صدر مؤخرًا للكاتب نادر أبو تامر كتاب يعالج مسألة إدمان أطفالنا على استعمال الحاسوب بعنوان "{حاسوب ينظف البيت}" يتحدث عن الطالب رامي الذي يعشق استعمال الحاسوب فيقنع أمه وأباه بشراء حاسوب له، ويبدأ في الجلوس أمام الحاسوب طوال ساعات إلى درجة أنه يرفض الخروج من البيت، أو اللعب مع أصحابه.
مباشرة بعد أن يستيقظ من النوم يذهب رامي إلى غرفة الحاسوب وبدون أن يرتّب سريره ومكتبته، وغالبًا حتى قبل أن يفرك أسنانه ويغسل وجهه بالماء والصابون ويترك غرفته وهي غير مرتبة مما يثير لدى والدته المحاضرة في الجامعة الشعور غير المريح فتقوم بخطوة معيّنة وتعدّ خطّة لمعالجة المشكلة.
يقول كاتب قصّة {حاسوب ينظف البيت} الصادرة عن دار الهدى لصاحبها عز الدين عثامنة في كفر قرع تعقيبًا على صدور القصّة: قصّة {حاسوب ينظف البيت} تهدف إلى بثّ رسالة هامة لجمهور أطفالنا، وإذا كان العنوان يأخذنا إلى الاعتقاد بأن هناك اكتشافات حول حواسيب متطورة بوسعها تنظيف المنازل اليوم، غير أن الهدف كان زرع حبّ الترتيب والنظام والنظافة في نفوس أبنائنا، ووضع الأمور في نصابها.
ويتابع الكاتب نادر أبو تامر يقول: "يتعلم أولادنا من خلال القصّة عبرة هامة وهي أنه توجد لدينا في الحياة أفضليات وأنه لا بأس إذا لعبنا بالحاسوب ولا ضير إذا تصفحنا مواقع الانترنت المفيدة والممتعة والمسلية، وتحدّثنا بالدردشة مع أصدقائنا الذين يجلسون هم أيضا قبالة حواسيبهم في بيوتهم، لكن لا يمكن أن تكون أولوية استعمال الحاسوب هي الأولى في حياتنا بل هناك سلّم أفضليات يجب أن نراعيه في تعاطينا مع هذا الموضوع".
ويردف الكاتب نادر أبو تامر قائلًا: "لقد ولدت فكرة التطرق إلى موضوع الحاسوب في القصص بعد أن تلقيت العديد من الشكاوى من الأهالي الذين يعانون من تهافت أولادهم على الحواسيب إلى درجة بلغت في حالات عديدة الإدمان على استعمال الحاسوب بحيث أثر هذا الوضع على الحياة الاجتماعية للأولاد فباتوا لا يغادرون بيوتهم ولا يخرجون إلى نزهات معهم، بل حتى يرفضون في بعض الحالات التجاوب مع الحياة الاجتماعية والمناسبات المختلفة من منطلق أن الولد يجلس قبالة الشاشة الساحرة يلعب ويتحدث ويتصفح".
ويؤكد نادر أبو تامر على ضرورة إتاحة المجال للأولاد بان يتعاطوا مع الحاسوب لأنه أحد مفاتيح الحياة العصرية التي يعيشها الصغار والكبار غير انه لا بدّ من تنظيم أوقات أولادنا فلا يعقل أن يبقوا جالسين قبالة الشاشة ليل نهار حيث إن ذلك سوف يعود بالضرر على حالتهم النفسية والاجتماعية والصحية حتى، إذا لم يكن الأمر بمقدار معقول، وعلى الأهل التدخل من أجل وضع النقاط على الحروف وذلك لأنّ الحاسوب قادر على شفط اهتمام أبنائنا بحيث أنهم قد يدمنون عليه، ولا بدّ من تقديم الإرشاد والتوجيه الدائمَيْن من قبل الأهالي.
