أعددت مفاجأة لزوجتي . قلت لها ان لا تعد هذا المساء أي لون من الطعام، فانا سأدعوها الى مطعم فرنسي فاخر. سالتني باستغراب لا يخلو من استهجان:
- هل فزت في الياناصيب الذي تصرف علية ربع معاشك؟
نفيت أي فوز وأخبرتها انها مفاجأة .
نحن متزوجان منذ عقدين كاملين، وحان الوقت لاجراء تغيير ما يبعث التجديد في حياتنا. يشعرها انها ما زالت زوجة مرغوبة، لعل ذلك ينسيها مغامراتي المجنونة.
كانت المناسبة عيد زواجنا، ولكن لكثرة ما مرت من سنوات دون ان نتذكره، استقر في مكان ما ، منسي، داخل الذاكرة.
لم تفهم سر طلبي ان ترتدي بشكل جميل. يبدو انها حاولت جاهدة ان تكشف هذا التغيير في تصرفاتي.
وصلنا المطعم، الجو شاعري ولطيف، وضوء أحمر خفيف يلون جو المطعم،على خلفية الستائر السوداء التي تتدلى من جميع الحيطان، حتى السقف مدهون بالأسود، لأول مرة أكتشف ان هذا اللون ، الأسود، ليس لون حزن فقط، انما لون يبعث على الكثير من الشعور بالاسترخاء ، الذي يكسره الضوء الأحمر الخافت بخلق الإحساس بجو شاعري ..
كانت الطاولات مشغولة، بمعظمها ، أجلسنا مدير الاستقبال في زاوية هادئة، وصوت موسيقى هادئ ينطلق من السماعات دون ان يزعج ، بل يترك جوا مشبعا بالراحة والاسترخاء.
- ما المناسبة لهذا الكرم الطائي؟
- ما هو تاريخ اليوم؟
- ما العلاقة؟
- هل ضعفت ذاكرتك؟
بعد برهة من التفكير انتشرت ابتسامة عريضة على شفتيها:
- يوم زواجنا..كدت أنسى، عقدان لم نحتفل بهذا اليوم ، كيف تذكرته ؟
- يجب ان نبدأ بالاحتفال ، الأولاد كبروا، والآن يجب ان نتمتع ببعض ما نقدر عليه.
اقترب منا سفرجي، مبتسما بشكل اصطناعي:
- تفضلوا.. ماذا تطلبون؟
- اريد أولا زجاجة نبيذ ، بماذا تنصحنا؟
- والمناسبة؟
- عيد زواجنا.
اتسعت ابتسامته كثيرا وسأل:
- حسنا، قل لي أولا، هل جئتم للإحتفال ام للنسيان؟
عبستْ ، ولكن زوجتي انفجرت بالضحك الشديد !!