أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن منظمة حزب الله جعلت من غالبية القرى في الجنوب اللبناني ما وصفته المصادر بقرى متفجرة, مهددة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على الجنوب اللبناني إذا طرأ تدهور على الأوضاع الأمنية في المنطقة.
واستذكرت المصادر الإسرائيلية أنه تم في الوقت الأخير اكتشاف وسائل قتالية ومقرات قيادة ومستحكمات تابعة لمنظمة حزب الله داخل القرى الواقعة في جنوب لبنان.
وأفادت المصادر الإسرائيلية أنه إذا بالفعل شنت إسرائيل هجوما على جنوب لبنان فإنها ستسعى قدر المستطاع إلى تقليص حالات الإصابة في صفوف المدنيين. وستنشر بالوسائل المتاحة وفي المناسب توجيهات للمدنيين بالجلاء عن بيوتهم حرصا على حياتهم.
وذكرت المصادر أن مختلف الجهات اللبنانية أبدت اهتماما بالغا في التمرين القطري الذي أشرفت عليه الجبهة الداخلية في الأسبوع الماضي والمسمى "نقطة تحول 5", على رأسها منظمة حزب الله والإعلام اللبناني. وتابعت الجهات اللبنانية مراحل التمرين بترقب شديد وسط مخاوف أن تستغله إسرائيل لشن هجوم على حزب الله.
وانشغل الإعلام اللبناني في تأهب الجبهة الداخلية في إسرائيل لمجابهة حالة طوارئ وفي الدروس المستخلصة لدى الطرف الإسرائيلي من حرب لبنان الثانية من الوجهين الدفاعي والهجومي.
وأثار التمرين حوارا داخليا في لبنان ومخاوف في نفوس السكان القاطنين في الجنوب اللبناني. وازدادت توجسات السكان في ظل الأحداث في سوريا وعلى خلفية التصريحات المتهورة التي أطلقها قياديون من حزب الله ومفادها أن منظمة حزب الله لن تتردد في شن هجوم على إسرائيل من أجل إنقاذ نظام الحكم السوري.
وقالت مصادر مطلعة في الحكومة اللبنانية إن سكانا من جنوب لبنان أبدوا خشيتهم من العودة إلى تصورات 2006 عندما أرغم السكان المحليون على إخلاء بيوتهم دون أن توفر لهم تسهيلات من توجيه وتنسيق ودعم لا من الحكومة اللبنانية ولا من جهات خارجية.
وذكر عدد من السكان الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم أن في الوقت الذي استخلصت فيه إسرائيل العبر من الحرب الأخيرة فإن في الطرف اللبناني لم يتغير شيء وأنهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم طرفا سيدفع مرة أخرى الثمن في الحرب القادمة مع إسرائيل.