مع حلول العطلة الصَّيفيَّة وبدء إقامة المُخيَّمات المُختلفة ولأهمِّيَّة الموضوع توجّه موقع سبيل إلى المُحامي هايل أسعد غانم ، عضو لجنة التربية في نقابة المُحامين العامَّة للحصول على معلومات حول القوانين والأحكام الواجب إتباعها في أثناء إقامة هذه المُخيَّمات ، فقدّم لنا شرحًا شاملا حول الموضوع :
"
وحسب التقديرات سيشترك هذه السَّنة حوالي نصف مليون طالب في مثل هذه المُخيَّمات . ويعود ذلك إلى تحسُّن الحالة الاقتصاديَّة لدى الأهالي والرَّغبة في إيجاد إطار مناسب وآمن لأولادهم .
بالمقابل فإنَّ هناك مئات الآلاف من الأطفال لا يستطيعون الاشتراك في هذه المُخيَّمات نتيجة للتكلفة الباهظة والثمن الغالي الذي يجبيه منظمو المُخيَّمات الصَّيفيَّة ، فالمُخيمات أصبحت تجارة رائجة يتوخـّى منها مُقيموها الأرباح الطائلة وينتظرونها من سنة إلى سنة في الوقت الذي نفضت الدَّولة ومؤسَّساتها يديها من كل مسؤوليَّة تجاه هذه المُخيَّمات وجعلتها سوقـًا حُرّة عرضة للمنافسة الشديدة والاستغلال .
ومع رواج هذه المُخيَّمات ازداد الوعي داخل المجتمع بكل ما يتعلق بأمن وسلامة الأطفال والمُطالبة بتحسين شروط هذه المُخيَّمات حيث أصبح توفير الأمان والنظافة المقياس الأكثر أهمِّيَّة بالنسبة لإرسال الأهالي أبناءهم إلى هذه المُخيَّمات .
غير أنَّ هناك الكثير من أصحاب المُخيَّمات لا يوفـِّرون الحد الأدنى من هذه الشـُّروط وبذلك يعرّضون سلامة المُشتركين من أبنائنا إلى الخطر والأذى .
وتتلخص الأخطار التي من المحتمل أن يتعرّض منها المشتركون في المُخيَّمات الصَّيفيَّة بما يلي :
1) الصعود والنزول من سيارة النقل من وإلى المخيم .
2) عبور الشارع بدون مُرافق .
3) السِّباحة في المياه العميقة دون إشراف مُنقذ .
4) الاقتراب من الشوارع التي تكتظ بالسَّيّارات والمارَّة .
5) الألعاب والأجهزة الرِّياضيَّة الخطرة وغير الصّالحة.
6) الأبواب والأجهزة التي لم تجر ِ صيانتها .
7) الأدراج والسلالم بدون درابزينات وجدران واقية .
8) المرافق الصِّحِّيَّة غير المُصانة وغير النظيفة .
9) التسلق على الأماكن العالية والمُرتفعات .
10) التعرّض لمدَّة طويلة لأشعة الشمس الحارقة مما يؤدي إلى الجفاف والإرهاق .
لذلك هناك مسؤوليَّة كبيرة ملقاة على عاتق مدير المُخيَّم وطاقم المرشدين خاصة إذا كان عدُد المُشتركين كبيرًا فعليه أن يلتزم بتعليمات المدير العام لوزارة المعارف التي نشرت وتنشر كل عام في منشور المدير العام ، وكذلك بتعليمات مستشار الأمن والأمان في السلطة المحلية من أجل المحافظة على سلامة أولادنا .
ويتلخص دور السُّلطة المَحليَّة من خلال قسم الترخيص في عدم إعطاء ترخيص لأي مخيم لا تتوفر فيه الشروط التالية :
1) أن يكون حاصلا على تصريح مستشار الأمان والسَّلامة للمرافق والأجهزة والمكان الذي سيقام عليه المخيم .
2) على السُّلطة المَحليَّة أن تتأكـَّد من أنَّ مدير المُخيّم وطاقم المُرشدين قد اشتركوا جميعًا في أحد الاستكمالات التي تـُقيمها وزارة المعارف لهذا الغرض لمدَّة 8 ساعات على الأقل .
3) أن يكون حائزًا على رخصة لإقامة مخيَّم من قبل المفتش اللوائي لوزارة المعارف يضم برنامجًا تربويًا وثقافيًا خاصًا .
4) أن يكون المرشد حائزًا على ترخيص من الشرطة يضمن عدم قيامه بأعمال مشينة ومخالفات جنسية.
5) ترخيصًا من قبل ضابط الأمن في السُّلطة المحليَّة .
6) ترخيصًا من قبل مفتش وزارة الصِّحَّة ( إذا كان المُخيَّم يقدّم الأطعمة والوجبات الغذائيَّة ) .
هذا وينص قانون المخيمات الصيفية على ما يلي :
1) لا يعطى ترخيصٌ لإدارة مُخيَّم إذا كانت الفعاليّات والمضامين تتعارض مع الأهداف العامَّة للتعليم الرَّسمي كما ينص عليه قانون التعليم الرسمي لسنة 1953 . أو أن يتناقض مع أي قانون آخر .
2) لا يقام مخيم صيفي إلا بإذن وبترخيص من قبل وزير التربية أو لمن خوَّله الوزير بذلك .
3) كل من يخالف هذا القانون يكون عقابه السِّجن لمدَّة 6 أشهر .
وفي هذا السِّياق كان قد صرَّح المسؤول عن المُخيَّمات في وزارة المعارف أنه سيقوم بمنع إقامة أي مخيَّم لا يفي بالشروط والتراخيص المطلوبة ، وقد يلجأ إذا احتاج الأمر إلى تقديم شكوى للشرطة ضد مقيمي مثل هذه المخيمات غير القانونية .
توصيات :
على الأهالي أن يفحصوا ويتأكدوا قبل أن يرسلوا أبناءهم إلى أي مخيَّم أو معسكر صيفي من وجود :
1) ترخيص من قبل الجهات المختصَّة كما أسلفنا ، لأنه إذا لم يكن هناك ترخيص رسمي ، فإنه في حالة حدوث إصابة لا سمح الله فسوف لن يكون هناك تغطية من قبل التأمين .
2) وجود تأمين صحّي وتأمين إصابات وتأمين طرف ثالث ( צד ג ) لجميع المشتركين في المخيَّم .
3) وجود مضمِّد وممرِّض مدَّة إقامة المخيم وكذلك الإسعاف الأولي ، وأن يكون الطاقم الطبي مدرّبًا على معالجة حالات الإصابة المُحتمل حدوثها مثل نقل المصاب إلى المستشفى وغيرها .
4) أن يكون مدير المخيم حائزًا على شهادة BA على الأقل ومفضل أن يكون في موضوع التربية ، وكذلك صاحب تجربة في التعليم اللامنهجي .
5) حسب توصيات وزارة المعارف يجب أن يكون مرشدٌ واحدٌ على الأقل لكل 25 مشتركـًا ، وكلما ازداد عدد المرشدين كلما كان أفضل ومن المعروف أنَّ معظم المرشدين هم من جيل 17-18 سنة ومن المفضل أن يكون 50% منهم من جيل أكبر أي 22-24 سنة .
ودرهم وقاية خير من قنطار علاج .