أذهل صوت فتى عراقي يعاني نقصاً في اطرافه ومتبنى من قبل سيدة استرالية، ملايين المشاهدين في انحاء العالم عندما شارك في برنامج "اكتشاف المواهب" الاسترالي واختصر محنة بلاد "أُنقذ" منها (...) باغنية معبرة عن الحب الانساني في سماوات مفتوحة وبلا حروب أو حدود.
وغنى ايمانويل كيلي وهذا هو اسمه المفترض حيث أخذ اسم السيدة مويرا كيلي مديرة مؤسسة رعاية الاطفال الاسترالية التي تبنته، بصوت يقطر أسى أغنية جون لينون "تخّيل" التي تفترض عالما بلا نزاعات دينية وبلا حدود ولا حتى موت أو تشرد.
وانهمرت دموع أعضاء لجنة التحكيم وهي تستمع الى ايمانويل العراقي الذي أُنقذ من بلاد الدماء والدموع مع شقيقه أحمد بفضل السيدة مويرا كيلي بعد ان وجدا في دار عراقية للايتام.
وعندما سأل رئيس لجنة التحكيم رونان كيتنغ الفتى المشارك عن عمره، قال لست متأكداً فلقد وجدت في دار للايتام بالعراق ولا املك شهادة ولادة ولا جواز سفر بل مجرد تاريخ كتبته أمي.
ويقدر عمر ايمانويل الذي يتكلم الانكليزية بطلاقة خمسة عشر عاماً وهو يعيش مع شقيقه أحمد في كنف السيدة الاسترالية مويرا كيلي بكرامة يفتقدها اطفال العراق اليوم تحت وطأة الاحزاب الطائفية الحاكمة.
ومع تصاعد صوت ايمانويل بالغناء انهمرت دموع أعضاء لجنة التحكيم وعلى تصفيق الجمهور بتفاعل نادر، فيما كان رئيس لجنة التحكيم يردد مع نفسه كلمات ألم محزنة.
وشاهد الاغنية على موقع "يوتيوب" على الانترنت بعد ساعات من بثها أكثر من 175 الف مشاهد، فيما كانت سيرة الفتى العراقي حديث القناة التلفزيونية الاسترالية والصحف المحلية.
وغنى ايمانويل أحدى أهم الاغاني تعبيرية في التاريخ الموسيقى للفنان الراحل جون لينون وهي "تخيّل" وكأنه يختصر محنة العراق.
وتقول كلمات الاغنية
تخيّل لو لم يكن هناك جنة
سيكون سهلا لو حاولت
ولا جحيم تحتنا
و تعلونا فقط سماء
تخيّل لو أن كل الناس
عاشوا ليومهم
تخيّل لو لم يكن هناك بلدان
ليس صعباً أن يحدث
لا شيء يستحق القتل أو الموت لأجله
و كذلك لا عقيدة
تخيّل لو أن كل الناس
عاشو حياتهم فى سلام
قد تقول إني حالم
لكنني لست الوحيد
الذي يتمنى أن نلتقي يوماً
و يصبح العالم واحداً
تخيّل لو لم يكن هناك أملاكاً
أتساءل إذا تمكنت
فلن يصبح هناك حاجة للطمع أو الجوع
والناس أخوة
تخيّل كل الناس
يتشاركون كل العالم
قد تقول إني حالم
لكنني لست الوحيد
الذي يتمنى أن نلتقي يوماً
ويصبح العالم واحدا
واكتنفت ايمانويل مشاعر غامضة بعد الاستجابة المذهلة من قبل الجمهور، فيما اشار رئيس لجنة تحكيم برنامج "اكتشاف المواهب" الى الحاضرين وقال انهم اعطوك الامتياز.
وقال ايمانويل "ان الكلمات غير جديرة بالوفاء للتعبير عن مشاعري في هذه اللحظة".
وعبر عن احساس عميق بالغناء وقال انه أشبه بالحل وهدية للانسان وانه الشيء الوحيد الذي يريد القيام به.
ولم يعرف ان كان ايمانويل يتكلم اللغة العربية، لا سيما وانه نقل من العراق الى استراليا عندما كان صغيراً.
وأكد بقوله ان بعض الابواب فتحت له بعد مشاركته في هذا البرنامج وانه يرى مستقبله في الغناء ويريد متابعة هذا المسار.
وشدد بقوله "أنا فقط أريد أن أغني وأن أجعل الناس سعداء ولا أبحث عن التعاطف ابداً مع حالتي...".
ويعاني ايمانويل من نقص في اطرافه العلوية وبالكاد استطاع ان يمسك المايكرفون، ونقصاً آخر في اطرافه السفليه ويمشي بصعوبة.
وقال انه احيانا يقارن نفسه ببعض الاطفال في عمره، لكنه لا يريد للجمهور ان يفعل ذلك "عليهم ان ينظرون الى وجهي ويستمعون الى صوتي".
وأكد بانه بانتظار النجاح الباهر ومستعد لرعاية صوته للذهاب بعيداً في هذه الحياة.
وأثنى رونان كيتنغ رئيس لجنة التحكيم مع أعضاء اللجنة على صوت ايمانويل الذي انتقل الى الجولة الاخرى من المسابقة الغنائية في اكتشاف المواهب.