سلاح مهم جدا.
كما تجسد الفنانة ضحى الدبس دور "نفجّة".. المرأة التي تنتمي إلى الجيل القديم وتعيش على الفطرة، وتربطها علاقة قوية جدا بوالدها، وتراه المثل الأعلى، وفي سبيل ذلك هي مستعدة لقمع زوجها وابنها وإخوتها.