نسيم عاطف الأسدي ينجز قصيدة للمعلّم

بقلم : نور عامر ,
تاريخ النشر 18/07/2011 - 04:45:50 pm

لستُ من الذين يعلقون نقدهم فقط بالأسماء الكبيرة !. المقياس عندي المادة نفسها ، سواء كان كاتبها شيخا مخضرما ، أو شابا يافعا . قال إيليا أبو ماضي : ويا فرحة القلب بالناشئين ففي هؤلاء جمال الحياة .

هذا الشاعر الشاب نسيم عاطف الأسدي بدأ يلفت انتباهي ببعض أشعاره الواقعية ، كقصيدته العمودية الاجتماعية الثقافية " اقعد للمعلّم " نشرتها " كل العرب " 17.6.2011 . وموضوع المعلم هو موضوع ملح وقائم ، فقد بات المعلم عرضة للجحود من قبل الطلاب ، والأهل احيانا ! الأمر الذي يعيدنا الى ما كان يلاقيه الأديب من جحود في زمن مضى ، نتيجة للأمية الفكرية . مما دفع حافظ ابراهيم في حينه لإطلاق آهته الموجعة : حطمت اليراع فلا تعتبي وعفت البيان فلا تعجبي .

هذه الحالة تنطبق اليوم على المعلم ! وحق له أن يرفع صرخة محتجة !

عندما قرأتُ قصيدة الاسدي لمع في ذهني اولا قول شوقي " قم للمعلم " ، ثم رد ابراهيم طوقان على شوقي بقصيدة : أقعد فديتك ، هل يكون مبجلا من كان للنشئ الصغار خليلا .

قصد ما معناه : لو أنك جربت التدريس لتعرف حال المعلم بين تلاميذه .. !

لندخل الآن قصيدة الأسدي

" من للفتى بعد المعلم مرشدا / ومربيا ومهذبا ودليلا ؟/ من للأهالي بعده متفانيا / يرعى الأمانة مخلصا ونبيلا ؟ / أنرد للأزهار حين تضوعت / عطرا برد لا يليق جميلا ؟ " .

ويصوّر لقطة موفقة مما يحدث في المدرسة

" فأب يداهم في الصباح مدرسا / وكأن ثأرا عنده وقتيلا / فيضج مدرسة لأجل علامة / ويثير فيها صيحة وعويلا / والبعض إن زل المعلم مرة / صار العدو المجرم المرذولا " .

ويكشف حقائق تغذي جهل الطالب ، مثل إهمال الأم لإبنها ! . في هذه النقطة أظن أن الأسدي استوحى من بيت شوقي : وإذا النساء نشأن في أميّة رضع الرجال جهالة وخمولا .

والأسدي يرفع جدا من منزلة المعلم فيشبهه بالشمس . هذا التشبيه مبالغ فيه ، لكنه حسن ويتقبله الذوق .

" أنعاتب الشمس المنيرة إذ لنا / كشفت حقائق لا تسر خليلا ؟ "

لا تثريب من شاعر شاب أن يخطئ التقدير في عجز بيت " لولا المعلم يا أبي لوجدتنا / شعبا وضيعا ضائعا مذلولا " .

كلمة " وضيعا " غير ملائمة يا نسيم ، لأن الضعة صفة غير مشروطة بالجهل أو نقيضه .

كذلك لا غضاضة ان حدث التباس في البيت قبل الأخير .

" هذا القصيد معاتبا يرجوكم / رُدوا المعلّم حقه المقتولا " .

الصحيح : ردّوا للمعلم . لكن في هذه الحالة ينكسر الوزن ، لذلك أبقى البيت على علته .

ويعرج الشاعر على قضية المال وكيف أصبح الناس يفضلونه على العلم " لو بدّل العلم المخصص لابنكم / بدراهم لشكرتموه جزيلا " .

قصيدة الأسدي تبدأ بحوار يعكس مدى الإستهتار بالمعلم ، ومن شأن الحوار في بعض الشعر أن ينكسر قانون استقلالية البيت الواحد . لكن الأسدي حافظ على استقلالية البيت ، واستطاع منح أبياته قوة وسلاسة يبعثان على الإعجاب " اليوم إذ دخل المعلم صفّنا / للدرس قمنا نهدف التبجيلا / ــ ماذا فعلت ؟! أقمت إكراما له ؟ / أقعد أراك إذا تقوم ذليلا / ــ لكن أبي قال الأمير بشعره / " كاد المعلم أن يكون رسولا " / ــ ما لي وقول قيل في زمن مضى / من ذا المعلم كي أراه جليلا ؟ " .

كنتُ أحبذ لو أن هذه القصيدة كانت مكتملة ، بمعنى لو أجرى الشاعر مقارنة بين معلّم الأمس ، ومعلّم اليوم .. ثم سبر قليلا غور المعلم في نطاق واقعه ، كيف يحس ، وكيف يواجه مشكلته نفسيا وفكريا . بيد أن ما قدمه الأسدي هو الواجهة الرئيسة للموضوع ، المأزق الذي يحتاج الى حل . فهل من مجيب ؟؟ .

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.الغرباليجوز القول ردوا المعلم على اساس ان المعلم منصوب بنزع الخافض اي حرف الجر.القصيدة من البحر الكامل لكن صورها تقليدية لا ابتكار لا مفارقات اين البلاغة والمحسنات البيانية .لماذا المجاملات الطافحة.المجاملات عندنا ارتجالية منمنمة الايقاع..خالية من كلمات صادقة من خطوط اليراع.19/07/2011 - 11:26:37 am
2.مجد تيتياشكر الاستاذ نسيم على القصيده الجميله وبالرغم انه استاذي27/11/2013 - 05:09:49 pm

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2440
//echo 111; ?>