بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جاءت الأعيادُ وما قبلها وما بعدها مِن الأيام الفضيلة لِتُذكرنا بوجود الله سُبحانه وتعالى ، وبمقدرته التي لا حدود لها ، ولحثنا على التوبةِ والرجوع عن المعاصي، والسعيِ لنشر المحبة بين الناس، والإكثارِ من عملِ الخير.
ان حلولُ الأعيادِ هو فرصةٌ طيبةٌ لنسيانِ الأحقادِ والضغائن، ومحاسبةِ النفسِ والتجاوزِ عن سيئاتِ الآخرين، وأيضا لتقريبِ القلوب والتفاهمِ بينَنا كأفرادٍ وجماعات وعائلاتٍ وطوائف، والعمل من أجل العيشِ الدائم في سلمٍ وسلام، وأمنٍ واستقرار وطمَأنينةٍ وازدهار.
لا شك أننا, كرجال دين، مسؤولون أمام رعايانا وأمام الله، يجب علينا بذْلِ قصارى جُهْدِنا، لكي نكونَ قدوة ومثالا ونموذجًا ، للذين ينظرون إلينا ويراقبون حركاتِنا، ليأخذوا عنها ومنها ويقلّدوها، فَيَتّخِذوها دليلا ومرشدًا ومنارًا في حياتِهم اليوميةِ وشؤونِهِم الحياتية العادية ، وعليه فإنني أتوجُّه إلى جميعِ إخواني رجالِ الدينِ ، من مختلفِ الطوائفِ والأديانِ ، أن يضعوا نصْب أعينِهِم دائمًا، إصلاحَ المجتمعِ والدعوة للمحبة التآخي السلام ونبذ العنف.
من هذا المنطلق، علينا أنْ نعملَ جميعنا يدًا واحدة، وبتعاونٍ ثابتٍ ومستمرّ، من أجلِ التغلبِ على العقباتِ التي تواجهُنا وبغيةِ تأمينِ أبسطِ الأسسِ والقواعدِ المطلوبة، لعيشٍ مشتركٍ كريمٍ بيْنِ الجميعِ ولا نستطيعُ أنْ نحققَ كلَّ هذا الا إذا بقينا ملتزمين بتعليماتِ ووصايا أديانِنا الحنيفةِ، التي تدعو جميعُها للخيرِ، التسامحِ، المحبةِ والسلام.
وأخيراً , لا يسعُني إلا الابتهالُ إلى اللهِ العليِّ القدير، مُتمنيًا عليه , طالبًا منهُ أن يسدّدَ خطواتِ قادةِ وزعماءِ المنطقةِ، وأن يلهمهم تكثيف جهودَهُم بُغية بلوغ السلامِ المنشود, طلبًا للسكينة والهدوءِ، وتسويةِ الأمورِ والمشاكلِ بالتفاوض والتفاهُم والمُصالحة .
أعاد الله الفطر علينا وايّاكُم بالخير واليُمن والبركات وكل عام وأنتم بخير .